المكان: أمام محكمة صدفا بمحافظة أسيوط.. الزمان: الثانية بعد الظهر. الحدث: مقتل أمين شرطة وأحد المتهمين أخذا بالثأر.. كانت هذه المعلومات القليلة هى كل ما تلقاه محقق «فيتو» من مصادره الخاصة عن جريمة قتل وقعت أمام المحكمة، وبالقرب من مركز الشرطة.. لم يضع وقتا ، وحمل أدواته، وانطلق إلى مكان الحادث.. وهناك وجد مجموعة كبيرة من الأهالى وقد تجمعوا حول «توك توك» يخرجون جثتين من داخله.. حاول التقاط بعض الصور لهذا المشهد ، ولكنه لم يتمكن بسبب الزحام الشديد، وحرص المتواجدون على إخفاء الجثتين.. استوقف أحد الأشخاص ، وسأله عما حدث فقال: لا أعلم الكثير عن التفاصيل، ولكننى شاهدت «توك توك» يقترب من التوك توك الذى يستقله القتيلان، ثم سمعت صوت إطلاق نار كثيف.. دقائق معدودة ، ووصلت سيارة الإسعاف وقوة من الشرطة ونقلت القتيلين إلى المشرحة.. توجه المحقق إلى مركز شرطة صدفا وحاول الحصول على معلومات تفصيلية عن الحادث ، إلا أن الجميع رفض التعاون معه، ولاحظ علامات القلق والارتباك على جميع الضباط.. أدرك أن هناك أسرارا وتفاصيل مثيرة فى الحادث.. بدأ يسأل العساكر والمخبرين عما حدث فاكتشف أن أمين الشرطة القتيل يدعى شحاتة محمود، أصيب فى أحداث الإرهاب منذ سنوات طويلة ، ويعانى من عاهة مستديمة، وممنوع من حمل السلاح أو الخروج فى مأموريات ذات طبيعة خطرة، ورغم ذلك كلفه مسئولو المركز باصطحاب متهم عليه ثأر إلى النيابة بالمخالفة للقوانين واللوائح المعمول بها فى الشرطة، وأنه رفض القيام بهذه المأمورية ،غير أن معاون الضبط أصر على خروجه.. وهمس البعض فى أذن المحقق مؤكدا ان هناك تحقيقات تجرى سرا مع هذا المعاون الذى أصر على خروج شحاتة رغم ظروفه. واصل المحقق بحثه فى القضية ، وعلم انه قبل عامين.. وقعت مشاجرة عنيفة بين موجه فى التربية والتعليم يدعى عمر الصراف ،وعدد من أفراد عائلة «الخوارف» بقرية «بنى فيز» بسبب لهو الاطفال، انتهت بإصابة بعض أفراد العائلة الأخيرة بإصابات خطيرة.. بعد ذلك تجددت المشاجرات ووقع تبادل لإطلاق النار بين الطرفين، ثم تدخل عقلاء القرية ، وعقدوا صلحا بينهما.. وقبل الحادث بيومين تجددت المشاجرات بين الموجه وعائلة الخوارف بسبب أولوية الحصول على أنابيب البوتاجاز، وأيضا أحدث عمر إصابات بالغة بخصومه.. وبعد ان تم إلقاء القبض عليه عقد أفراد عائلة الخوارف العزم على الثأر منه ،وقتله فى وضح النهار.. ويوم الحادث خرج أمين الشرطة «العاجز» فى «كلبش» واحد مع المتهم ، إلى نيابة صدفا، وبعد العرض على النيابة ،والخروج من مبنى المحكمة شاهد عمر خصومه يحملون الأسلحة الآلية، فطلب استقلال سيارة شرطة، ورد عليه أمين الشرطة أن المأمورية لا تتضمن سيارة ،واستقل الاثنان ومعهم مخبر «توك توك» فى طريق عودتهم إلى مركز الشرطة.. وبمجرد تحركهم طاردهم توك توك آخر بداخله وائل سالمان أبوخروف وبحوزته بندقية آلية.. ثم اقترب من التوك توك الأول وأطلق النار بكثافة على ركابه، فقتل عمر وأمين الشرطة ولاذ بالفرار.. توجه المحقق إلى أسرتى المجنى عليهما فى محاولة لاستجلاء المزيد من الحقائق، ولكن الجميع رفض الحديث ، أو حتى تقبل العزاء، وعقدوا العزم على الأخذ بالثأر.. أما أجهزة الأمن فقد ضبطت المتهم الرئيسى وائل ، وشقيقه محمد وعمهما على أبوخروف، وأحالتهم إلى النيابة للتحقيق.