ستة أسابيع من المهل العربية والمماطلة الأسدية جاءت فى نهايتها موافقة دمشق بالتوقيع على بروتوكول الجامعة العربية الخاص بإرسال بعثة مراقبين إلى سوريا فى ظل حملة مستمرة لإنكار مجازر النظام بحق شعبه. أمس، قام نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد، عقب وصوله إلى القاهرة، بالتوقيع على البروتوكول العربى الداعى إلى إرسال مراقبين عرب لمتابعة الوضع على أرض الواقع فى إطار المبادرة العربية لحل الأزمة السورية، ليخرج وزير الخارجية السورى وليد المعلم فى مؤتمر صحفى، أمس، ويعلن أن السيادة السورية أصبحت مصانة فى إطار البروتوكول، وأنه لولا التعديلات التى أجريت، ما كانت سوريا لتقبل التوقيع فى الوقت الذى أكد فيه الأمين العام للجامعة العربية أنه لم يدخل أى تعديل على البروتوكول. بهدوء معتاد، وفى إصرار على إنكار الواقع، أكد المعلم أن توقيع البروتوكول هو بداية التعاون بين دمشق والجامعة العربية، وأن النظام السورى يرحب بكل جهد عربى مخلص يسهم فى حل الأزمة، ليعلن على الجانب الآخر أن كثيرا من دول العالم لا تريد أن تعترف بوجود عصابات إرهابية مسلحة تعيث فسادا فى سوريا وتهاجم المؤسسات وتمارس القتل الممنهج، لذلك يؤكد بوضوح أن نظام الأسد لا يخشى إطلاقا من المراقبين، موضحا بقوله «المراقبون سيأتون ليروا بأم عينهم أن هناك جماعات إرهابية مسلحة تقتل الناس». كما أضاف أنهم سيسمحون بدخول الإعلاميين على أمل أن يتسموا بالموضوعية. فى السياق ذاته، نفى المعلم مسؤولية النظام السورى عن إضاعة الوقت، موضحا أن ما حدث يكشف عن نيات من يريد تدويل الأزمة فى سوريا، وعن التغيير الأخير الذى شاب الموقف الروسى، أكد وزير الخارجية السورى أن التنسيق بين نظام الأسد والأصدقاء يتم بشكل يومى، خصوصا مع القيادة الروسية التى نصحتهم بالتوقيع على البروتوكول، وفى ما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية على سوريا، علق المعلم قائلا: «إذا اعتقدوا أن عقوباتهم الاقتصاية ستؤثر على الشعب السورى فهم واهمون». بالتوازى مع التوقيع السورى وحديث المعلم عن القيادة السورية -التى لا يمكن إلا أن تكون مع الشعب السورى- تواصل أمس سقوط شهداء سوريا برصاص قوات الأسد، وقامت قوات الجيش باقتحام بلدة الحورية بدير الزور وشن حملة عسكرية واسعة على جبل الزاوية بإدلب وذلك غداة مقتل 24 شخصا، أول من أمس، معظمهم فى حمص. من ناحية أخرى، أصدرت الهيئة العامة للثورة السورية تقريرا حول ضحايا «المهل العربية الممنوحة للنظام السورى»، كشف عن سقوط 771 قتيلا فى حمص وحدها خلال تلك الفترة.