فازت مصر أخيرا وصعدت للأوليمبياد الذى كان حلما نريد أن نستنشقه منذ زمن بعيد، قارب على عهد العشرين عاما من زمن أوليمبياد 92 ببرشلونة. وحقق المنتخب المصرى المركز الثالث بعد تفوقه على المنتخب السنغالى الذى كان قد جاريناه وديا مرتين قبل السفر إلى مراكش. وللحقيقة أنا لا أفسد الفرحة أو أعكر من صفوها، بل أتحدث عن فريق يمتلك كل الإمكانيات المتاحة من لاعبين دوليين ونجوم فى منتخب مصر وفى فرقهم، ولم ينالوا سوى المركز الثالث بعد صعود للدور قبل النهائى كان بشق الأنفس. فلو حسبناها فعليا، فكل لاعب فى صفوف منتخب مصر الأوليمبى يمتلك خبرة واسعة فى مجال كرة القدم كلاعب محترف مع فريقه، بل هو من أبرز نجومه، أضف إلى ذلك أن أقل لاعب فى المنتخب الأوليمبى ستجد أنه قد شارك على الأقل فى 30 مباراة من منافسات الدورى المصرى الممتاز، وهذا ما افتقر إليه أغلب عناصر الفرق الأخرى التى كانت موجودة معنا، فكنا بتلك الإمكانيات نستحق اللقب والمنافسة عليه، لا حلم الصعود الذى تحقق ولله الحمد. إذا نظرنا بموضوعية وباستحقاق فنى تحليلى، فإننا سنجد أن أغلب أداء المنتخب الأوليمبى من الناحية الفنية والتكتيكية لم يكن مقنعا بالمرة، وحتى لا أكون ظالما فى كلامى، فإن منتخبنا الأوليمبى يحتاج إلى الكثير من الوقت حتى يصل إلى مستوى الفرق الأوروبية والآسيوية التى صعدت للنهائيات. وما يدهشنى ويضحكنى الآن هو الإعلام المصرى الذى كان معظمه متجاهلا هذا الفريق بصورة بشعة، فلم يفطن المصريون إلى أن منتخب بلادهم الأوليمبى سيشارك فى البطولة إلا قبلها بأيام معدودات، أما الآن فأغلب الحوارات الإعلامية: فاكر يا كابتن لما استضفناك وقلنالك، وفاكر يا نجم لما قلت عندنا إيه.. لتعدد الحوارات واللغات الإعلامية من أجل ملء فراغ عبر شاشاتهم، وليكن المنتخب الأوليمبى الآن فعلا هو الأمل والمراد بالنسبة إلينا، ولكن لا بد أن يكون الواقع موزونا مع الكلام حتى يستفيد اللاعبون وجهازهم الفنى قبل أى شىء. يدهشنى الإعلام حاليا ببرقياته التى عبر فيها عن أن المجلس العسكرى هو راعى الرياضة الأول فى مصر، وأتعجب من هذا الكلام فى شىء واحد فقط، هو لماذا نقحم المجلس العسكرى فى تلك القصة؟! ما فائدة هذا الموضوع الذى تفشى اليوم ولم يكن مذكورا بالأمس، بل كان متجاهلا بصورة غريبة، ولكن لأن الرجالة عملوها وفرحونا وقدموا لنا الأداء الراقى، أصبحنا نقحم أشياء ليست فى محلها، لأن المجلس العسكرى ليس هذا مكانه ومحله الذى يذكر فيه لأن مهمته أكبر من ذلك بكثير، بل أن ننسب كل إنجاز إلى محله وإلى صاحبه. لا أحب لغة الهجوم، بل الواقع الذى جعلنى أتعجب على فرحة مطلوبة، ولكن ليست بالمجيدة، لأننى سأكرر بأسماء لاعبينا وبواقع خبراتهم، أنا حزين لأننا جئنا فى المركز الثالث.