شهدت محافظة الجيزه زخما وتكثيفا لحملات التوعية قبل انطلاق الجولة الثانيه لانتخابات مجلس الشعب حيث أطلقت القوات المسلحة وحدات مكونة من سيارات يصاحبها عدد من الضباط، والجنود تجوب مناطق الجيزة المختلفة طوال اليومين السابقين على الانتخابات تذيع رسائل موجهة للناخبين تحثهم على التوجه إلى لجان الانتخابات وتذكرهم بمواعيد الاقتراع وتحذرهم من الانسياق وراء خداع البعض اثناء الانتخابات وتضليلهم لاختيار مرشحين بعينهم. «لا تنتخبوا من يوعدكم بالوظائف وإصلاح المجارى وبناء مدارس.. دول إما كذابون أو لا يعرفوا دورهم» لفتت عبارات أحد ضباط الجيش بإدارة الشئون المعنوية من الميكروفون مجموعة من الشباب وأهل الحى فى ميت عقبة فسارعوا للالتفاف حول إحدى السيارات المنتشره بالجيزة «عضو مجلس الشعب دوره مراقبة الحكومة وإعداد الدستور وسن القوانين والتشريعات أما مشاكل الحى مسئولية عضو مجلس محلى وليس عضو مجلس الشعب». العشرات تجمعوا ليسألوا بعضهم خائف من الغرامة وبعضهم يسأل يعطى صوته لمن، وسيدة مسنة تبيع خضروات طلبت حجرة مقابل صوتها. عناصر محدودة قامت بالمرور على الأحياء الشعبية والتجمعات السكنية والأماكن العشوائية بعربة الاذاعة وبتشغيل أغانى وطنية حماسية ثم تقوم عبر الميكروفون بحث المواطنين على ضرورة المشاركة فى التصويت وتعريفهم بالفروق بين عضو مجلس الشعب والحكم المحلى وتوعيتهم من عدم بيع أصواتهم أو الانسياق لأى فئة أو أفراد دون معرفة كاملة بهم أو وعى تام لحقيقه كل فرد. بعض الأهالى عرضوا مشاكلهم فى معرفة مكان الإدلاء بأصواتهم بعضهم لا يحمل موبايل ولا يعرف الانترنت وقامت الوحدات بالإجابة على الاستفسارات وتسجيل كل الشكاوى والمقترحات، السيارات توغلت فى الأماكن والأحياء الشعبية فى أرض اللواء والدقى، امبابة، شارع السودان، محطة البحوث، الزراعة. وفى بعض المناطق جاءت أسئلة المواطنين عن لماذا لم يسلم المجلس العسكرى السلطة لمجلس مدنى، بينما قاطع آخرون معترضين بأن كل الانتخابات مزيفة ولا داعى لها، البعض حاول أن يعرف التيار المفضل لدى الجيش لاختياره، لكن الضباط أصروا أنهم لا يفضلون أى تيار وطالبوا الناس بإبطال أصواتهم اذا لم يكن لديهم اختيار محدد. «الأكشاك التى تساعدكم لمعرفة أرقام اللجان وأماكنها لا تفرض عليكم التصويت لأى مرشح إحذروا محاولات شراء الأصوات كلها تحذيرات مستمره من إذاعة سيارات الجيش التى استطاعت لفت أنتباه أهالى الجيزة» فى المساء، توجهت مجموعات من شباب ينتمى لقوى سياسية متباينة وأحيانا متعارضة إلى متاجر الجيزة وشوارعها يتشحون بعلم مصر فى مجموعات لنشر حملة توعية لانتخاب مرشحى مجلس الشعب. «بعضنا من جماعة أسف ياريس وبعضنا من شباب التحرير كلنا توحدنا لرفع وعى الناس لأن المجلس القادم هو امل مصر» قالت غادة عبد السلام جامعية فى العشرينات انضمت للحملة التى لا تنتمى أساسا لأى تيار أو حزب، الحمله بدأت قبل الجولة الأولى بأيام وركزت فى محافظة القاهرة بالمناطق الراقية والشعبية على السواء. أحمد عدلى خريج إعلام قام بتصميم مضمون وشكل استمارة التوعية للناخبين «قمنا بطباعة20 ألف نسخة من منشور تكلفت العشرة آلاف 140 جنيها إذ الاجمالى 280 جنيها، دفعها المجموعه المكونة من 22 عضو بينهم سيدات وفتيات وقمنا بتعديل المنشور أكثر من مرة حسب رد فعل الناس حتى وصلنا لشكل ومضمون للرسالة مركز ومفيد أن نفرق بين وعود عضو مجلس الشعب التى تكون مادته ودوره الذى يجب أن يكون مؤهلا له. بعض الشباب حمل آلات موسيقية كالتشيللو وتوجه لمتاجر مشهورة مثل سيتى مول يشارك فى حلقات نقاش مع الرواد حول التصويت. يقول أحمد «نحن مجموعة مختلفة من الأفراد مختلفى الاتجاهات والتيارات والفكر ولكن متفقين على حب البلد والسعى لتقديم أى شئ له وخاطبنا فئات مستواها مرتفع نوعا ما وقمنا بتوزيع أوراق بما نريد نقله من توعيه وطلبنا منهم ضرورة توعية الفئات الأقل تعليما والتى تحتك بهم وفكرها محدود وذلك لما لهم من تأثير عليهم وفى كل الحالات لا نفرض رأى ولا نعرض توجه أى أحد فينا حيث كل ما يهمنا هو المشاركة فقط دون نقل أى تاثير مننا» اختيار الأماكن كما يقول أحمد تبعا لرؤية الاصدقاء ومنهم من زار هذه الأماكن أو يعرف أنها تحتاج توعية أو فيه ضغط من توجهه معين أو معروف أنها أماكن شعبية واحيانا أخرى بنجازف ونشوف مكان وبعد كده الناس بتتجمع حولنا. الحمله كلها متطوعون تقريبا تعمل حوالى 3 أو أربع أيام فى الأسبوع بدون تنسيق ولا الاشتراك مع أى حملة حيث رفضوا أن يشترك معهم أحد من تيارات سياسيه لتوزيع الأوراق. من المواقف الطريفة التى واجهوها أثناء قيام إحدى الفتيات بتوزيع الورق فى المترو قامت الشرطة بتعقبها وإدخالها للضابط المسؤل وعندما أخبرته بما تقوم به ومنحته ورقة قراها وحياها وطلب منها مجموعة من الورق يوزعها على الجيران والمعارف. عند توزيع الورق على سواقين المكروباصات والتكاسى كانوا يتجابون معنا ويوزعونه وفى أحد المارت وجدنا سواق تاكسى ذاهب لعزاء وطلب منا مجموعة أوراق حتى يوزعها فى الجنازة . الحمله قامت أيضا بتوزيع المنشورات على باقى المحافظات مع بعض الأفراد أو فى قطارات الوجهين البحرى والقبلى.