يستعد الدورى المصرى للعودة للحياة من جديد بعد توقف دام لأكثر من 40 يوما، وتستعد دائرة كرة القدم المصرية بكل منظومتها وقطاعاتها لاستقبال الدورى من جديد على أمل أن يكون أكثر هدوءا واستقرارا مما كان عليه الوضع من قبل. فبعد الانتخابات البرلمانية وتشكيلات الوزارة الجديدة، يأمل الجميع فى عودة الأمن قبل كل شىء إلى الملاعب المصرية حتى تستطيع تأمين الحياة من خارج وداخل المدرجات. ومما لا شك فيه أن المنظومة الرياضية بأكملها فى الفترة الماضية كانت قد تعرضت لعدة هفوات ومشكلات سواء بسبب تعنت الاتحاد المصرى ولجنة المسابقات فى إحكام أمورها على بعض الأمور، وكذلك الجماهير بمسماها «الألتراس» فى إشعال الشماريخ والعقوبات التى توقع عليها وعلى أنديتها. اتحاد كرة القدم المصرى بدأ الدورى بمشكلات البث، فلم يتحدد السعر إلا قبل بدء الدورى بأيام، بل وألزم القنوات الفضائية بدفع أقساط فى أوقات لم يحددها سوى الاتحاد، واستجابت له القنوات حتى ينافس بعضها بعضا. واستكمل الاتحاد مهمته بإقالة المهندس إيهاب صالح الغامضة، ومن بعدها مناوشات مباراة مصر والبرازيل، ليكون المطاف بتصادم شديد داخل أروقة لجنة الحكام، انتهاء باستقالة رئيس لجنة المسابقات عامر حسين، والعدول عنها لأسباب سياسية أيضا. والاتحاد المصرى عليه أن يتعلم مما فات حتى لا يفلت من يده هذه المرة زمام الأمور، فيكون الثمن التخبط والتدهور فى شكل الدورى المصرى، فعلاج عقوبة الشماريخ لا بد أن يكون واعيا، وغرامات الجمهور على الأندية وتكبدها لها من خزائنها، يحتاج إلى خطة علاج، وأعتقد أن الفترة الماضية كانت كفيلة بعلاجها واستئصالها تماما. الألتراس، يا ترى هل سيصر على عناده ويشعل الشماريخ فى جميع مباريات فريقه سواء داخل ملعبهم أو خارجه؟! أم أن الألتراس سيكون لهم توجهات أخرى بعيدا عن السباب والألفاظ والخارجة سواء للفرق المنافسة لها، أو الحكام، أو حتى اتحاد الكرة. فأنا أثق تماما بحكمة الجمهور المصرى العاشق والمحب لكرة القدم، والذى جاءته الفرصة على طبق من ذهب من أجل إثبات كفاءته فى الوقوف بجوار أنديتهم دون خصومات عديدة تؤثر على ميزانيتها. والأندية وإداراتها هى الأخرى قد نراها فى ثوب جديد بعيد عن حلة الهجوم الشرس والاتهامات، التى هى للأسف كانت من نصيب مديرى الكرة فى الأندية، وذلك فى وقت لم أر فيه فى حياتى مدير كرة فى العالم يصرح ويشن هجوما شرسا على الأندية الأخرى إلا فى الدورى المصرى فقط لا غير. وحتى سلوك اللاعبين مع المدربين والأعلام سواء كان بتصرفات عصبية أو تصريحات مضادة أو حوارات، فكل هذا نرجو أن يتغير. وللإعلام نصيب من الاهتمام بأن يتوقف من توجهات بعضه ضد بعض، أو الهجوم الموجَّه والمغرض الذى أدّى بنا إلى التهلكة. أسئلة عديدة مع استفسارات شديدة، كفيلة إن نجحت باستئناف شكل الدورى على خير، يا إما تفرط الحلقة مننا، وكل الرياضيين السنة دى يقعدوا فى بيوتهم وعليكم خير.