لم تكن ذكرى يوم عاشوراء والاحتفال به هذا العام أمرا عاديا مثل كل عام لأنصار حزب الله اللبنانى الذى ظهر أمينه العام حسن نصر الله علنا للمرة الأولى منذ عام 2008، فى الضاحية الجنوبية لبيروت خلال إحياء ذكرى يوم عاشوراء أمس. نصر الله، العدو الأول والمطلوب الأكثر خطرا بالنسبة إلى إسرائيل، فاجأ جماهيره، وإسرائيل أيضا، بظهوره علنا لعدة دقائق وسط الجموع المحتفلة فى العاصمة اللبنانية، بعد أن شق طريقه محاطا بعدد كبير من المرافقين وسط الجموع التى كانت تسير نحو ملعب الراية فى الضاحية الجنوبية حيث ألقى خطابه. ظهور نصر الله العلنى لم يكن رسالة التحدى الوحيدة التى أرسلها إلى الإسرائيليين مُظهِرا عدم اكتراثه بتهديداتهم، حيث أكد فى خطابه أن تسلح المقاومة اللبنانية يزداد يوما بعد يوم، ملخِّصا ذلك فى عبارة «كلما صدأ سلاح جئنا بغيره». الانتخابات المصرية نالت نصيبا من خطاب نصر الله حيث علق عليها قائلا «التحولات التى تشهدها مصر اهتزت لها إسرائيل وتحدث عنها إيهود باراك بكل القلق»، قاصدا صعود التيارات والأحزاب الإسلامية فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية. مضيفا «كلنا ننتظر تحولا فى مصر يبعث الأمل لأن أى تبدل ستشكله الانتخابات المصرية سيضع إسرائيل فى مأزق وجودى تاريخى، وهذا هو التحدى الذى ستواجهه القوى السياسية التى ستفوز فى الانتخابات المصرية». وفى الوقت الذى ظهر فيه نصر الله علنا فى رسالة تحد واضح لإسرائيل، نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية تقريرا عن بدء حركة المقاومة الإسلامية حماس فى الانسحاب تدريجيا من العاصمة السورية، بعدما بدأ نظام الرئيس بشار الأسد فى مواجهة عزلة عربية متنامية بسبب قمع الثورة السورية التى دخلت شهرها التاسع. وقالت الصحيفة إن القاهرة قد تكون خيارهم الجديد والوحيد لإعادة توطين الحركة من جديد، خصوصا بعد تحسن العلاقات بين مصر والحركة عقب تنحى الرئيس المخلوع حسنى مبارك عن الحكم.