الفن الجاد هو الدائم والأبقى.. والفن الصادق لا يحابى ولا ينافق ولا يجامل.. يقول كلمة الحق وما يجب أن يستحق! ومنذ شهور تعرض الفنان عادل إمام لحملة قاسية إبان بدايات مراحل ثورة 25 يناير، من قبل بعض الأقلام والأقزام وبدعوى أن عادل إمام كان يحابى ويجامل النظام الذى سقط! ومن هاجموا عادل إمام تناسوا أنه الزعيم الذى قدم مسرحية الزعيم وتجاهلوا الختام الرائع لمسرحيته.. ختام قدس فيه الوطن والشعب وانحنى له واحترم دوره الكبير فى تقرير المصير.. المسرحية قدمها عادل إمام منذ سنوات واستمرت لعدة سنوات مضت ختام المسرحية كان عطرا ومسكا.. الختام كان يقول «الشعب اللى مصيره فى إيده.. هوه الفارس هوه الحارس والأحلام مش عاوزة فوارس».. طبعا الناس عايزة الأحلام تتحقق والآن الأحوال تتدهور! وعليه أقول إن مسرحية عادل إمام تنبأت بما حدث وكانت مضامين مسرحيته تعبر عن واقع أليم عايشناه ليس على أرض مصر، ولكن على أرض الواقع العربى الذى يئن الآن ويستنجد بالشهامة والأصالة العربية من حالة الاقتتال الدخيل علينا من قوى الشر والبغى الدولية والداخلية أيضا! والملاحظ الآن أنه توجد نغمة نشاز تتردد على ألسنة من ألصقوا على ذواتهم وأنفسهم بأنهم الصفوة من العقلاء والمفكرين، كأنهم وحدهم هم العقلاء الوحيدون على أرض مصر وغيرهم من البلهاء والسذج والمجانين! وعليه من أعطاهم هذا الصك، لأن هناك من لا حصر لهم من مدعى التفكير والرؤى مع أن رؤاهم غير موزونة ومهروشة! والغريب أن بعض الشاشات الفضائية ومن خلال بعض من مقدمى البرامج، وأغلبهم للأسف من الزملاء الصحفيين يحاولون الاستظراف وتوجيه كلام النقد ليغسلوا علاقتهم وارتباطهم برموز النظام السابق، ويمارسون هذه اللعبة دون حياء أو خجل وبوجه مكشوف ويادى الكسوف! وبعضهم كان مرتبطا بالنظام السابق وطالما تغنوا بأعماله واستفادوا من عطاياه ومن بركاته ومن سفرياته! كانوا يحابون وينافقون ويكتبون مقالات الثناء والإشادة وفجأة انقلبوا 360 درجة وأصبحوا من أشد المعارضين.. بالله عليكم أليسوا هم المنافقين والطبالين والزمارين؟! هؤلاء سقطوا بالفعل أمام أعيننا لأنهم فى لحظة غيروا «جلودهم» تماما كالثعابين! هم يلدغون الآن المصداقية ويمارسون ألاعيب المحاباة والملاغية، لأنهم دائما يستسهلون اللقمة الهنية.. ليكونوا فى الصورة مع أن كل واحد من هؤلاء كمبورة! عموما ما أريد أن أقوله إنه توجد الآن النغمة النشاز ضد الجيش أو ضد المجلس العسكرى، كأن المجلس العسكرى هو مجلس جاء ليحتل مصر مع أنه من أبناء مصر.. فتجد كل من هب ودب يتمادى فى هجومه عليه كأنه هو الفارس مع أنه الهايف! بل استباح البعض لنفسه أن يتدخل فى طبيعة عمل الجيش المصرى حتى بالنسبة لميزانيته وإنفاقه العسكرى، وربما يطالب البعض بتحديد مسار تحركاته العسكرية كأنه خبير حربى واستراتيجى، بل ويطالب البعض بمناقشة وتنفيذ دقائق هذه الميزانية مع أن ذلك من الأسرار العسكرية التى لا يجب أن يعلمها أحد، لأن هناك من يتربص بمصر وبجيشها الوطنى.. وبالعربى الفصيح هناك من يريد أن يجعل الأوضاع سداح مداح ما دام للكلام براح، وطبعا الكلام ليس عليه جمرك لأن الوضع سوف يتأمرك! وإذا كان هناك من اعترض على المادة 9 من وثيقة الدكتور على السلمى ممن يقال عنهم إنهم من الأطياف السياسية التى للأسف تريد أغلبيتها أن تستولى وتقتنص السلطة بأى طريقة أو ثمن، فلا بد أن يعلموا أنه المحتم والواجب أن تتمتع القوات المسلحة بالحصانة التى تتمتع بها السلطة القضائية حماية لها من التدخل فى أعمالها خصوصا فى ما يتعلق بميزانياتها. أما فى ما يتعلق بقرار الحرب والسلام فلا بد أن يكون هذا من اختصاص مجلس الشعب المنتخب انتخابا حقيقيا وليس تلفيقيا.. والمحير فى الأمر أن التحالفات زادت وأصبح العدد فى الليمون ولله فى خلقه شجون! يا سادة لقد زاد المجون السياسى وتمادى فى تصوراته وبطريقة حيرتنا وأربكتنا، لدرجة أن من ليس له قاعدة شعبية بل لا وزن سياسيا له يتقمص دور الأسد المرعب، ويهدد بعدم المشاركة فى الانتخابات لأنهم فى الأصل لن يحصلوا على صوت واحد من الغير، بل ستكون أصواتهم هى الأصوات الخاصة بهم فقط! هؤلاء هم أصحاب الصوت العالى الذى لا يودى ولا يجيب بل هو المخيب! هؤلاء اعتقدوا أنهم الفلاسفة فى تفسير القوانين والدساتير مما يجعل العقول تطير وتستجير! وبعض هؤلاء تصور أنه الفقيه القانونى والدستورى.. السنهورى مع أنه الحنجورى. واعتقد البعض أنه تقمص شخصية عبد الرحمن باشا فهمى أو الفقيه الدستورى الدكتور الراحل محمد عوض المر، فتعمد أن يسقينا كل حنجورى من أفكاره كل شىء «مُر»، وبعكس ما قدمه لنا الدكتور عوض المر من مبادئ دستورية راسخة تحولت إلى نظريات وقوانين عالمية ودولية، لأنه كان شخصية ومن ذوات الحيثية. فيا عقلاء مصر اكشفوا ألاعيب المتنطعين على أرض الساحة السياسية والحزبية المصرية ومن استفادوا وتسلقوا على جدار الثورة المصرية، التى يريد هؤلاء أن يحلبوا خيرها وبادعاء أنهم حماة الثورة مع أنهم بالفعل هم العورة التى تسىء إلى هذه الثورة، لأن شعبنا المصرى مصيره فى إيده، وهوه الحارس ويرفض أفكار الهلاوس لأنه الفارس!