التحية والشكر لكل جندى حمى اللجان الانتخابية، ولكل مصرى ومصرية شاركوا فى انتخاباتنا البرلمانية، فهذه الطوابير الطويلة المنظمة، والانتظار والوقوف بالساعات، من أجل أن يدلى كل منا بصوته، هذه هى أولى بشائر الديمقراطية التى حُرمنا منها -تحت حكم العسكر- لستة عقود متتالية! وندعو المولى -عز وجل- أن تتم هذه العملية الانتخابية على خير، بحيث حين تُعلن -إن شاء الله- النتائج تكون معبرة بصدق عن حقيقة أصوات شعبنا العظيم، وهنا يجب أن نسأل أنفسنا، من أوصلنا إلى هذا العرس الديمقراطى الرائع؟ فنحن اعتدنا طوال حياتنا جميعا على انتخابات مزورة واستفتاءات مضروبة، فمن هذا الذى حقق لنا أعظم أحلام حياتنا، وأصبح لشعبنا الطيب كلمة مسموعة؟ الإجابة بسيطة، وواضحة للغاية، ويجب أن لا ننساها أبدا، كما يجب أن نعلمها لأبنائنا وأحفادنا جميعا، فهذه الديمقراطية الوليدة، التى نخطو أولى خطواتها بتوجس وحذر ما كانت لتتحقق أبدا لولا تضحيات شهدائنا الأبرار، وبطولات مصابينا الأحرار. وبناء عليه، فكل من سعد بأن أصبح له صوت محترم فى وطنه، يجب عليه أن يعيد الفضل إلى أهله.. وأهله هم الشهداء والمصابون، وكل من شارك فى ثورة يناير، وكل من انضم لها بعد ذلك، حتى نصل إلى أبطالنا المرابطين حتى الآن أمام مجلس الوزراء، وفى ميادين التحرير جميعا. فالكثير من الناس العاديين يتساءلون ببراءة (ولن أقول بسذاجة): ها نحن ندلى بأصواتنا فى الانتخابات التشريعية، وها هم العسكر سيسلمون الحكم إلى سلطة مدنية منتخبة، فلماذا هذه الاعتصامات مستمرة؟ والإجابة أيضا بسيطة للغاية، فما كان أكثر الناس يتخيلون أن مبارك سيرحل عن الحكم، فقد قال لنا إنه باق ما دام قلبه ينبض! ولكنه رحل بفضل اعتصامنا ثمانية عشر يوما، وكذلك أحمد شفيق الذى تشبث به المجلس العسكرى طويلا، وفى النهاية رحل بذات الطريقة، وكيف تم استدعاء مبارك وبعض رموز حكمه إلى المحاكمة؟ وهكذا.. فما تحقق شئ فى الأشهر الماضية إلا تحت ضغط شعبنا الثائر. والآن الصراع واضح للغاية بين نظام مبارك المتمثل فى المجلس العسكرى وحكومة الجنزورى من ناحية، وشعبنا الثائر على حكم عسكرى يعيث فى البلاد فسادا من ناحية أخرى، ولتنظر إلى مسلسل وساخاتهم.. فصائد عيون شبابنا الأبطال، الضابط المريض محمد صبحى الشناوى، الذى قيل إن النائب العام استدعاه للتحقيق معه، فجأة يخرج علينا وزير الداخلية العيسوى بنفسه، ليخبرنا أنه هرب، ولا أحد يعرف إن كان غادر البلاد أم لا!! هذا هو نظام مبارك الفاجر، الذى يستخدم البلطجية والقناصة لقتل الثوار، وفقء عيونهم، ثم يحمى القتلة، ويدمر الأدلة، ويحرق المستندات ليعيق سير العدالة. فكم قاتل تمت حمايته؟ وكم شهيد وجريح يطالب بالقصاص؟ لن نحقق أهداف ثورتنا العظيمة إلا بعد أن ننزع الحكم من أيدى خدم مبارك وعساكره.