بشائر حكومة الجنزورى بدأت تتضح. الرجل المكلف بتشكيل الحكومة استغل خفوت الأضواء عن ثوار التحرير مؤقتا، وانشغال الجميع بأول انتخابات برلمانية عقب الثورة، وأجرى مشاوراته مع جهات رسمية وشعبية، لترشيح أسماء وزراء يتم التوافق عليها دون احتجاجات. مشاورات الجنزورى حول وزير التعليم العالى باتت محل جدل بين الحركات والقوى المختلفة، داخل الجامعة، بعد استبعادها من المشاورات، وطرح مجموعة من الأسماء لا تحظى بتوافق هذه القوى. مصادر بحركة 9 مارس «أقدم الحركات الجامعية»، وحركة جامعيون من أجل الإصلاح «المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين» أكدت عدم دعوة ممثليهما إلى التشاور حول الأسماء المطروحة لتولى وزارة التعليم العالى، بينما تمت دعوة المحسوبين على النظام السابق بهيئة التدريس، وبعضهم ممن لا يملك أى تأثير على الساحة الجامعية. حركة استقلال جامعة عين شمس هى الأخرى رفضت، على لسان متحدثها الدكتور خالد سمير لقاءات الجنزورى موضحة «أن كل من يلتقيهم الجنزورى لا يمثلون إلا أنفسهم، مؤكدة رفضها استمرار سياسة الإملاءات الفوقية التى يتبعها المجلس العسكرى، وأن الشعب هو مصدر السلطات ولا أحد فوقه، محذرة من تجاهل نتائج الانتخابات، مشددة على ضرورة تشكيل الأغلبية البرلمانية الحكومة. لكن المتحدث باسم مجموعة الأساتذة المسماة بالقوى الثورية فى الجامعات المصرية الدكتور محمد عثمان أكد التقاء الجنزورى وفدا من أعضائها للتشاور، انتهى بترشيح منسق الحركة الدكتور ياقوت السنوسى لتولى «التعليم العالى»، خصوصا بعد إعجاب الجنزورى بالسيرة الذاتية الخاصة به. مصادر قريبة من مشاورات الجنزورى، قالت إن السنوسى اسم واحد مطروح من بين ثلاثة أسماء حتى الآن لتولى الوزارة، مقدمتها النائب الأسبق، أستاذ العلوم السياسية الدكتور جمال زهران، ورئيس نادى تدريس جامعة القاهرة السابق، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين الدكتور عادل عبد الجواد، لكن كلا الرجلين نفى إجراء أى اتصال به حول هذا الأمر. مصادر أخرى رجحت استمرار الدكتور معتز خورشيد وزير حكومة شرف، لأنه يحظى بتأييد ممثلى الإخوان، بحسب رأى المصادر. الجنزورى، اجتمع أول من أمس، حسب مصادر مطلعة، مع بعض منظمات المجتمع المدنى العاملة فى مجال الصحة، منها المبادرة المصرية ومركز الحق فى الدواء «ابن سيناء»، فى حين أكدت المصادر رفض حركة أطباء بلا حقوق، ولجنة الدفاع عن الحق فى الصحة حضور الاجتماع. المصادر قالت إن الجنزورى استمع إلى ترشيحات تلك المنظمات وزير الصحة الجديد، وكان على رأسها مدير مركز الكلى بالمنصورة الدكتور محمد غنيم، ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير الدكتور عبد الجليل مصطفى، ورئيس الحزب المصرى الديمقراطى محمد أبو الغار. \ أما داخل الوزارة فذهبت الترشيحات إلى مساعد أول وزير الصحة لشؤون الأسرة والسكان الدكتور عبد الحميد أباظة، ومساعد وزير الصحة لشؤون الطب العلاجى الدكتور عادل العدوى أستاذ العظام، بينما طرحت أصوات قليلة بقاء الدكتور عمرو حلمى. ومن داخل ديوان عام وزارة الإسكان خرجت توقعات بأن تولى الحقيبة الوزارية خلال حكومة الجنزورى لن يبعد عن إطار شركة المقاولون العرب. اسم ممدوح حمزة مطروح هو الآخر، لاسترضاء الميدان، إلا أن الانقسام حوله داخل الوزارة والميدان، علاوة على عدم إعلان موقفه بوضوح، حال طلب ذلك منه يجعله مستبعدا. ومن الأسماء المرشحة لوزارة الثقافة الفنان توفيق عبد الحميد وكيل وزارة الثقافة السابق، الذى تقدم باستقالته عقب أحداث ميدان التحرير.