أكدت مصادر فلسطينية، أمس الأول، أن لقاء رئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس»، ورئيس المكتب السياسي لحماس «خالد مشعل» المقرر عقده في القاهرة اليوم لن يتأثر بالأحداث الجارية في مصر. وبحث عباس مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير «محمد حسين طنطاوي»، بحضور عدد من أعضاء المجلس العسكري في القاهرة، مجمل التطورات في الأرض الفلسطينية في ظل استمرار الإحتلال بالاستيطان والتصعيد، والإتصالات التي تجريها اللجنة الرباعية والولايات المتحدة بما يخص ما يسمى ب«عملية السلام». وتطرق اللقاء إلى «الجهود المبذولة لإنجاز اتفاق المصالحة وتطبيقه برعاية مصرية»، حيث قدم عباس الشكر لمصر على جهودها المستمرة في دعم الشعب الفلسطيني ومناصرته ودعم حقوقه الثابتة، وعلى مساعيها الجادة لطي صفحة الإنقسام الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية. كما التقى عباس مع وزير الخارجية «محمد كامل عمرو»، بعد يوم من اجتماعه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية «نبيل العربي». هذ ووصل وفد حماس، برئاسة مشعل، إلى القاهرة، وضم الوفد موسى أبو مرزوق، ومحمد نصر، وعزت الرشق، وخليل الحية، ونزار عوض الله. وقال القيادي في حماس «إسماعيل رضوان»: «إن قمة عباس ومشعل في موعدها المحدد الخميس»، معبرا عن أمله بتطبيق ما تم الإتفاق عليه في اتفاق المصالحة والوصول إلى استراتيجية وطنية بالشأن الفلسطيني ومستقبل القضية والشراكة السياسية. وأكد «رضوان» أن مسألة اختيار «سلام فياض» كرئيس لحكومة التوافق الوطني الإنتقالية الفلسطينية مسألة انتهت سابقا، والآن نبحث عن قواعد عامة متفق عليها لإختيار رئيس الحكومة بحسب اتفاق المصالحة. وأشار إلى أن حركته ستقدم أسماء مرشحين لرئاسة الحكومة الإنتقالية إذا طلب منا ذلك، مشددا على أن الهدف الأساسي هو التوصل إلى توافق حول شخصية وطنية كفؤة، وهذا ما سيتم تناوله في اللقاء. وحول إمكانية وقف الهجمات ضد إسرائيل خلال فترة الحكومة الإنتقالية لمدة عام، قال رضوان «لا حديث عن إدارة المعركة مع الإحتلال والأمر يخضع للتوافق الوطني قبل وبعد تشكيل الحكومة». بدوره، أكد مسؤول وفد حركة فتح للحوار مع حماس «عزام الأحمد» أن اللقاء سيعقد في موعده المحدد الخميس. كما شدد على أن جدول أعمال اللقاء ثابت ومتفق عليه، واللقاء وقته مفتوح بين الرئيس عباس والأخ خالد مشعل، وهو ليس لقاء الفرصة الأخيرة. وأوضح، أنه تم الإعداد بشكل جيد للقاء، وسيركز على الشق السياسي والبرنامج السياسي والاتفاق على آفاق المستقبل الفلسطيني بعد انسداد أي أفق لنجاح عملية السلام؛ بسبب التعنت الإسرائيلي. كما سيناقش اللقاء كافة القضايا الأخرى من منظمة التحرير، والحكومة وإزالة العقبات أمام تنفيذ اتفاق المصالحة. وكشف «الأحمد»، إنه بعد انتهاء اللقاء سيتم الإعلان عن موعد للقاء كافة الفصائل الفلسطينية في القاهرة الشهر المقبل، وسيكون اللقاء شاملا وكل شيء سيناقش فيه بما فيها الحكومة. وقال رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة «إسماعيل هنية»: «إن حماس ستذهب بكل إخلاص للقاء القاهرة، وقرارها هو ضرورة إنهاء الإنقسام وتحقيق الوحدة الوطنية». وأضاف أن «هناك عوامل مساعدة لذلك من بينها وصول المفاوضات بين السلطة والإحتلال إلى طريق مسدود، وتخلي الإدارة الأميركية الراعية للسلام عن وعودها للسلطة، والربيع العربي، لذا نأمل أن نشهد مرحلة جديدة من العلاقات الفلسطينية الفلسطينية».