في مشهد ملحمي، يعيد إلى الأذهان ذكرى بدايات ثورة 25 يناير، إنطلق الآلاف من حركة «لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين» وحركة «الإشتراكيين الثوريين» وأنصار حملة الدكتور حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين في مسيرة حاشدة عقب صلاة الجمعة مباشرة من أمام مسجد الأستقامة بالجيزة، حيث مرت المسيرة من شارع مراد إلى جامعة القاهرة ثم ميدان الدقي ثم ميدان الأوبرا الذي إلتقوا فيه بمسيرة أخرى قادمة من ميدان مصطفى محمود، وهناك إلتحمت المسيرتان وتجاوز عددهما عشرات الآلاف، ومن ثم أنعطفوا إلى ميدان مصطفى محمود. ومن اللافت هو سعي العديد من الحركات الإحتجاجية لتمييز نفسها عن القوى الإسلامية، برفع أعلام ذات ألوان مميزة، وإرتداء قمصان مميزة، حيث رفع الشباب من حركة الإشتراكيين الثوريين الأعلام الحمراء، ورفع الشباب من حزب المصري الحر الأعلام السماوية وإرتدوا ال«تي شيرتات» السماوية، وبرر رامي شعث من حزب المصري الحر هذا الفعل برغبة كافة الحركات والقوى الشبابية في تمييز نفسها عن القوى الإسلامية التي يختلفون معها فكريا وعملياً. هذا في الوقت الذي خلت فيه الهتافات من أي تنديد بوثيقة الدكتور علي السلمي بشأن المبادئ الحاكمة للدستور، حيث إنحصرت جمعيها في التنديد بالحكم العسكري والمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين، إلا بعض اللافتات الفردية التى إعتبرت وثيقة الدستور وثيقة فاشلة ضعيفة تمهد للحكم العسكري. وعند مرور المسيرة من أمام بوابة جامعة القاهرة قام المتظاهرون بتمزيق لافتة مرشح مجلس الشعب على قائمة حزب الإصلاح والتنمية عن الدائرة الأولى جيزة «محمد بدوي دسوقي»، ورددوا هتاف «الفلول أهم الفول أهم»، وما هي إلا دقائق حتى التقوا بلافتة دعائية أخرى لأحمد مرتضى منصور المرشح المستقل عن دائرة «الدقي الجيزة العجوز» قاموا بتمزيقها عن أخرها، وأخرى لعبد الوهاب خليل المرشح على قوائم حزب الوفد بالدائرة الأولى جيزة لم يتركوها إلا وهي ملتصقة بالأرض، والتقوا في طريقهم بلافتة أخرى لابن مرتضى منصور بجوار شيراتون القاهرة مزقوها هي الأخرى، وهتفوا «مصر بتقول مش عايزين فلول».