جولة جديدة من «اللف والدوران» بدأها الثعلب اليمنى على عبد الله صالح، والهدف منها البقاء فى السلطة لأطول فترة ممكنة والقضاء على أكبر عدد ممكن من الثوار والمعارضين، وربما يتحقق له العشم المستحيل بأن يسيطر على مقدرات اليمن «غير السعيد بوجوده» مرة أخرى. فصالح تحجج تلك المرة برفضه التوقيع على المبادرة الخليجية حتى عودة المعارضة من الخارج التى خرجت قياداتها فى جولة خارجية منذ أكثر من شهر للبحث عن الدعم الدولى لثورتهم، بحسب تصريح السفير الأمريكى مساء أول من أمس (الأربعاء). المعارضة سعت لقطع كل السبل لمراوغات صالح، بأن أعلنت قياداتها برئاسة محمد سالم باسندوه رئيس المجلس الوطنى، قطع جولتها الخارجية والعودة إلى صنعاء لمقابلة مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر قبل مغادرته البلاد غدا (السبت). مراوغات صالح المستمرة التى تمثلت فى الفترة الأخيرة بتحالفه مع الحوثيين -أعداء الماضى- لضرب المعارضة قد تجعل بن عمر الذى سيرفع تقريره إلى مجلس الأمن يوم 21 نوفمبر يوصى باتخاذ قرارات رادعة ضد النظام اليمنى فى ظل عدم التوصل إلى حل وتسوية للأزمة وفقا للمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2014. على صعيد آخر، يشهد فضاء اليمن الإلكترونى حربا من نوع آخر لا تقل شراسة عما يدور على الأرض بين مناصرى ثورة الشباب السلمية اليمنية، والموالين لصالح. انطلقت شرارة الحرب الإلكترونية اليمنية بتأسيس ما سمى مجموعة «جيش اليمن الإلكترونى»، والتى تجاوز عدد المشاركين فيها 14 ألف مستخدم، لتواجهها صفحة أخرى باسم «جيش الشرعية الإلكترونى» والتى اكتفت بنحو ألفين و500 مستخدم. كل طرف من الجانبين يتبارى فى القرصنة وإغلاق الصفحات الخاصة بكل منهما، حيث أعلن الثوار إغلاقهم صفحات «قناة سبأ» وشبكة «شافى جروحه» الإخبارية، المناصرتين لصالح، فى حين أغلق أنصار النظام صفحتى «أخبار الثورة اليمنية» و«شباب الصمود».