فى مثل هذه الأيام يحيى اليهود ما يسمونه «ذكرى دمار أورشاليم» وخراب هيكلهم الثانى على يد الرومان، وفقا لعقيدتهم هذه الأيام صيام وحزن وبكاء، سبت الغضب الرابع الذى اندلع فى ضواحى إسرائيل أمس بالآلاف دفع أحد حاخاماتها المشاركين بالمظاهرات ضد الغلاء والفقر إلى توقع دمارها من جديد. بالأمس ومع خروح الآلاف إلى الضواحى محتجين ضد رئيس الحكومة لم يجد الحاخام بنيامين لاو، إلا وصف ما يحدث ب«النهاية وبداية الدمار» قائلا ل«معاريف»: «خلال الحرب العالمية الثانية ومع حملات الإبادة التى مارسها هتلر ضدنا، خشينا من تكرار السيناريو مع اليهود الموجودين بالبلاد قبل قيام إسرائيل عام 48، وقتها قال الحاخامات إنها لن تدمر، لكننى لا أثق بهذه المقولة الآن وسط الانهيار الاجتماعى والاقتصادى». هل تتحقق مخاوف بنى لاو ونشهد نهاية الاحتلال، لا أحد يعلم لكن أعداد المحتجين الذين طوقوا شمال وجنوب إسرائيل أمس تتزايد من أسبوع لأسبوع، وهى الأعداد التى دفعت شركة القطارات إلى زيادة عدد رحلاتها من تل أبيب إلى الضواحى، ودفعت وزير الداخلية إلى التهديد بالانسحاب من الائتلاف الحاكم وإسقاطه إذا لم تظهر حلول. الغضب من نتنياهو ليس بسبب تعنته فى حل مشكلات المتظاهرين فقط بل لخداعه لهم عبر إعلامه، القناة العاشرة بالتليفزيون تحدثت أمس عن تعليمات أصدرها نتنياهو لوزير الأمن الداخلى بعدم إخلاء الخيام بميادين تل أبيب بعد خروج المتظاهرين إلى الضواحى. «الكدب مالوش رجلين» هذا ما طرأ فى عقل المحتجين تعليقا على التقرير، فتعليمات نتنياهو بلا قيمة، لأن الجهة القادرة على الإخلاء أو عدمه هى بلدية تل أبيب، التى قامت بإخلاء خيمة كبيرة كان يستخدمها المتظاهرون مطبخا صباح أمس، وينوى رئيسها إخلاء بقية الخيم الأسبوع المقبل متذرعا بشكوى سكان المنطقة من ضجيج المخيمين.