للأسبوع الثاني علي التوالي, كسر الإسرائيليون تابو يوم السبت, وخرجوا في مظاهرات جديدة للتعبير عن سخطهم من الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في بلادهم رافعين شعار الشعب يريد العدالة الاجتماعية وذلك استكمالا لمظاهرات السبت الماضي التي شارك فيها نحو300 ألف شخص. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن يوناتان ليفي أحد قادة الاحتجاجات قوله: سنحشد أكبر عدد ممكن من الأفراد, وسنبدي التضامن مع الأفراد الذين هم في وضع أسوأ من الذين يعيشون في منطقة تل أبيب فيما يتعلق بالمسكن والصحة والبطالة وكل شيء. وأضاف أن قادة الحركة الاحتجاجية قرروا نقل ثقل المعركة من تل أبيب إلي الضواحي لنثبت للحكومة أن الشعب بأسره يتضامن مع الحركة الاحتجاجية, ولنلفت الأنظار إلي أن مئات الخيام نصبت في الضواحي, حيث الأوضاع المعيشية أكثر تأزما.بينما قالت ستاف شافير- وهي من ممثلي الحركة- لوكالة الأنباء الفرنسية: نريد تعزيز الحركة في المحيط الذي ما يزال عدد خيام الاحتجاج فيه قليلا, لهذا دعونا إلي الخروج من تل أبيب لتصل المظاهرات إلي12 مدينة أهمها بئر السبع وحيفا ونتانيا وبيت شين وإيلات وديمونة. وأشارت شافير إلي أن المواطنين الإسرائيليين الذين يسكنون هذه المدن يعيشون في ظروف أصعب من نظرائهم في منطقة تل أبيب, ومن المهم التعبير عن تضامن كل الحركة مع سكان هذه المناطق. ورفضت الناشطة بدء أي مفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية علي الفور, وقالت إن بنيامين نيتانياهو يحاول منذ شهر إذلالنا وتفريقنا وكسب الوقت ولم يفعل شيئا علي الاطلاق. وكان محتجون في مدينة حولون جنوب تل أبيب قد هددوا الأربعاء الماضي بتنظيم اضطرابات علي غرار تلك المندلعة في العاصمة البريطانية لندن, بعد أن طالب مفتشو البلدية المحتجون بتفكيك أكشاك خشبية أقاموها في معسكر خيام الاحتجاج في حي جيسي كوهين في المدينة.غير أن رئيس الوزراء نيتانياهو طلب أمس من وزير الأمن العام إسحاق أهارونوفيتش التأكد من أن مسئولي الشرطة والمدينة توقفوا عن إصدار إخطارات الإخلاء للخيام التي نصبها النشطاء في مدن مختلفة في جميع أنحاء إسرائيل كجزء من احتجاجهم علي ارتفاع أسعار السكن. طلب نيتانياهو يأتي عقب ورود أنباء عن إصدار إخطارات إخلاء للخيام من قبل مسئولي المدينة في تل أبيب في شوارع مثل نوردو وبن جوريون.وأوضحت صحيفة هآرتس أن الذريعة التي تستخدمها الشرطة الإسرائيلية لإخلاء معسكرات الاحتجاج في أقرب وقت هي التخوف من خروج مظاهرات كبيرة في الضفة الغربية الشهر المقبل بالتزامن مع تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة علي المساعي الفلسطينية لنيل اعتراف دولي بدولة فلسطينية.وتعتبر قيادة شرطة الاحتلال أنه من أجل الاستعداد والتفرغ لالحلبة الفلسطينية, فإنه يتعين إخلاء خيام الاحتجاج في المدن الإسرائيلية بالتعاون مع السلطات المحلية. وأضافت هآرتس أن الشرطة أجرت تحقيقا في حجم هذه الخيام, وتبين أن عددها الإجمالي في كافة المدن يبلغ3383 خيمة, وأن2300 منها منصوبة في تل أبيب و410 في مدن بوسط إسرائيل و245 في القدسالمحتلة و200 في الجنوب و130 في الشمال و98 في منطقة السهل الساحلي.ومن جانبها, أشارت سيما كدمون المحللة في الشئون الحزبية بصحيفة يديعوت أحرونوت إلي الخطاب العام الذي يعتمده قادة حركة الاحتجاج والداعمون لهم القائم أساسا علي مطلب تغيير سلم أولويات الحكومة. وأشارت كدمون إلي الإدراك المتزايد لدي الإسرائيليين لحقيقة أن الإنفاق الهائل للموازنات علي المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو الذي حال دون توفير موازنات لبناء شقق سكنية في أنحاء إسرائيل تحل الضائقة السكنية وغلاء أسعار الشقق واستئجارها. ونقلت المحللة الإسرائيلية عن باحثين وشخصيات أكاديمية قولهم إن الطبقة الوسطي في إسرائيل هي التي دفعت ثمن السياسة الهوجاء التي اتبعتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بصرفها الأموال علي الاستيطان, مشيرين إلي أن التكلفة السنوية العامة للمستوطنات تبلغ نحو700 مليون دولار.