أصبح الاستثناء فى السينما المصرية أن تكون الأفلام الجديدة غير مقتبسة، وحتى أفيشات الأفلام يتكاسل المصممون عن إبداع أفكار جديدة لها، ويستحلُّون سرقة إبداع المصمم الأجنبى، واقتباس الأفلام لا يهدف إلى تقديم رؤية جديدة أو تمصير لفكرة عمل أجنبى، فهناك كثير من الأعمال المصرية مقتبسة عن أفلام أجنبية هى فى الأساس متواضعة للغاية. ورغم هذا يقبل المنتج المصرى على إعادة إنتاج أعمال فاشلة بحماس شديد، ولا يقوم المقتبسون حتى بالإشارة إلى أصحاب الأفكار الأصلية، بل يتبجحون بنسبتها كاملة إلى أنفسهم، ويسخرون من الإشارة إلى سرقاتهم ويبررونها بحجج ساذجة، ومن السرقات اللافتة فى أفلام العيد أفيش «إكس لارج» الذى اقتبست فكرته بشكل واضح للغاية من واحد من أفيشات فيلم كورى عنوانه «جميلة وزنها 200 رطل» «200 Pounds Beauty»، وفيه تقف البطلة الرشيقة الحسناء تحاول ارتداء بنطلون واسع للغاية للدلالة على الوزن الكبير الذى فقدته ضمن رحلة صراعها مع بدانتها الشديدة فى الفيلم. وهو نفس ما يفعله أحمد حلمى فى أفيش «إكس لارج» حيث يقف محاولا ارتداء شورت ضخم للغاية. وإذا تركنا الأفيش سنجد أن فكرة الفيلم المصرى نفسها قريبة الشبه من فكرة الفيلم الكورى، كلاهما عن شخص بدين للغاية يحب شخصا جميلا ورشيقا صعبا أن يبادله الحب، وكلاهما موهوب فى حل مشكلات الجنس الآخر بنصائح تليفونية وشخصية. ورغم ذلك اجتهد أيمن بهجت قمر، كاتب سيناريو، «إكس لارج» فى منح الفكرة ملامح وتفاصيل وأحداثا مختلفة عن أحداث الفيلم الكورى الذى تم إنتاجه عام 2005، وأحداثه تدور حول فتاة بدينة تقع فى غرام من طرف واحد مع ملحن يستغل صوتها الجميل لصالح مطربة حسناء ذات صوت ردىء، وبعد أن تسمع الفتاة البدينة بالصدفة حبيبها يتحدث عنها بسخرية واحتقار تختفى، ثم تجرى جراحة تجميل، وتعود إلى حبيبها مرة أخرى، تحاول التقرب منه دون أن يتعرف عليها، وهنا نحن أمام فكرة الفيلم المصرى ولكن بصورة معكوسة، فمجدى فى «إكس لارج» ادّعى أنه شخص آخر أمام حبيبته التى لم تره منذ كان طفلا صغيرا ليتقرب إليها.