طريقة فظة طلب بها أحد رجال الشرطة من صاحبة دراجة نارية عدم صفها فى الممنوع، كانت كافية لإشعال غضب إقليم قيوتيشو، الواقع فى مقاطعة تشيانسى جنوبى الصين، ليتظاهر آلاف الصينيين احتجاجا على ما اعتبروه فظاظة يبديها مسؤولو الحكم المحلى فى معاملة المواطنين. بعدما خرج الآلاف من المتظاهرين فى شوارع مدينة قيوتيشو أول من أمس، تحولت المظاهرة إلى أعمال عنف أصيب فيها عشرة ضباط، وتم القبض على عشرة أشخاص بعد اشتباكات بين الطرفين. ذلك النوع من المظاهرات أصبح فى تزايد مستمر فى الصين، فكره الشرطة يزداد يوميا من قبل الصينيين، وهو ما انعكس على الشارع بخروج كثير من الاحتجاجات وأعمال الشغب بسبب العنف المفرط للشرطة ضد المدنيين فى السنوات الأخيرة. ووفقا لدراسة حديثة، فقد خرج نحو 90 ألف مواطن صينى فى احتجاجات غاضبة مماثلة منذ عام 2009 وهذا العدد يزداد كل عام بشكل ملحوظ، آخرها كانت فى يوليو الماضى بسبب اعتدائها بالضرب المبرح على بائع متجول، كانت تحاول مصادرة عربته أسفر عن وفاته متأثرا بجروح. ورغم التقييد الذى تفرضه الحكومة الصينية على الإنترنت، انتشر كثير من التعليقات على موقع «ويبو» الاجتماعى الشبيه ب«فيسبوك» و«تويتر» تندد بعنف الشرطة، من ضمنها «الصين تشهد شغباً وعنفاً كل أسبوع أكثر خطورة مما يحدث فى بريطانيا اليوم». ويقول باحثون إن هذه الاضطرابات المتفجرة والقصيرة فى الوقت نفسه امتحانٌ لمدى سيطرة الحزب الشيوعى على الوضع. عنف الشرطة يسير بالتوازى مع قمع الحكومة، فبتهمة «إثارة القلاقل» تحديدا، بدأت أمس فى محكمةٍ بضواحى بكين، محاكمة الناشطة وانج ليهونج (56 عاما)، التى اعتقلت فى مارس الماضى، بسبب تظاهرها قبل 16 شهرا أمام محكمة فى مدينة فوزهو الجنوبية، دعما لكاتبى مدونات أوقفوا بتهمة التشهير، لمحاولتهم مساعدة امرأة أميّة فى الضغط على السلطات لإعادة فتح التحقيق فى مقتل ابنتها.