«إذا قررت أن أتخذ قرار الاستقالة فسوف أقدمها ولن يمنعنى أحد».. هكذا أكد الدكتور جودة عبد الخالق وزير التضامن الاجتماعى، قائلا «فكرت بالفعل فى تقديمها خلال شهر يوليو الماضى، لكننى تراجعت بالمسؤولية والواجب الوطنى. جودة الذى ذهب إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أمس للحديث عن علاقة السياسة والاقتصاد بعد 25 يناير، قال إنه حاول جاهدا أن يجعل قيم العدالة وحماية المستهلك فى أولى اهتمامات وزارته، مشيرا إلى أن جهاز حماية المستهلك بعد تعيين رئيس جديد له تحسن أداؤه كثيرا وعلينا أن نقارن بين أوضاع الفقراء فى رمضان الماضى وشهر رمضان هذا العام الذى حاولت فيه الوزارة وجهاز حماية المستهلك جاهدين تثبيت أسعار السلع والحد من جشع التجار إضافة إلى تقديم الدعم على سلع كثيرة لإتاحتها للفقراء. وزير التضامن الاجتماعى تباهى بما وصفه بتحسن رغيف الخبز المدعوم قائلا «لست سعيدا بأعداد القتلى فى طوابير العيش، لكن رغيف جودة صار بديلا للرغيف أبو ربع جنيه»، مشيرا إلى أن الوزارة حاولت جاهدة القضاء على هذه الظاهرة ووضع حد لمعاناة المصريين فى طوابير العيش وتحسين الخدمة التى تقدمها الوزارة للمواطنين مع الحفاظ على دعمها، متمنيا لو أضيف إلى اهتمامات الوزارة جانب الأمن، فتصبح وزارة التضامن الاجتماعى والعدالة الاجتماعية والأمن، قائلا «لو أضيف إلى وزارتى الجانب الأمنى لحكمت بالإعدام على كل بلطجى وعلقته أمام مستودع البوتاجاز أو مخبز العيش». الوزير اليسارى رفض الرد على أسئلة الطلاب المتعلقة بالجانب السياسى والمشكلات السياسية التى عانت منها مصر فى الفترة الأخيرة، قائلا إن «مشكلات وزارته هى ما تعنيه فى المقام الأول، وعلى كل وزارة أن تهتم بمشكلاتها لكى تستطيع مصر الخروج من هذه المرحلة»، مستطردا قوله «أنا وزير ولست رئيس الحكومة وقيل لى خليك فى البوتاجاز والعيش ومالكش دعوة بالسياسة». وعن أسباب الأزمات التى تعانيها مصر فى الفترة الأخيرة أشار جودة إلى أن أخطر ما تتعرض له مصر هو شوشرة الإعلام، مؤكدا أن أكثر من 50% مما يذاع ويقرأ فى وسائل الإعلام لا أساس له من الصحة، مضيفا أن علينا إعادة تنظيم المجتمع وبنائه على أسس جديدة غير التى بنى عليها النظام السابق.