على غير طبيعة كثير من العظات الأسبوعية، التى كان يبدو فيها البابا خفيف الدم، راح يقول، أول من أمس، وقد غلفته مظاهر الجدية، فى عظة الأربعاء بمقر الكاتدرائية «لو حد حاول يمنعكم عن الإدلاء بالصوت ماتسكتوش.. خليكم رجالة وطالبوا بحقوقكم، فهذا ليس عيبا». إذن كانت الانتخابات القضية الأساسية التى ركز عليها البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، فى حديثه للأقباط الذين حضروا فى الكاتدرائية، ليطمئنوا عليه بعد غياب دام 15 يوما لتعرضه لنزلة برد. البابا طالب جميع الأقباط بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، بالتصويت، ليس ذلك فقط، بل طالب الكهنة والأساقفة بمساعدة الناس على الإدلاء بأصواتهم. واستطرد البابا ردا على سؤال لأحد المواطنين: هل نشارك فى الانتخابات أم نمتنع حزنا على شهداء ماسبيرو؟ فرد البابا قائلا «وهل امتناعكم هينفع الشهداء بشىء ؟ ولو هاتمتنعوا من أجل الحزن فأنتم تقيمون الأفراح ولم توقفوها.. بنصلى فى القداس وبنقول.. هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فنفرح ونتهلل به». وأضاف «عيب يتقال الكلام ده.. خلينا جادين.. أنا عايزكم تشاركوا فى الانتخابات، وبذلك ستثبتون وجودكم الوطنى، ويشعر الناس بوجود فاعل لكم، وله تأثير فى حياة البلد.. وكده الناس هاتحترمكم.. ولو مارحتوش تنتخبوا هتبقوا جثة مهملة». البابا قال إن هناك من يرغب فى عدم مشاركة الأقباط فى الانتخابات حتى ينفرد بمجلس الشعب، وإن عدم مشاركة الأقباط فى الانتخابات سيكون دافعه فى القول «بركة إنها جت منكم، واخبطوا راسكم فى الحيط.. فاهمين الكلام ده ولّا لأ. مصر فيها متطرفين ومعتدلين، ووجود الأقباط يحفظ التوازن بين الاعتدال والتطرف، وكلكم معتدلين». وأوصى البابا الأقباط أن يختاروا من يهتم بهم «أنا لا أقصد بكلامى أن تنتخبوا المرشحين الأقباط، يهمنى إنكم تنتخبوا المسلم الذى يحبكم ويهتم بكم ويدافع عنكم، وفى ذهنى كثير من الإخوة المسلمين المحبين لكم، ويهتمون بكم أكثر من اهتمامكم بأنفسكم وحقوقكم». البابا قال بحزم «إبلاغ الصوت فى الانتخابات واجب وطنى، والذى يقصر فيه يقصر فى حق الوطن»، حتى تجيبوا جيدا حين يسأل الجيل القادم عما فعل جيلكم، داعيا إياهم إلى اليقظة «لو حد حاول يمنعكم عن الإدلاء بالصوت ماتسكتوش.. خليكم رجالة وطالبوا بحقوقكم فهذا ليس عيبا.. لكن من غير الوقوع فى الخطأ».