«يؤكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنه لا صحة للأنباء التى تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة عن تأجيل انتخابات الرئاسة لعام 2012، كما يؤكد المجلس أن القوات المسلحة تسعى لإنهاء مهمتها فى أسرع وقت ممكن وتسليم الدولة إلى السلطة المدنية التى سيتم انتخابها بواسطة هذا الشعب العظيم». هذه الرسالة ليست من الخيال ولا هى من أحلام المواطنين الباحثين عن سرعة عودة العسكر إلى ثكناتهم وتسليم السلطة لرئيس مدنى منتخَب، بل هى الرسالة رقم «28» التى أصدرها المجلس الأعلى للقوات المسلحة لطمأنة الشعب المصرى عقب تكهنات بتأجيل الانتخابات الرئاسية، والمفاجأة أن المجلس الذى نفى فى بيانه أن يتم تأجيل الانتخابات إلى 2012، تؤدى كل تصريحاته إلى حقيقة واحدة أن الانتخابات الرئاسية ستتم على الأرجح فى منتصف عام 2013 لو التزم مجلس الشعب القادم بالمواعيد المحددة له فى تشكيل لجنة صياغة الدستور ثم عرض الدستور على الاستفتاء، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل حول مدى الالتزام بما يقطع المجلس العسكرى من تعهدات على نفسه من أجل نقل السلطة الى المدنيين. القيادى فى حزب التحالف الشعبى أبو العز الحريرى اعتبر أن المجلس العسكرى أثبت فشلا ذريعا فى إدارة المرحلة الانتقالية، وبمقارنة سريعة بينه وبين ثوار يوليو تجد أن هؤلاء ثوار بالفعل كانت لديهم رؤية واضحة لمستقبل الوطن، على عكس المجلس الذى ذهبت إليه الثورة على طبق من ذهب، لكنه فشل فى إدارتها، مضيفا أنه «ليس غريبا أن يتحفنا المجلس العسكرى ببيانات، ثم ينفى قياداته بتصريحاتهم هذه البيانات ويفعل عكسها تماما، فمن ليس لديه رؤية وخطة واضحة وثابتة من الطبيعى أن يقع فى مثل هذه الأخطاء»، مشيرا إلى أن العسكرى يحاول إعادة إنتاج نظام مبارك مرة أخرى. الحريرى توقع أن تصرفات المجلس العسكرى سوف تؤدى إلى تفجر الموجة الثانية من الثورة، التى قد تكون فى يناير القادم مع مرور عام على الثورة، وأن المجلس إذا أراد التطهر من الماضى فعليه أن يتطهر بالفعل الثورى وينحنى لإرادة الجماهير ويتوقف عن المراوغة. رئيس حزب الوسط أبو العلا ماضى أكد أن «المجلس العسكرى كان يحكم فى البداية بشكل مرتبك للغاية، ولكن بعد ذلك لاحظنا فى تصرفاته وفى مثل هذه البيانات التى يعد فيها بأمور ثم ينفيها مرة أخرى أنه يريد البقاء فى السلطة والاحتفاظ بها». ماضى أشار إلى أن «الصراع الآن هو صراع إرادات بين المجلس العسكرى والشعب المصرى الذى لن يسمح باستبدال استبداد عسكرى باستبداد ذى خلفية عسكرية، لهذا أعتقد ستتوحد إرادة المصريين وسوف ننجح فى تنفيذ البيان رقم 28 وإجراء انتخابات الرئاسة وتسليم السلطة فى أسرع وقت ممكن».