صورة مقلوبة، تلك التى تبدو عليها خريطة مرشحى الانتخابات البرلمانية المقبلة، إذا ما قورنت بسنوات مضت. الإسلاميون يتصدرون المشهد، على اختلاف تصنيفاتهم، بعد سنوات من «البيات الانتخابى» إن جاز التعبير، حتى أن المنافسة باتت أكثر سخونة فى ما بينهم، مقارنة بتنافسهم مع غير الإسلاميين من باقى التيارات السياسية. حتى أن كل فريق ينتمى للتيار الإسلامى، يعانى من تضارب المواقف تجاه الانتخابات المقبلة وسبل دعم مرشحيها. الجماعة الصوفية غير المنظمة، تعانى من ذلك التضارب بشكل واضح، المشيخة العامة للطرق الصوفية ممثلة فى شيخها الدكتور عبد الهادى القصبى، شددت على دعم كل من لديه رؤية صالحة ومتوازنة لما فيه خير المواطنين دون النظر إلى تصنيفه، والدعوة إلى عدم خوض الصوفيين فى السياسة. وهو ما يتفق مع رؤية شيخ العشيرة المحمدية الدكتور عصام زكى إبراهيم. برغم تجارب الرجلين فى العمل السياسى فى ما سبق، إلا أنهما يؤكدان أن المرحلة الحالية لا تصلح لتكرار التجارب السابقة، لذلك يرفضان التجاوب مع دعوات مريديهم إلى خوض الانتخابات. الائتلافات الصوفية ذاتها، تعانى ذلك التناقض الواضح، بين مؤيد لفكرة عدم الدفع بمرشحين صوفيين لخوض الانتخابات البرلمانية، وتأكيد عدم التمييز بين مرشح وآخر، حسب قول الشيخ صديق المندوه رئيس الائتلاف العام لشباب الصوفية. ومؤيد لترشح الصوفيين، لأن البرلمان المقبل سيكون راسما لسياسات مستقبل مصر، ولا بد من مشاركة الصوفيين فى ذلك، حسب رؤية الشيخ مصطفى زايد رئيس الائتلاف العام للطرق الصوفية، الذى أعلن عن دعم الائتلاف لعدد من مرشحى الصوفية ومحبى آل البيت فى الانتخابات المقبلة. رافضا الإعلان عن أسمائهم حاليا، رغم قرب موعد إجراء الانتخابات، مفصحا فقط عن العنصر النسائى الصوفى ممثلا فى المرشحة خيرية سمير فى دائرة الجيزة. مرشح صوفى آخر، هو شيخ الطريقة الرفاعية طارق ياسين، قدم أوراق ترشحه على المقعد الفردى عن حزب المصريين الأحرار فى دائرة إمبابة، قال إن طموحه أن يكون أول صوفى يدخل البرلمان المصرى. وعن تلك الأحزاب السياسية المنفصلة عن الصوفية، قال أحد أقطاب الطريقة الرفاعية، الدكتور محمد البيلى، إن حزب الوفد هو النموذج الأمثل بين الأحزاب السياسية، الذى يستحق دعم الطرق الصوفية والمتصوفة، حسب قوله.