الأهلى كبير وعظيم ورائع وشامخ.. ببطولاته وألقابه ومواقفه التاريخية ونجومه وعظمائه وجماهيره العريضة.. هذا هو مفهومى للأهلى العظيم، وهو يختلف جملة وتفصيلا وشكلا وموضوعا عن مفهوم القائمين على إدارته الآن، حيث ابتزاز الدولة وانتهاك القانون واغتصاب حقوق الغير (حتى ولو كان الوطن نفسه) باسم النادى وتاريخه وجماهيره.. وهى صورة سلبية أرفضها وأنتقدها وأقاتل من أجل تغييرها، لأن الأهلى جزء من الكيان والبناء الرياضى والأخلاقى لمجتمعنا، وهناك معايير وقيم ومبادئ نجحت هذه المؤسسة عبر تاريخها ورموزها فى إرسائها، وعندما تحيد الإدارة فى أى وقت أو زمان، يلزم مراجعتها والضرب على يدها حتى تضبط حركتها وقراراتها مع قيم ونسق ومبادئ المؤسسة.. هذه المقدمة مدخل لا بد منه لفهم خطورة الأخطاء التى ترتكبها إدارة الأهلى فى حق هذا البناء التاريخى، وأحددها الآن فى نقطتين: أولا: تقود إدارة الأهلى حملة غبية لمهاجمة محافظ القاهرة، ووصلت الحال ببعض المغالين فيها إلى اتهامه بأنه زملكاوى، حيث يتمسك الرجل بحق الدولة ومستحقاتها المتأخرة عن إيجار أرض النادى والبالغة 16 مليون جنيه، وهو المبلغ الذى تضاعف، ليصل إلى هذا الرقم بسبب تقاعس الأهلى عن السداد لسنوات طويلة، والمشكلة هنا أن الأهلى لا يماطل فقط فى دفع حق الدولة، بل المشكلة الأكبر أنه يريد ابتزاز المسؤولين والتعدى على الحقوق باسم الجماهيرية والشعبية والدور الوطنى الذى يلعبه النادى فى الرياضة والمنتخبات، وكلام كثير ليس له محل من الإعراب ويصب فى خانة إرهاب الدولة ومسؤوليها وتهديدهم بسلاح تقليب الجماهير ضدهم إذا لم يستجيبوا ويتنازلوا عن الحق المنصوص عليه فى العقود، والكارثة أن إدارة الأهلى التى تحارب ضد القانون هى نفسها التى تدفع لشلة مدربين برتغاليين مليون جنيه فى الشهر، وتعاقدت من يومين مع لاعب محلى مقابل 8 ملايين كاش دخلت خزينة نادى إنبى مقابل بيع وليد سليمان، وقبله دفعت 650 ألف يورو فى لاعب برازيلى سيئ أجبرهم المدرب البرتغالى على التعاقد معه غصبا عن أعينهم، فالفلوس تلقى تحت أقدام اللاعبين بالملايين، بينما حق الدولة ممنوع من الدفع لعدم وجود سيولة، واللطيف هنا أن الأهلى يماطل ويرفض الدفع، متحججا بالضائقة المالية، بينما الزمالك (العدمان، الكحيان، المقشفر).. دفع لوزارة الأوقاف ما يقرب من 12 مليون جنيه حتى لا تسحب منه الأرض المقام عليها النادى فى ميت عقبة، المهم أن محافظ القاهرة وقع بين نارين، إما الاستجابة لطلب الأهلى والتنازل عن الفلوس وهو ما يقربه من ليمان طرة، أو المغامرة بالتمسك بالحق والتعرض للتشهير به فى الصحف والفضائيات واتهامه بالخيانة العظمى، وهى تشجيع الزمالك، وهى تهمة تجعله يعيش مذموما، منبوذا، مكروها فى وطننا الأهلاوى. إن الأهلى بدخوله هذه المعركة يخسر من رصيده وقدره باعتباره مؤسسة تعلى شأن القيم والمبادئ والأخلاق. ثانيا: قيمة الأهلى التى بناها طوال تاريخه جاءت من مجموعة مواقف وآراء قاد فيها الرياضة نحو الإصلاح، فالأهلى نادٍ طليعى لديه رؤية للمستقبل، وعندما يتخذ اتحاد الكرة قراره الكارثى بإلغاء الهبوط، فإن كلام الأهلى مهم ورأيه حاسم وفاصل، لأنه قائد تسير الأندية خلفه، إلا أن موقفه كان مهينا لتاريخه ومقلقا على مستقبله، فعندما تسأل القائمين على الأمر هل أنتم مع زيادة المسابقة إلى 20 ناديا؟ سيرد عليك الكابتن سيد عبد الحفيظ أو عدلى القيعى.. «مش ممكن، دى مصيبة، كارثة على الكرة المصرية وبالأخص الأهلى، نظرا لكثرة مشاركاته الإفريقية والدولية»، وهو كلام منطقى وطبيعى، ويأتى السؤال: أين أنتم وأين موقفكم؟ سينخفض الصوت ويتحول لهمس وتسمع من بعيد من يقول الكلام ده بتاع الإدارة، وعندما تسأل أشاوس الإدارة أين أنتم من هذه المهزلة؟ سيأتى الرد: القرار أكبر مننا، ده قرار دولة، إوعى تفتح حنكك أحسن يقطعوا لسانك.. طبعا هما هيقطعوا اللسان وحاجات تانية لكن للضعاف «واللى على راسهم بطحة»، والخنوع هنا لن يضر الكرة ومستقبلها، بل سيضر النادى الأهلى، وهنا أريد أن تتذكروا ولا تنسوا هذه الواقعة، أن إدارة الأهلى تورطت ووافقت عن طيب خاطر أو خوف، على زيادة الأندية وما يتبعها من زيادة عدد أسابيع المسابقة.. بعد كده مش عايز حد يشكى ويبكى من ضغط المباريات، اللهم بلغت اللهم فاشهد.