أصوات الرصاص والتكبيرات اختلطت بدموع الفرحة، فاليوم وأخيرا ليبيا باتت حرة، بعدما أعلن الثوار سيطرتهم بالكامل على مدينة سرت آخر المعاقل التى كانت تتحصن فيها كتائب القذافى. ساعات مرت على الشعب الليبى كالدهر وسط أنباء متضاربة عن اعتقال أو مقتل العقيد المخلول معمر القذافى تناقلتها وكالات الأنباء، عقب تحرير آخر المدن الخاضعة لسيطرة الكتائب بعد معارك شرسة استمرت لأسابيع، ثم تمركز أخيرا فى الحى رقم 2 بشرق سرت، واستعصى على الثوار دخوله لأيام بسبب القناصة. ولكن بمجرد نشر صور مقتل القذافى، التى ظهر فيها متأثرا بعدد من الإصابات فى وجهه وساقيه، وكان مرتديا عباءته باللون الأخضر الشهير الذى ذاع صيته طوال فترات حكمه، مما أكد تصريحات شهود عيان الذين قالوا إنه كان مختبئا فى أحد السراديب، وأنه كان مصابا بجروح خطيرة. عهد القذافى انتهى، ذلك ما صرح به عبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكرى بطرابلس، لقناة «الجزيرة». مؤكدا أنه بات فى قبضة الثوار، ثم عاد وأكد أن العقيد قد قتل وأن المجلس الانتقالى بصدد الإعلان عن مؤتمر صحفى سيتم خلاله نشر صور مقتل القذافى. وكالة «رويترز» للأنباء أكدت كذلك نبأ مقتل القذافى متأثرا بجراحه فى الوقت الذى كان يسعى الثوار إلى نقله بسيارة إسعاف، كما جاء على لسان عبد المجيد مليقطة المسؤول بالمجلس الانتقالى. جمال بوشعالة قائد ميدانى بجبهة سرت، وصف طريقة سقوط العقيد المخلول، بقوله إن القذافى سقط عقب قصف حلف الناتو لرتل من السيارات تقدر ب7 سيارات ذات الدفع الرباعى، بينما كانت تسعى السيارات إلى الفرار من سرت ناحية مصراتة. حلف الناتو بدوره أكد أنه شن غارة على مجموعة من السيارات كانت تخرج من سرت، دمرت خلالها الغارة سيارتين، بحسب تصريحات الكولونيل رولان لافوا، المتحدث العسكرى باسم الأطلسى، ولكنه لم يؤكد أو ينف إن كان القذافى كان فى هذا الرتل. ولكن ما يؤكد تلك الرواية هو أن بوشعالة ذكر أن الثوار ألقوا القبض عليه، بعدما كان مختبئا داخل أحد السراديب القريبة من موقع استهداف الرتل، وأنه كان مصابا بجروح خطيرة. الناطق باسم الجيش الليبى أحمد بانى، تحدث أيضا عن طريقة موت القذافى بقوله إنه حاول المقاومة بعدما تم اعتقاله رغم أنه كان مصابا ثم لفظ أنفاسه الأخيرة، فى إشارة إلى أن قوات الثوار قد قتلته دون أن يذكرها صراحة، مضيفا أنه «مات غير مأسوف عليه». مقتل القذافى ينهى بذلك حكم أقدم الحكام فى العالم، الذى دام 42 عاما، ويعزز من قدرات المجلس الانتقالى فى حكم البلاد بعد تحرير كامل التراب الليبى من القذافى وحكمه، ليكون بذلك هو الزعيم العربى الأول الذى يسقط إثر اندلاع ربيع الثورات العربية التى أطاحت بزعماء مصر وتونس، وتنتظر الإطاحة برؤساء اليمن وسوريا. مسؤول آخر بالمجلس الوطنى يدعى محمد عبد الكافى، ذكر لوكالة «رويترز» أن جثة القذافى ستنقل الآن إلى مكان مجهول لن يتم الإعلان عنه لأسباب أمنية.