أخيرا حضر الصوفيون مولد السيد البدوى، وغاب أمن الدولة «المنحل»، ولا مانع من وجود طفيف لعناصر من الأمن الوطنى. مخيمات الطرق الصوفية انتشرت فى منطقة «سيجر» فى مدينة طنطا للاحتفال. مشيخة الطرق الصوفية، كانت حاضرة مساء أول من أمس، مع شيخها عبد الهادى القصبى، الذى امتدحه بعض الحضور بقصائد تشبه قصائد المديح فى العصر الأموى. تحديدا فى الساحة القصبية، امتطى القصبى جواد كلماته، وطالب بإجراء تحقيقات موسعة والكشف عن ملابسات أحداث ماسبيرو، إضافة إلى حسم القضايا المتعلقة بالفتن الطائفية، وسرعة إصدار قانون دور العبادة الموحد، والحفاظ على الأمن من أجل انتخابات مجالس نيابية متوازنة، تُمثَّل فيها جميع فئات المجتمع المصرى، داعيا فى الوقت ذاته إلى التكاتف والتوحد وضبط النفس، ومقدما تعازيه لشهداء الوطن الذين راحوا ضحية رصاص الغدر. وطلب القصبى من شعب مصر أن يحْذر المخططات والفتن التى تستهدف إحداث وقيعة، تارة بين الشعب والداخلية، وأخرى بين الشعب والجيش، وأخيرة بين المسلمين والأقباط. القصبى خلال كلمته، قال إنه ماض فى مشواره الذى وصفه ب«الإصلاحى»، محذرا من الاضطرابات والانقسامات، التى تسير بمصر إلى مشهد مأساوى، مشيرا إلى الإصلاح بمفهومه الكامل والشامل، وعدم اقتصاره على نوع أو شكل معين، مشددا على ضرورة الوقوف أمام هؤلاء الذين لا يريدون إصلاحا فى الأرض، والراغبين فى نشر الفساد. وطالب الرجل فى نهاية كلمته بضرورة انتخاب مجالس نيابية متوازنة، تُمثل جميع أبناء مصر دون إقصاء أو تهميش. وشهد المؤتمر حضور عدد من القيادات الإسلامية والرموز الصوفية والقيادات الأمنية على رأسها الدكتور أحمد عمر هاشم والدكتور محمد فؤاد شاكر ومحافظ الغربية اللواء محمد عبد القادر عبد الله. الرئيس السابق لجامعة الأزهر، الدكتور أحمد عمر هاشم، رأى أن التصوف الإسلامى يواجه تحديات لا حصر لها، مشددا على ضرورة توحد أسرة التصوف على قلب رجل واحد، قائلا «جربنا أيديولوجيات كثيرة، منها الرأسمالية والاشتراكية، فأعلنت عن إفلاسها، والديمقراطية أساء الحكام استخدامها، لماذا لا نجرب الطريق إلى الله بالتصوف الحقيقى؟». هاشم أضاف أن أهل التصوف لا يخرج من تحت عباءتهم المتطرفون، ولم يشاركوا فى سفك الدماء بين المسلمين والأقباط، موضحا أن عمرو بن العاص، رضى الله عنه، فتح مصر دون قطرة دماء واحدة، وكان أهل مصر وقتها فى شوق إلى الإسلام الذى حث على التسامح والمساواة والسلام، فدخل أهلها فى دين الله أفواجا. رئيس الوفد الفلسطينى، الذى كان حاضرا الاحتفال بمولد أحد أهم الأقطاب الصوفية (السيد البدوى) محمد جمال الدين، وهو أحد مشايخ الطرق الصوفية هناك، أسرى من المسجد الأقصى إلى المسجد الأحمدى، ليعلن عن بيعته لعبد الهادى القصبى، شيخا لمشايخ الطرق الصوفية، وسط تعالى صيحات المشاركين بالتكبير والتهليل. جمال الدين أكد أن الدماء المصرية والفلسطينية تجرى فى عرق واحد، مشيرا إلى أن مصر هى جند الله فى الأرض، وكانت لآل بيت الرسول دارا ومقرا، وأهلها لهم أنصار، لافتا إلى أن الله أراد أن تقود مصر العالم بالإسلام.