«لماذا وافقت إسرائيل على صفقة التبادل مع الفلسطينيين بعد خمس سنوات؟» كان هذا هو السؤال الذى حاولت صحف تل أبيب الإجابة عنه، أمس، بعد قيام رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، بالمصادقة على صفقة إطلاق 1027 معتقلا فلسطينيا من سجون الاحتلال. فشل الجيش الإسرائيلى فى تحرير شاليط وخطر الدولة الفلسطينية والثورات العربية ومرونة حماس كانت الأسباب الأربعة التى رأت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنها وراء اضطرار نتنياهو إلى إجراء الصفقة، موضحة أنه تم عقد ست جولات بالقاهرة منذ يوليو الماضى حول الصفقة، وهى الجولات التى جلس فيها دافيد ميدان مبعوث تل أبيب فى غرفة، وأحمد الجعبرى رئيس ذراع حماس العسكرية فى غرفة أخرى يتوسطها المصريون. إذن فالصفقة ليست وليدة الأمس، بل بذل فيها الجانب المصرى شهورا من الجهود لإتمامها، وفقا للصحيفة الإسرائيلية، مضيفة أن آخر التطورات كانت تقدم حماس الخميس الماضى بالصفقة ليتم التوقيع المبدئى عليها الأحد، ويتقرر نهائيا أسماء الأسرى الذين سيفرج عنهم، لافتة إلى أن عددا من مسؤولى إسرائيل كانوا وراء الكواليس، منهم وزير الدفاع ورئيس أركانه ورئيس الموساد و«الشاباك»، الذين أيدوا الصفقة، بينما حصل الجعبرى على الضوء الأخضر من خالد مشعل رئيس مكتب حماس فى دمشق، مضيفة أنه من الجانب المصرى يبرز دور مراد موافى، رئيس المخابرات العامة. الفشل العسكرى فى إطلاق شاليط الذى كان أهم أسباب إمساك نتنياهو بالقلم للمواقفة على الصفقة، هو ما تكشفه الصحيفة بقولها: إن «وزير الدفاع ورئيس الأركان أعلنا مؤخرا وبشكل قاطع عدم قدرتهما على وضع خطة عملية لتحرير شاليط- على قيد الحياة، وأنهما فحصا الأمر مرارا وتكرارا ولم يجدا إلا طريقة وحيدة لعودة الجندى إلى أهله، وهى صفقة تبادل الأسرى»، مضيفة أن باراك لعب دورا بارزا فى إقناع نتنياهو بقبول الصفقة.