بعد طول إنتظار أمام المستشفى القبطي، وبعد إنتهاء تشريح جثث الشهداء، وكتابة التقارير الطبية مرة آخرى بعد التقارير الأولى، التي قال بعضها الموت نتيجة «هبوط في الدورة الدموية أو إختناق»، بينما التقارير الجديدة جاء بها على لسان الدكتور «بيشوي صامويل» أحد الأطباء الذين شاركوا في التشريح «أن هناك 3 حالات ماتوا؛ بسبب إصابات مباشرة بالرصاص الحي، وبقية الحالات دهس وهتك بالمجنزرات والمدرعات الآلية». هذا وقد خرجت مساء أمس، الأثنين، جثامين الشهداء من المستشفى القبطي محمولة على أكتاف المتظاهرين، يسبقهم علم مصر، بينما غطى العلم بعض النعوش، إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية؛ للصلاة عليهم قبل أن يدفنوا في هيكل كنيسة الملاك بأكتوبر. مشهد النعوش المحمولة جعل الكثير من المصريين ينضموا للمسيرة مسيحيين ومسلمين وكانت الهتافات الأبرز في المسيرة «مسلم مسيحي إايد واحده، الشعب يريد إسقاط المشير، يارب»، وكان عدد المشاركين بها بعشرات الآلاف من المتظاهرين، ووصلت للكاتدرائية، ودخل الأغلب لحضور صلاة الجنازة فيما إنتظر بالخارج من لم يجد له مكان. قاد صلاة الجنازة على الشهداء الأنبا «موسى» أسقف الشباب بمشاركة الأنبا «يؤانس» والأنبا «آرميا» أعضاء سكرتارية البابا، والأنبا «ثيؤدسيوس» أسقف عام الجيزة. وأثناء صلاة الجنازة تلى الأنبا «يؤانس» بيان المجمع المقدس، الذي طالب المسيحيين، بالصوم والصلاة 3 أيام بدأت من أمس الثلاثاء، وقال كلمة عزاء لأهالي الشهداء جاء فيها «هنيئا لكم، الشهداء؛ لأن الإنسان يعيش أياما كثيرة على الأرض ويموت موته عادية، ويصل السماء مؤمن عادي، وقد يعيش أياماً قليلة، ويموت شهيد ويصل السماء شهيد». وأضاف «يؤانس» هنيئا لكنيستكم، أن كانوا يظنون أن سفك الدماء يهز شجرة الكنيسة، فالكنيسة إرتوت ونمت الآن بدمكم الغالي، وحين قال «بحق دمكم ومستقبل كنيستكم نطمأنكم أن ربنا مش هيسكت»، هتفت الكنيسة كلها لدقائق عديدة «الشعب يريد إسقاط المشير». وكانت هتافات الحضور كالتالي «إرفع راسك فوق أنت قبطي، بالروح بالدم نفديك يا صليب، يا نجيب حقهم يا نموت زيهم، شهيد تحت الطلب». ويذكر أن «البابا شنودة» قد صلى أول من أمس على 4 شهداء، كانوا في مستشفيات معهد ناصر والقصر العيني، فيما صلى بعدها بقليل الأنبا «روفائيل» الأسقف العام على جنازة شهيد بمفرده.