عاشت الكنيسة الارثوذكسية مساء أمس الأول ليلة عصيبة بعد أن احتشد آلاف الأقباط أمام الكاتدرئية لحضور صلاة الجنازة والتي رأسها البابا شنودة وأعضاء المجمع المقدس والتي بدأت من الساعة الثالثة ظهراً للصلاة علي أربعة من الضحايا ثم قام الانبا ارميا بعد 3 ساعات بالصلاة علي الجثمان الخامس وفي تمام الثانية عشرة من صباح أمس اقيمت الصلاة علي «17» جثماناً بعدما طالب ذووهم بتشريحهم عقب رفضهم التقارير الأولية لتحديد سبب الوفاة. وأكد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن الكنيسة تتابع بشكل مستمر وتحفظ أحداث ماسبيرو، وقال: إن ربنا مش هيسكت ودماء الشهداء لن تضيع وأننا سنعمل جاهدين من أجل استرداد حق هؤلاء الذين دفعوا دم حرية التعبير. في الوقت ذاته اعتكف البابا شنودة داخل غرفته بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية للصلاة والصوم لمدة 3 أيام بعد انتهاء اجتماع المجمع المقدس ورئاسته لصلاة الجنازة علي ما اعتبرتهم الكنيسة «شهداء». وفي الساعات الأولي من صباح أمس توافد الآلاف علي المستشفي القبطي للمشاركة في المسيرة القبطية الحاشدة التي بدأت من المستشفي حتي الكاتدرائية لتشييع جنازة الشهداء. وحصلت «روزاليوسف» علي أسماء ضحايا أحداث ماسبيرو الذين تم تشريحهم داخل مستشفي القبطي وهم مايكل مسعد ومينا إبراهيم وهادي فؤاد وأيمن صابر ووائل ميخائيل وجرجس راوي وأمين فؤاد وأسامة فتحي وصبحي جمال وشحات ثابت وفارس رزق ونصيف ناجي ومسعد فهمي وشنودة نصحي وميخائيل توفيق وجمال فايق. وتنفيذاً لقرار المجمع المقدس شهدت الكنائس المصرية أمس في مختلف المحافظات وقائع إقامة القداسات المستمرة مع الصوم والصلاة داخل المنازل حيث طلب الكهنة من الأقباط إقامة الصلوات بالمنازل وعدم الاكتفاء بالكنائس فقط. من جانبه قال الأنبا موسي أسقف عام الشباب: إن ما حدث كان مروعاً ولم يكن في خاطري أن يقتل مصري أخاه المصري، مشيراً إلي أن الأقباط لن يخشوا شيئاً وأن الخوف لديهم مات. مضيفاً: أن أبناء الكنيسة وخدامها يستقبلون الموت بفرح وسلام. وأكد الأنبا يؤانس السكرتير الخاص للبابا شنودة خلال كلمته في الصلاة علي الجثامين ال«17» إن هناك من يعتقد أن سفك دماء المسيحيين سوف يهز شجرة الكنيسة الارثوذكسية لكنهم لا يعلمون أنها ارتوت بدماء الشهداء علي مدار تاريخها. وأضاف أن البابا لم يستطع الصلاة بسبب ظروف مرضه وارتباطه بمواعيد للعلاج. وقد شهدت الكاتدرائية مشادات بين الحضور عقب القاء الانبا يؤانس لبيان المجمع المقدس، فقد رفضه البعض مطالبين البابا بالموافقة علي التدخل الدولي لحماية الأقباط وحماية ممتلكاتهم ودور عبادتهم، بينما اعتبره آخرون البيان الأمثل للحالة التي يعيشها الأقباط في مصر والتي لن تحل إلا بالصوم والصلاة. فيما انهالت الاتصالات علي المقر الباباوي لمعرفة رد فعل البابا شنودة علي الأحداث وتقديم العزاء في ضحايا المواجهات، وقد أعلن الأب رفيق جريش المتحدث الإعلامي للكنيسة الكاثوليكية، أن طائفة الروم الكاثوليك سوف تصوم مع الكنيسة الارثوذكسية الثلاثة أيام التي طالب بها البابا شنودة. وقد تلقي البابا العزاء من شيخ الأزهر ورئيس الوزراء الذي قام بإجراء الاتصالات لاحتواء الموقف بعد المواجهات. من جانبه قال رامي كامل «المنسق لحركة شباب ماسبيرو: سوف ندرس رد الفعل عقب انتهاء الثلاثة أيام التي أعلنها البابا شنودة للصوم والصلاة حداداً علي أرواح الشهداء وطلباً لمعونة الله. في السياق ذاته تم دفن جثامين ال«17» ضحية والذين تم الصلاة عليهم أمس بمدافن مطرانية الجيزة ب6 أكتوبر والتي تم دفن ضحايا امبابة بها، وذلك بناء علي اقتراح من الانبا ثيؤدوسيوس الاسقف العام والقائم بأعمال مطرانية الجيزة وذلك تيسيراً علي أهالي الشهداء خاصة وأن الصلاة تمت في الثانية عشر من منتصف الليل. بينما فرضت أجهزة الأمن بالجيزة كردونا أمنيا مكثفا بالاشتراك مع الجيش والأمن المركزي لتأمين منطقة كنيسة الملاك ميخائيل بمدينة 6 أكتوبر وذلك بعد إعدادها لدفن شهداء ماسبيرو. في الوقت الذي تجمع فيه الآلاف من المسلمين والأقباط أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتشييع جثامين ضحايا ماسبيرو مرددين هتافات «شهداء تحت الطلب»، «يا شهيد نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح». علي جانب آخر توجه مئات المسيحيين والمسلمين إلي ميدان التحرير في ساعة مبكرة من صباح أمس عقب انتهاء مراسم القداس الجنائزي لضحايا أحداث ماسبيرو في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حاملين جثمان الشاب مينا دانيال الذي لقي مصرعه في أحداث ماسبيرو الأخيرة، حيث طافوا الميدان به عدة مرات قبل أن يشيعوه إلي مثواه الأخير. وقال أصدقاء مينا إنهم ينفذون وصيته في حالة وفاته بأن يشيعوا جثمانه من ميدان التحرير الذي أشعل ثورة 25 يناير التي كان مينا أحد نشطائها، حيث أصيب برصاصتين يوم موقعة الجمل وتعافي من إصابته، وشارك في أغلب الاعتصامات والمظاهرات التي شهدها ميدان التحرير ومنطقة ماسبيرو بعد ذلك. وردد المشيعون بعض الهتافات المطالبة بضرورة كشف حقيقة ما حدث في أحداث ماسبيرو ومحاسبة الجناة، رافعين الصلبان وصور مينا.