كالنار فى الهشيم تنتشر حملة «احتلوا وول ستريت» لتغادر ضاحية مانهاتن فى مدينة نيويورك إلى أكثر من مدينة وولاية أمريكية، علاوة على اكتسابها كل يوم تأييد قطاع كبير من الشارع الأمريكى. منظمو الحملة تلقوا دفعة كبيرة بعدما أعلن عدد كبير من النقابات المشاركة فى المسيرات الاحتجاجية مساء الأربعاء سواء بنيويورك أو بوسطن ولوس أنجلوس وشيكاغو. 12 ألف متظاهر علت أصواتهم فى شوارع نيويورك بالإضافة إلى آلاف فى المدن الأخرى بعدما انضمت إليهم نقابات عمال السيارات وعمال النقل والاتحاد الموحد للمعلمين ونقابة موظفى الكونجرس، ونقابة الممرضين فى ماساتشوستس بالإضافة إلى عدد من الحركات الطلابية الجامعية. المشاركون فى التظاهرات جميعهم من فئات الطبقة الوسطى الذين أكدوا أن الشركات الكبرى سحقت الحلم الأمريكى فى الرفاهية، هاتفين «سنسقط ال1% الذين دمروا أحلامنا» و«ضعوا حدا للحروب» و«افرضوا الضرائب على الأغنياء»، ثم انتشرت شعارات «احتلوا بوسطن» و«احتلوا شيكاغو» على غرار الحركة الأم فى وول ستريت، كما دعت مؤسسة «أدباسترز» الإعلامية المتظاهرين إلى تنفيذ اعتصام ونصب الخيام وإقامة الحواجز السلمية على غرار ما حدث فى التحرير؛ لحين تنفيذ مطالبهم وتحقيق المساواة بين جميع المواطنين الأمريكيين. ولكن المثير للدهشة هو تعامل وسائل الإعلام مع تلك التظاهرات، فمعظم الصحف والقنوات والإذاعات الأمريكية التى تتباهى دوما بأنها أهم منابر للحرية فى العالم تناست على ما يبدو أو تعامت عن وجود احتجاجات على أراضيها. فصحيفة «نيويورك تايمز» كانت مثالا لعدد من الصحف الأمريكية التى لم تعر تلك الاحتجاجات اهتماما إلا بعد أسبوع من انطلاقتها، وتتحاشى حتى الآن أن تضع أخبارها على صدر صفحاتها الأولى. محطات تليفزيون «مترو» المحلية الشهيرة كانت تنقل أحداث الاحتجاجات فى الأسبوع الأول، ولكنها بعد ذلك توقفت عن تغطية الأحداث دون إبداء أسباب؛ مما يعزز من احتمالية تلقيها أوامر بذلك.