لولا معزة فى قلبى للمعلم حسن شحاتة، وألم فى جنبى من عملية جراحية، لما صمت طوال هذا الوقت على ما يفعله مع نادى الزمالك، فالصورة داخله غامضة وغامقة وسودا ومنيلة بنيلة، وأتحدى أن تجد مسؤولا فى النادى يعلم ماذا يحدث.. ومَن اللاعبون الراحلون؟ ومن الجدد؟ ومن أين سيأتون؟ ومتى سيحضرون؟ وما خطة الإعداد؟ وأين سيقام المعسكر؟.. وكلها أسئلة مشروعة واعتيادية، ومن المفترض أن تكون لها إجابات ولو على سبيل ملء الفراغ فى ورقة الإجابة! ولكن فى الزمالك لا توجد إجابات، لأنه لا يوجد مدير فنى حتى الآن، وهذه هى الإجابة الوحيدة الصحيحة والمتوفرة فى الأسواق.. فالكابتن حسن شحاتة لم يتعاقد حتى الآن رسميا مع الزمالك وحتى بكلمة الشرف، وهو للحق يحترمها، ولكنه لم يعطها، وربط التعاقد الرسمى بتلبية جملة من المطالب الصعبة، قد لا تتحقق فى ظل الظروف المالية الصعبة للنادى، وهى أزمة ليست مفاجئة قائمة، ومنذ 6 سنوات، والطفل فى بطن أمه عارف تفاصيلها فكيف لا يعرفها معلمنا الكبير؟ وكيف يربط تعاقده ويعلق الزمالك فى الحبال الدايبة بطلبات لن تتحقق؟ فالعيب هنا ليس فى المطلوب، ولكن فى الطالب، الذى يعلم علم اليقين ظروف الزمالك، ووافق على تدريبه، ومن المفترض أن يبنى حساباته وقراره من البداية على المعطيات الموجودة على أرض الواقع، وليس اتفاقات مرسلة وخيالية مع عبد الله سعد، عضو مجلس الإدارة، الذى قرر الفرار وقدم استقالته، فى مؤشر لما قد يفعله الكابتن شحاتة لا قدر الله، فالمعلم عندما وافق مبدئيا أو جزئيا على تدريب الزمالك، كان يعلم كل كبيرة وصغيرة، فميزانية الزمالك إن لم يكن قد رآها أو سمعها أو قرأها فى الصحف والفضائيات، فإنه سيجدها منشورة على حبال الغسيل فى البلكونات، من هنا لا أستطيع تبرئة المعلم من العلم بحالة النادى المادية، ولا يمكن أن أصدق أن عبد الله جورج أو مجلس الزمالك بكامل هيئته قد ضلل أو خدع مدربنا الكبير أو أقنعه بعثور النادى على الفانوس السحرى، وأن قناطير الذهب والفضة دخلت خزينة الزمالك، وعن نفسى كنت أعتقد أن حسن شحاتة يقدم تضحية كبيرة بالإقدام على تدريب الزمالك فى هذا الوقت، وهو أعتقد اهتز، ولكنه لم يسقط بداخلى من منطلق معرفتى بصدق نيات شحاتة، وعدم إقدامه على أى خطوة تضر غيره، فما بالك لو كان الزمالك، وظنى أن ما يفعله وتكاسله فى توقيع العقد يضر الزمالك ضررا بالغا، وربما لو استمرت الحالة الضبابية التى عليها فريق الكرة قد يتراجع للخلف مئة خطوة، ويعود للأيام والليالى المظلمة، بل لا أبالغ إذا قلت إن هروب حسن شحاتة من تدريب الزمالك قد يهدد بقاء الفريق بالدورى فى الموسم القادم، ناهيك بأنها ستكون صدمة نفسية وذنبا لن تغفره جماهير الزمالك لحسن شحاتة، والضبابية التى أتحدث عنها هنا مضرة بالزمالك، سواء استمر أو هرب، فعدم تحديد المعلم لموقفه أعطى انطباعا سيئا للاعبين القلائل الباقين فى الفريق، ودفعهم إلى الضغط، من أجل الرحيل وتقديم شكوى ضد النادى، ومنهم محمد عبد الشافى أحد أبناء شحاتة فى المنتخب، فإذا كان هذا هو حال القريب، فما بالك بالغريب، من سيحاسب على فاتورة الموافقة على إعارة حازم إمام ثم إعادته؟ ومن المسؤول عن الصفقات؟ وهل يكتفى حسن شحاتة بالطلب وينتظر أن يلبوا؟.. هذا خيال، فإدارة الزمالك لا تستطيع التعاقد على استعارة قطة، فكيف تقدر على شراء لاعبين أو التفاوض مع أندية؟ إنهم مجموعة من العجزة والفاشلين الذين ابتلى الله بهم الزمالك.. الظريف أن الزمالك -الذى بدأت تلوح فى الأفق بوادر انفراجة أزمته المالية، بعد التعاقد مع وكالة الأهرام ب25 مليون جنيه فى هذا العام، إضافة إلى اشتراكات الأعضاء وعائد البث الذى سيتضاعف الموسم القادم- لم يتعاقد مع لاعب واحد، بينما الأهلى المحجوز على أرصدته من قبل محافظة القاهرة أبرم صفقات بما يقرب من 25 مليون جنيه كلها بشيكات آجلة، فلماذا لا تقتدى إدارة الزمالك بالأهلى وتفعل مثله؟ الإجابة: لأنهم عجزة!