أبو السعد: الورش أخرجت كتابًا جددًا موهوبين وتامر حبيب: لن تلغى شخصية الكاتب الواحد. وضحى الوردانى: لا يجب أن تكون مصدرًا للربح. شهدت حقبة «ورش كتابة السيناريو»، انتشاء واسعًا خلال مواسم متتالية، والذى يقبل عليها الكثير من الشباب، وذلك فى ظل الاختفاء لمعظم كتاب الدراما الكبار، وظهور عددٍ كبير من الكتَّاب الجدد فى المجال الروائى والقصصى، ممن تتحول أعمالهم بعد ذلك إلى إنتاجات فنيّة درامية، ونالت بعض الأعمال الدرامية التى خرجت من ورش كتابة السيناريو استحسان الجمهور والنقاد فى الفترة الأخيرة، كما أن هناك بعض النقاد شنوا هجومًا عليها فى بداية الأمر غير معترفين بها بدعوى أنها ستلغى شخصية الكاتب الواحد «المنفرد». وبعد فترة بدأت الأعمال التى خرجت من رحم الورش تغزو الدراما، حيث تعاون مع الكتاب الشباب عددًا من النجوم الكبار على رأسهم الزعيم عادل إمام والفنانة يسرا، إلا أن البعض ظل موقفه من الورش ثابتًا لم يتغير، خاصة بعدما انتشرت ورش تعليم السيناريو لعدد من الكتاب بمقابل مادى كبير ما جعل آخرين يتخوفون من أن تتحول وبعد فترة بدأت الأعمال التى خرجت من رحم الورش تغزو الدراما، حيث تعاون مع الكتاب الشباب عددًا من النجوم الكبار على رأسهم الزعيم عادل إمام والفنانة يسرا، إلا أن البعض ظل موقفه من الورش ثابتًا لم يتغير، خاصة بعدما انتشرت ورش تعليم السيناريو لعدد من الكتاب بمقابل مادى كبير ما جعل آخرين يتخوفون من أن تتحول الصناعة إلى «سبوبة». تامر حبيب السيناريست تامر حبيب، يؤكد ل«التحرير» أنه عندما عمل بنظام الورش كانت النتيجة إيجابية، ونجحت أعماله نقديًّا وجماهيريًّا، مضيفًا أن قائد العمل هو المسئول عن العمل الفنى لكى يظهر «مية واحدة» -حسب وصفه- خاصة أن هناك أكثر من شخص فى الورشة، ولكل واحد منهم ثقافته وتوجهاته، وإدارة الورشة هى أهم شىء لخروج عمل ناجح. وتابع «حبيب» أنه يكتب أول 5 حلقات فى المسلسل، ومن خلال تلك الحلقات تظهر الشخصيات على الورق، وبعدها يبدأ كتاب الورشة، مع مراعاة أن لكل شخصية طريقتها فى الكلام حتى لا يختل الإيقاع، وفى النهاية يعود له المسلسل، ويعيد صياغته من جديد بحيث يكون فى نفس السياق، وكأنه يقوم بعمل نسخة ثانية من السيناريو، طالما أن كتاب الورشة بينهم «كيميا»، وبالتالى لا يشعر المشاهد بأن هناك أكثر من شخص كتب مع الآخر. وأشار «حبيب» إلى أن الورشة لا تلغى شخصية الكاتب الواحد، مدللا على كلامه بأنه يكتب أفلامه منفردًا، وأن كل الورش التى عمل معها وصنعت مسلسلات إما كانت «فورمات» أو مأخوذة عن رواية، مشيدًا بالكتاب الشباب الذى تعامل معهم، كما أضاف أنه من مميزات ورش كتابة السيناريو بالنسبة له أنها إنجاز للوقت بشكل ما. ويشارك تامر حبيب فى السباق الرمضانى بمسلسل «لعبة النسيان» من بطولة دينا الشربينى، وإخراج هانى خليفة، وهو عن «فورمات إيطالية». ماجدة خيرالله الناقدة ماجدة خيرالله تكشف ل«التحرير» أن الورش عندما ظهرت كانت أحد أسباب إنهيار الدراما، لأن المبدع عندما يكتب يكون لديه الفكرة التى يريد التعبير عنها، والأسماء الكبيرة التى نتباكى عليها مثل أسامة أنور عكاشة، كتب «ليالى الحلمية» وأجزاءها بمفرده، وحققت نجاحًا كبيرًا، وكذلك صالح مرسى، وغيرهما من عباقرة الدراما، ولم يستعن أحد منهم بكاتب آخر، لأنه إبداعه وفكره، حتى الحوار كان له مذاق وفلسفة الشخص. وتابعت «خيرالله» أن الورشة لا تمثل إضافة، ولكن من ضمن أهدافها الإنجاز، فمثلا قبل شهر رمضان يستعينون بأكبر عدد من الأشخاص تحت إشراف كاتب كبير، ويكون هدفهم هو إنجاز العمل فى وقت قصير، ولكن لا يوجد به إبداع، وهناك شباب لديهم الرغبة فى تعلم كتابة السيناريو أو لديهم جزء من الموهبة، ولكن كل هذه الأعداد لا تستطيع دخول معهد السينما، لأنه يقبل عددًا قليلا جدًّا كل عام، وهناك آخرون موهوبون يريدون تعلم كتابة السيناريو بجدية، بينما البعض يرون أنها مربحة، ومن ثم يتجهون ناحية الورش، كما أن هناك فرقًا كبيرًا بين من قام بدراسة السيناريو فى معهد السينما لمدة 4 سنوات وآخر تعلم فى ورشة مدتها 3 شهور فقط. وردًّا على أن نجيب محفوظ كان يستعين ب«ورش كتابة» أوضحت «خيرالله» أن هذا الكلام غير صحيح، لأن محفوظ كان روائيًّا ويدرك أن هناك فرقًا بين الرواية والسيناريو، وكان يجلس بصفته كاتبًا مع صلاح أبو سيف المخرج الكبير، وكان يكتب اسمه على الفيلم حتى ولم يتدخل فى كتابة السيناريو، ثم يستعينون ب«سيد بدير» ليكتب جزءًا من الحوار، لذلك عندما يظهر أكثر من اسم على فيلم واحد لا يشترط أن يكون من إنتاج ورشة. وأضافت أنه فى فيلم «شىء من الخوف» استعانوا بالشاعر عبدالرحمن الأبنودى لكتابة الحوار، لأنه كان حينها يكتب حوارًا لشخصيات تعيش فى الصعيد، بالإضافة إلى أنه يكتب أغانى ولديه إحساس بالكلمة، ولكن هناك من كتب السيناريو وآخر كتب القصة للفيلم. وتابعت: توفيق الحكيم وبيرم التونسى وصلاح جاهين، كانوا يكتبون الحوار فقط للأفلام وتنجح، لذلك هناك فرق بين الأعمال القديمة وما يحدث حاليًّا، موضحة أن بعض المسلسلات المأخوذة من فورمات أجنبية كان بعضها ناجحًا والبعض الآخر لا يتناسب مع المجتمع المصرى، ووصفت «خيرالله» ورشة السيناريو بأنها «طبق سلطة بتعمله 100 إيد». ضحى الوردانى تقول الناقدة السينمائية والمسرحية ضحى الوردانى، إنها كانت معترضة على وجود فكرة «ورش السيناريو»، لأن العمل الفنى يحتاج شخصًا فرديًّا بتفكير فردى، وهو ما يكون صعبًا فى ظل وجود أكثر من شخص فى الورشة، ولكن نظرتها تغيرت بعد متابعتها لأعمال «ورش السيناريو» بعد أن حققت نجاحًا كبيرًا، وكتبت بشكل سليم وناضج ومختلف مثل «عوالم خفية» و«هذا المساء» وهو مكتمل العناصر والأركان، وأيضًا مسلسل «الرحلة». وأوضحت «الوردانى» ل«التحرير»، أن وجود أكثر من صوت مختلف فى الكتابة ينتج لنا صورة جيدة لأن هناك أكثر من شخص يدرك كل تفاصيل واقع الأسرة المصرية، وملم بالشخص الذى يكتب عنه، ولن ينسى أو يتجاوز تفاصيله التى من الممكن أن ينساها آخر، أو تكون غير مهمة بالنسبة له وتسقط منه سهوا، وهو ما سوف يتداركه شخص مسئول يقوم بمراجعة «الكلام» وتنسيقه مع بعضه، ومن هنا أيقنت أن فكرة وجود الورشة مهمة ووجود أكثر من سيناريست فى عمل واحد هو مهم وجيد. وتابعت أن الورشة هى وسيلة تزيد من موهبة الكاتب وتثقله فنيًّا، لأنه من الممكن أن يكون لديه الموهبة وهو لا يعرف أساسيات السيناريو أو الحبكة الدرامية، لكن عن طريق الورشة سوف يتعلم «أساس الصنعة»،مضيفة أن أقصى مدة للورشة هى 6 شهور، بينما مدة الدراسة فى معهد السينما 4 سنوات، إذا الورشة تعتبر حلا مرضيا لمن يريد تعلم كتابة السيناريو فى مسافة زمنية قصيرة. وتؤكد «الوردانى» أنها ضد فكرة ارتفاع سعر «كورس» تعليم السيناريو، الذى يعلن عنه بعض الكتاب للشباب الراغبين فى تعلم كتابة السيناريو، لأن بعض الشباب لديه حلم، وارتفاع السعر والمبالغة فيه سوف يكون عائقًا للوصول لحلمه، لأن الكتابة لا يجب أن تكون مصدرًا للربح والسبوبة، وفى المقابل هناك بعض الكتاب ممن يقومون بتدريس السيناريو يعلنون عن خصومات لغير القادرين من الشباب وإقامة ورش مجانية. ماجدة موريس الناقدة ماجدة موريس توضح ل«التحرير» أنه ليس بالضرورة أن كل من يدخل ورشة كتابة السيناريو يكون موهوبًا، لأن الكتابة عمل شاق يحتاج إلى جهد ودراسة مستمرة، وأشارت إلى أن الورشة مفيدة للدراما عندما يتم توظيفها فى إطارها، بمعنى ألا نطلق الفرصة لكاتب أو اثنين من خريجى الورشة لعمل مسلسل من 30 حلقة، فلابد أن يعملا تحت قيادة كاتب كبير لفترة، حتى يؤكد ذلك الكاتب أن هؤلاء الشباب مؤهلون لعمل مسلسل أو فيلم بمفردهم، كما يفعل السيناريست تامر حبيب. وتابعت «موريس» أن هناك مجموعة من الشباب قاموا بكتابة مسلسلات بمفردهم، ونجحوا فى ذلك، منهم من عمل مع عادل إمام ويسرا، وكانت تلك الأعمال تستحق الجهد، وقالت إنه عندما نجد كاتبًا موهوبًا لديه استعداد للكتابة بمفرده، لابد من منحنه الفرصة، وأوضحت أن الورشة هى «كورس» متكامل مثل المعاهد والجامعات، وإذا كانت الورشة تتيح للدارس القوة والعمل بشكل احترافى ويكون ملمًّا بأبجديات كتابة السيناريو، فلا توجد مشكلة. وأكدت أنه فى إحدى الفترات كان معهد السينما لا يكفى فيه الإقبال على دراسة الدراما، ومن هنا بدأت صناعة «الورش» ومنها ورشة رأفت الميهى وعلى بدرخان الذى أسس معهد لدراسة السيناريو والإخراج، إيمانًا منه بضرورة الحفاظ على قيمة العمل الإبداعى. وتابعت «موريس» أن كُتاب الورشة لابد أن يكونوا متقاربين فكريًّا، وبينهم حالة انسجام، لأنه إذا استطاع كل كاتب أن يكتب ما يريده، لن يكون هناك مسلسلات ذات قيمة، مضيفة أن الأستاذ نجيب محفوظ كان يفهم ويعى أن هناك فرقًا بين الكاتب الروائى، وكاتب السيناريو والحوار السينمائى، لذا كان يفضل أن المخرج الذى ينوى تحويل رواياته إلى أفلام الاستعانة ب سيناريست متخصص، وكانت له مقولة شهيرة وهى «لا تسألنى عما رأيته فى الفيلم ولكن اسألنى عما قرأته فى كتابي». محمود حمدان المؤلف محمود حمدان أحد من شاركوا فى كتابة مسلسل «عوالم خفية» للزعيم عادل إمام، وهو من إنتاج ورش السيناريو، يقول ل«التحرير» إن هناك ورش سيناريو تصنع أعمالا ناجحة من خلال كتاب مميزين. موضحًا أن الورشة التى يعمل بها حققت نجاحًا كبيرًا خاصة أنهم تعاونوا مع الزعيم عادل إمام، وتابع أنه قام بتأليف فيلم «شريط 6» بمفرده دون الورشة. أبو السعد المؤلف محمد أبو السعد، واحد من الكتاب الشباب، شارك فى كتابة عدد من المسلسلات التى خرجت من ورش السيناريو منها «سك على إخواتك» للفنان على ربيع و«الزوجة 18» للفنان حسن الرداد، و«بيضة دهب»، و«حشمت فى البيت الأبيض» لبيومى فؤاد، يقول ل«التحرير» إن وجود أكثر من كاتب فى عمل واحد يؤثر على العمل بشكل إيجابى، مشيرًا إلى أنه إذا وجد شخصيتين فى عمل واحد إحداهما لشخص غنى والآخر فقير على سبيل المثال، فإنه يكتب عن الشخصية التى يعرف تفاصيلها وطريقة كلامها، بينما يترك الأخرى لزميل آخر للكتابة عنها، والعكس، لأن الأشخاص فى الورشة لكل منهم ثقافته المختلفة. وأكد أبو السعد أن الورشة فرصة لظهور كتاب جدد، وأن هناك شبابًا موهوبين خرجوا إلى «النور» بفضلها، أما عن ورش تعليم السيناريو التى يعلن بعض الكتاب عنها بمقابل مادى كبير فهو يتناسب مع حجم اسمه وقيمته وثمن «الخبرة». أبو السعد انتهى من تصوير فيلم «أشباح أوروبا» لهيفاء وهبى وأحمد الفيشاوى، وهو من إنتاج ورشة سيناريو، كما أنه يشارك فى كتابة سيناريو مسلسل «دهب عيرة» ليسرا بالاشتراك مع أمين جمال ووليد أبو المجد وهو من تأليف أحمد عادل. فاطمة الزهراء فاطمة الزهراء سيف الدين، واحدة من شباب ورش السيناريو، التى شاركت فى كتابة مسلسل «بخط الإيد» للفنان أحمد رزق، والذى يعرض حاليًا، قالت ل«التحرير»: «شغفى بالكتابة مستمد من القراءة، إضافة إلى السينما، وأضافت أن فكرة «الحدوتة» وما فيها من سحر وغموض يحثك على الاكتشاف، خصوصا لباطن للإنسان وتحليل دوافع سلوكه وتأثير ظروفه وتشابك علاقاته مع الآخرين فى أفعاله، لذلك قررت دراسة كتابة السيناريو فى أكاديمية «رأفت الميهى» قسم سيناريو، كما أنها كتبت فيلم «نيجاتيف» وهو روائى طويل، واشتركت فى عدة ورش لكتابة المسلسلات، ويعد مسلسل «بخط الايد» أول الأعمال التى تم تصويرها للكاتبة هالة الزغندى. وتابعت «الزهراء» أن العمل بالورش، يساعد على اكتساب وتبادل الخبرات لكتاب السيناريو، خاصة المبتدئين فى مجال الصناعة، ويساهم العمل الجماعى فى تفتيح خطوط عدة للتفكير والتطوير مما يفيد كاتب السيناريو فى تطوير مهاراته، وتفعيل قنوات الإبداع الكامنة لديه، إضافة إلى الخبرات التى يكتسبها من المؤلف قائد الورشة الذى سبقه بسنوات؛ مما يصقل موهبته وخبراته، الأمر الذى يعود على إثراء الصناعة، ودفق دماء جديدة تمتزج بخبرات السابقين فى المجال. أحمد سعد والي أحمد سعد والي، أحد شباب كتاب الورش، قال ل«التحرير» إن نظام الورش سلاح ذو حدين، مؤكدًا أن زملاءه فى الورشة ممثليين مسرح فى الأصل، ولكل واحد نهجه ولون مختلف فى الكوميديا التى يقدمها، وتابع أن الورشة مفيدة لصناعة الدراما، لأنها تضخ دم جديد، والجمهور هو من يحكم على العمل وجودته وقبله بطل العمل وشركة الإنتاج التى وثقت فى فى كتاب العمل قبل ظهوره. وتابع أن هناك فرقًا بين صاحب القصة والمشرف على الكتابة، إلا فى حالة إذا كان صاحب الفكرة هو نفسه المشرف، وحينها يبدأ دوره بعد انتهاء الكتابة ويقوم بمراجعة الحلقات وتنسيقها وتطويرها، وأضاف: كل شخص داخل الورشة مهما حقق نجاحًا جماعيًّا، يحلم أن ينسب النجاح له فقط. وردا على أن هناك شبابًا فى ورش السيناريو لا تكتب أسماؤهم مقابل حصولهم على مقابل مادى، ذكر أنه لا يوجد شيئ ثابت، أحيانًا يكون البديل «فلوس كتير» مقابل عدم ذكر اسمه، وأحيانًا أخرى يكون المقابل قليلا، كما أن هناك أشخاصًا لا يحصلون على أى عائد مادى فى مقابل أنه يستمر فى التعلم. وشارك أحمد سعد، فى كتابة سيناريو مسلسل «اللعبة» مع إبراهيم صابر، ومحمد صلاح خطاب، وأشرف على كتابة المسلسل فادى أبو السعود، ويعرض حاليا على منصة شاهد وهو من بطولة شيكو وهشام ماجد.