فى الوقت الذى يعانى المواطنون فيه بحثا عن مصل الإنفلونزا، على غير العادة هذا العام، انتشرت فى الأسواق وبعض الصيدليات والأندية والمولات التجارية، مؤخرا، أمصال ولقاحات لعلاج بعض أنواع الإنفلونزا الموسمية وبعض الأمراض الأخرى بأسعار مبالغ فيها، فضلا عن تهريب مثل هذه الأمصال من الخارج لدرجة أنه أصبح هناك سوق سوداء ومافيا للتجارة فيها داخل مصر، إذ يسيطر بعض التجار على هذه السوق ويبيعونها بأسعار خيالية لتحقيق الأرباح على حساب المواطن وصحته، بالإضافة إلى انتشار الاستخدام العشوائى من جانب المرضى لمثل هذه الأمصال بما يضر بصحتهم. تقول الصيدلانية آلاء فكرى، إن المصل كان متوفرا فى بداية شهر ديسمبر، لكن بكميات قليلة، نفذت سريعا، واختفى تماما الآن، ما أثار غضب المواطنين، إذ يطلبه عدد كبير وبشكل يومى، خاصة مرضى الحساسية وأمراض الصدر، والأمراض التى لا تتحمل مضاعفات الإنفلونزا. ويؤكد الصيدلى سامح عوض، أن المصل غير متوفر منذ شهرين، تقول الصيدلانية آلاء فكرى، إن المصل كان متوفرا فى بداية شهر ديسمبر، لكن بكميات قليلة، نفذت سريعا، واختفى تماما الآن، ما أثار غضب المواطنين، إذ يطلبه عدد كبير وبشكل يومى، خاصة مرضى الحساسية وأمراض الصدر، والأمراض التى لا تتحمل مضاعفات الإنفلونزا. ويؤكد الصيدلى سامح عوض، أن المصل غير متوفر منذ شهرين، والكميات التى توفرت خلال الأيام الماضية تم سحبها، لافتا إلى أن هناك مواطنين لا يستطيعون الاستغناء عن المصل، الذى تشكلت سوق سوداء لبيعه، مطالبا بالسيطرة على هذه الأسواق وبيع المصل فى الأماكن المخصصة له، وتفعيل الرقابة على ذلك. صيادلة: مافيا تسيطر على السوق.. وتجاهل الحكومة يفاقم الأزمة ويكشف الصيدلى محمد صديق، أن مصل الإنفلونزا الموسمية كانت توزعه الشركات ما بين شهرى سبتمبر وأكتوبر من كل عام، موضحا أن الأمصال عموما كانت توزع فى أماكنها الطبيعية وهى الصيدليات وبعض المستشفيات التابعة لوزارة الصحة ومراكز الهيئة العامة للمصل واللقاح، لكنها تباع حاليا فى المولات التجارية وبعض الأندية الرياضية والمراكز الصحية والعيادات الخاصة، متابعا: "هذه كارثة، حيث لا تتوافر فى هذه الأماكن المناخ المناسب والظروف الملائمة لحفظ الأمصال"، مشيرا إلى أمصال الإنفلونزا لم تصل حتى الآن إلى الصدليات من جانب الشركات الموردة، وما يتوافر حاليا فى بعض الصيدليات يصلها من السوق السوداء التى تعتمد على الأمصال المهربة من الخارج. ويضيف أن المريض أصبح فريسة لتجار السوق السوداء، إذ يباع مصل الإنفلونزا ب120 و160 و200 جنيه أحيانا، علما بأن سعره الرسمى 65 جنيها، مؤكدا أن سوق الأمصال فى مصر أصبح يسيطر عليه "مافيا" وتتاجر بأكثر من 10 مليارات جنيه -على حد تقديره-، كاشفا أن منظمة الصحة العالمية طلبت من وزارة الصحة توفير بعض الأمصال مثل الالتهاب الرئوى والنزلات المعوية، ولفت إلى أن هذه الأمصال مهمة للغاية، وهناك جهات مانحة تعطيها بالمجان، متسائلا: "لماذا لا توفرها وزارة الصحة وحمى المواطنين من مافيا السوق سوداء؟"، قبل أن يطالب الوزارة بممارسة دورها الرقابى، وأن تفتح سوقا رسميا لتجارة الأمصال. ونصح صديق المواطنين بألا يخضعوا لوهم العلاج بالأمصال، لأن هناك بدائل كثيرة تقوى المناعة بخلاف الأمصال التى تعالج نوعا واحدا من الفيروسات، مشددا على أن تلقى المصل لا يعنى عدم الإصابة بالإنفلونزا، إذ إنه من الممكن أن تصاب بنوع آخر من الإنفلونزا بعد تلقى المصل ب24 ساعة، لأن المصل المنتشر للإنفلونزا الموسمية وهى النوع الأكثر انتشارا، محذرا من تناول الأمصال بشكل عشوائى وبدون فائدة، لأنها تتسبب فى أضرار صحية وتضعف مناعة الجسم.