بدا من الواضح أن عملية تصفية زعيم تنظيم داعش أبي بكر البغدادي ستوفر دعما سياسيا يحتاج إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشدة في الوقت الحالي داخليا وخارجيا جاءت عملية تصفية أبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، في وقت مناسب للغاية بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي واجه على مدى الأسبوعين الماضيين حالة من الغضب الشديد، بعد تخليه عن الأكراد في مواجهة الغزو التركي لشمال سوريا. القرار الذي أصدره ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، أسهم في سلسلة من الأحداث التي قد تؤدي إلى هروب الآلاف من سجناء داعش، إلا أن تصفية البغدادي كانت بمنزلة نصر رمزي مهم يعطي ترامب ذخيرة سياسية لمواجهة الكثير من النقد الداخلي. وعلى الرغم من أن البغدادي قد أعلن موته عدة مرات، بما في ذلك بعد قصف روسي في بداية العام، فإن هذه المرة يظهر الأمريكيون قدرًا كبيرًا من الثقة في الحديث عن النتائج الفعلية للعملية العسكرية التي استهدفت زعيم تنظيم داعش. وفي عام 2011، عندما قام الأمريكيون في عهد الرئيس السابق باراك أوباما بقتل زعيم تنظيم وعلى الرغم من أن البغدادي قد أعلن موته عدة مرات، بما في ذلك بعد قصف روسي في بداية العام، فإن هذه المرة يظهر الأمريكيون قدرًا كبيرًا من الثقة في الحديث عن النتائج الفعلية للعملية العسكرية التي استهدفت زعيم تنظيم داعش. وفي عام 2011، عندما قام الأمريكيون في عهد الرئيس السابق باراك أوباما بقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، قام ترامب بنشر تغريدة عبر تويتر، قال فيها: "إن البحرية الأمريكية قتلت ابن لادن، وليس الرئيس". ترامب يصطدم بخسائر غير مسبوقة للاقتصاد الأمريكي بسبب حربه مع الصين وبنفس النهج الذي استخدمه الرئيس الأمريكي قبل 8 أعوام، فإن ترامب لن يكون له الرصيد الأكبر من كعكة تصفية البغدادي، إلا أنه سوف يسعى جاهدًا لاستغلال ذلك على المستوى الأمثل من الناحية السياسية، حسب رؤية محللي السياسة الأمريكيين. وقال المسؤولون الأمريكيون الذين استشهدت بهم صحيفة "نيويورك تايمز"، إن ترامب وافق على المهمة التي نفذتها قوات خاصة من شعبة "دلتا"، وأكد أنها وقعت في محافظة إدلب، وهو موقع غير متوقع لزعيم داعش الذي يُعتقد أنه يختبئ بالقرب من الحدود العراقية السورية. وإذا تم تأكيد تصفيته، فإن مقتل الزعيم المتشدد يأتي في لحظة مناسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي واجه انتقادات من الحزبين بسبب قراره في وقت سابق من هذا الشهر بسحب القوات الأمريكية من سوريا، حيث يرى معارضو الانسحاب أنه يخون الأكراد السوريين الذين كانوا حلفاء للولايات المتحدة في الحرب ضد داعش، كما أنه يمكن أن يسمح للجماعة الجهادية بالعودة بعد هزيمتها وطردها من معظم الأراضي التي احتلتها في سوريا والعراق. وصباح اليوم الأحد، نشر قائد القوات الديمقراطية السورية الكردية تغريدة حول "عملية تاريخية ناجحة بسبب عمل استخباراتي مشترك مع الولاياتالمتحدةالأمريكية"، وفي المقابل، قال وزير الدفاع التركي أيضًا في تغريدة إن "تبادل المعلومات والتنسيق بين السلطات العسكرية في كلا البلدين حدث قبل العملية الأمريكية في إدلب". ترامب يواصل دعم أوكرانيا عسكريا رغم العلاقات الجيدة مع بوتين وقال مسؤول تركي رفيع المستوى لصحيفة فايننشيال تايمز البريطانية: "الجيش لديه معرفة مسبقة بغارة الليلة الماضية"، غير أنه لم يوضح طبيعة التنسيق، مستشهدًا بقواعد التعليق على تبادل المعلومات الاستخباراتية، مشيرًا إلى أن تركيا "ستواصل تنسيق أعمالها على الأرض مع الولاياتالمتحدة". وأوضح مصدر في البنتاجون، اطلع على عملية الكوماندوز، أن البغدادي فجر سترة ناسفة عندما دخلت القوات الخاصة الأمريكية مجمعه في قرية باريشا في إدلب، وقال إنه كان هناك تبادل لإطلاق النار وقُتلت اثنتان من زوجاته بعد أن فجر نفسه. وعلى المستوى السياسي، من الممكن أن تسهم عملية تصفية البغدادي في مزيد من الدعم السياسي لترامب، الذي كان في أشد الحاجة لمساندة من الداخل والخارج، لا سيما قبل أقل من عام على إجراء الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي سيجعل من تصفية أخطر إرهابي في العالم حدثا يستحق التسويق من قبَل الرئيس الأمريكي.