طالبة الإعدادية دأبت على معايرة شقيقها برسوبه في مادة بالثانوية العامة فخنقها وسلم نفسه للشرطة.. اعترف بجريمته أمام النيابة العامة وأمرت بحبسه أوراق مبعثرة على مكتب صغير، ملابس ضلت طريق دولابه وانتثرت فوق كرسي خشبي، ثمة أقلام سقطت على الأرض، نظر على صوره المعلقة على الجدران التي اختلفت تفاصيلها إلا من ثمة ضحكة كانت تعلو وجهه، ثمة شهادات تفوق نالها في سنوات دراسته، أكواب لا بأس بها من الشاي، وضع رأسه بين رجليه بعد أن جلس القرفصاء يرتعش كأنه في أسوأ أيام يناير، دموع تجري كالنهر وقلب كادت دقادته تتوقف، رفع رأسه ينظر بعينين نصف مفتوحتين يمني نفسه أن ما حدث كابوس، نظرة خاطفة جالت في أرجاء غرفته الضيقة، خرج إلى الصالة ليجد جثة شقيقته التي خنقها بيده لتنبعث من شقتهما رائحة الموت. بنت وولد قبل سنوات تزوج "سيد" من "بركسان" مدرسة اللغة الإنجليزية واستقر بهما الحال في شقة متواضعة بأحد الشوارع المتفرعة من شارع المحطة الشهير بالجيزة، سارت حياة "الموظف" هادئة لا يعكر صفوها شىء، يخرج الرجل وزوجته كل صباح للعمل، لا جديد تحت الشمس، إلا أن سيناريو يومهما تغير إذ رزقهما الله ب"زياد" كانت بنت وولد قبل سنوات تزوج "سيد" من "بركسان" مدرسة اللغة الإنجليزية واستقر بهما الحال في شقة متواضعة بأحد الشوارع المتفرعة من شارع المحطة الشهير بالجيزة، سارت حياة "الموظف" هادئة لا يعكر صفوها شىء، يخرج الرجل وزوجته كل صباح للعمل، لا جديد تحت الشمس، إلا أن سيناريو يومهما تغير إذ رزقهما الله ب"زياد" كانت فرحة الرجل وزوجته لا توصف بعدما أضاف الولد لحياتهما البهجة، وكسر بوجوده ملل روتين حياتهما، عامان مرا واكتملت الفرحة بعدما رزقهما الله ب"نوران"، عاش الرجل وزوجته من أجل تربية أبنائهما وتعليمهما لتبدأ فصول الرحلة. أيام من العزلة كبر الولد وشقيقته، كان ذكاء"زياد" وتفوقه محط أنظار الجميع وسط فرحة والديه طوال سنوات دراسته وهو يحتل المركز الأول إلا أن الحال تبدل ووقفت الثانوية العامة حجر عثرة أمامه إذ رسب في إحدى المواد، دخل ابن ال16 ربيعًا طالب الصف الثانى الثانوى في حالة اكتئاب وعزلة يجلس بالساعات في غرفته يحتمي بجدرانها ينظر للسقف يحدثه وكأنه صار كاتم أسراره بعد رفضه الحديث مع والديها اللذين باءت محاولتهما في إخراجه من الحالة التي ألمت به بالفشل. في المقابل دأبت شقيقته صاحبة ال14 سنة -طالبة الصف الثالث الإعدادي الحاصلة على المركز الأول في مدرستها- على معايرته برسوبه؛ مما جعل حالته النفسية تسقط مع دموعه التي كانت تغرق وجهه. خناقة موت ما بين سندان خوفه من الرسوب ثانية ومطرقة معايرة شقيقته كانت تسير حياة الشاب، في المقابل لم تنصَع "نوران" لتحذيرات والدتها من معايرة شقيقها ووصمه بالفشل. صباح الخميس الماضي خرج "سيد" وزوجته إلى عملهما بينما ظل زياد وشقيقته بمفردهما في الشقة، الهدوء يسيطر على الشارع ولكنه هدوء يسبق العاصفة، أصوات صراخ تخرج من شقة الموظف بينما ظن الجيران أنها مشاجرة عادية بين "نوران" وشقيقها، ولكن خلف الأبواب المغلقة كانت ترتكب جريمة قتل؛ إذ وصلت الأحداث إلى ذروتها بعدما أمسك طالب الثانوي "بتيشيرت" وخنق شقيقته ولم يتركها إلا جثة هامدة، ثم غطى جثتها بملاءة سرير وتركها في الصالة. جثة وبلاغ خرج الشاب من شقته قاصدا قسم الجيزة لتسليم نفسه "أنا خنقت أختي" كانت الجملة التي قالها الشاب أمام معاون أول مباحث القسم، في المقابل اتصلت إحدى جيران "سيد" تبلغه بنشوب مشاجرة بين أبنائه، ما دفع الرجل أن يطلب من جارته الاستعانة ببعض الجيران والصعود لشقته ومعرفة ما حدث، صعد بعض الجيران وكسروا الباب لتعقد الصدمة لسان الجميع "نوران" جثة هامدة على الأرض مغطاة بملاءة سرير، ليتلقى بعدها الأب أسوأ اتصال عبر هاتفه "بنتك ماتت". دارت الدنيا بالرجل وكاد يفقد عقله من هول ما سمع ليترك عمله عائدا لبيته، دقائق وتحول شارع سليمان القاضي لثكنة عسكرية ضباط مباحث القسم وبصحبتهم "زياد" ليتم العثور على جثة شقيقته مرتدية ملابسها كاملة، ووجود آثار خنق بالرقبة. حزن وفراق وسجن تحريات المقدم مصطفى كمال رئيس مباحث الجيزة، دلت أن مشادة كلامية وقعت بين المجني عليها وشقيقها بسبب معايرتها له برسوبه دفعته إلى خنقها ب"تيشرت"حتى سقطت جثة هامدة على الأرض، ليتم اصطحابه للنيابة. كاد الأب -بعد وصوله- يسقط مغشيا عليه، سيارات الشرطة تضج بالمكان والصراخ والنحيب هو الحال في شقته بينما اكتسى الشارع بالحزن والدموع بعدما تفرقت وصال الأسرة وانفرط عقد حباتها إذ ماتت الابنة بينما الابن الوحيد خلف القضبان بعدما أمرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيقات بعد أن مثل جريمته في حق شقيقته التي لم تدر أن جملة "يا فاشل" ستكتب نهايتها على يد شقيقها التي اعتادت معايرته.