بعد زيادة عدد المتابعين للسوشيال ميديا وإطلاعهم على ما يحدث بالدوريات الأوروبية أصبح لديهم القدرة على إدراك المدرب الجيد من الفارغ الذي لا يمتلك جديدا يقدمه لناديهم من المؤكد أن واحدة من أهم فوائد التطور التكنولوجى فى وسائل التواصل الاجتماعى والإنترنت فى السنوات الأخيرة، هى زيادة الوعى لدى المتابعين وتطور قدرتهم على المتابعة وتحليل الأمور بشكل أكبر مما كانوا عليه قديمًا، ويكفى أن أى متابع بإمكانه من خلال الإنترنت الوصول إلى أى معلومة بسهولة، والبحث عن تفاصيل دقيقة تحقق له هدفه. فالوعى الذى زاد لدى المتابعين يحمل الكثير من العناصر التى تجيب عن السؤال الذى يشغل بال قطاع عريض من جماهير النادى الأهلى حول لماذا انفجر بركان الغضب الشديد بعد إعلان التعاقد مع السويسرى رينيه فايلر المدير الفنى الجديد؟ تفوق زملكاوى ما زاد من الصدمة لدى الجماهير الأهلاوية أنهم كانت لديهم ثقة مختلفة هذه المرة ليس فى محمود الخطيب رئيس النادي، الذى خذلهم فى أكثر من مرة فى اختياراته السابقة للمدربين، ولكن لوجود الدكتور طه إسماعيل الخبير الكروى فى لجنة تخطيط الكرة، وتوسموا خيرًا فى قدرته على وضع النادى على الطريق الصحيح تفوق زملكاوى ما زاد من الصدمة لدى الجماهير الأهلاوية أنهم كانت لديهم ثقة مختلفة هذه المرة ليس فى محمود الخطيب رئيس النادي، الذى خذلهم فى أكثر من مرة فى اختياراته السابقة للمدربين، ولكن لوجود الدكتور طه إسماعيل الخبير الكروى فى لجنة تخطيط الكرة، وتوسموا خيرًا فى قدرته على وضع النادى على الطريق الصحيح بما يمتلكه من خبرات، فى العمل التدريبى والأكاديمى، وعمله ب«الفيفا»، لكن ما حدث كان مخالفًا لكل التوقعات، فى وقت فعلها فيه أمير مرتضى منصور المشرف على الكرة فى الزمالك، رغم أنه لا يمتلك خبرات ولم يلعب الكرة بشكل احترافى، ومع ذلك تعاقد مع مدربين مميزين مثل باتشيكو وفيريرا وجروس وأخيرًا ميتشو، ومن هنا كان وقع الصدمة عنيفًا. ما الهدف؟ لم يستوعب مسؤولو الكرة فى الأهلى الدرس جيدًا من الأخطاء السابقة التى وقعوا فيها بملف الكرة، وعندما قرروا البحث عن المدرب الجديد استخدموا طريقة وأسلوبا عفا عليه الزمن، بدأ بإجراء اتصالات مع عدد من وكلاء اللاعبين ومطالبتهم بترشيح السير الذاتية للمدربين المتاحين للتعاقد معهم، والوضع فى الاعتبار سقف التعاقد مع المدير الفنى الجديد حتى لا يبتعد الوكلاء عن الهدف المنشود. وبالفعل بدأت لجنة التخطيط بحضور الخطيب بمناقشة السير الذاتية لما يقرب من 30 «cv»، بعدها تم تخفيض عدد المدربين المرشحين إلى 5 مرشحين ثم 3، وعلى مدار ما يقرب من أسبوعين تم تسريب بعض الأسماء -بلالين اختبار- لطمأنة الجماهير على ما يدور داخل الغرف المغلقة فى اجتماعات لجنة التخطيط. السؤال الذى يطرح نفسه: على أى أساس كان يتم ترشيح المدربين؟ وما المعايير التى تم اختيار المدير الفنى وفقًا لها؟ من الممكن أن يرد مسؤول أهلاوى على هذا السؤال قائلًا: «البحث كان يتم على أساس أن يكون مدربا يمتلك سيرة ذاتية جيدة، وسبق له العمل فى المنطقة العربية أو الإفريقية، حتى لا يتكرر الخطأ الذى وقع فيه النادى عندما تعاقد مع لاسارتى، الذى رحل بعدما ترك وصمة عار لن تنساها جماهير الأهلى بعد الخسارة بالخمسة أمام صن داونز فى دورى الأبطال». وإذا تم تطبيق أى من المعايير السابقة على رينيه فايلر ستجد أنه لا يمتلك سيرة جيدة لاعبًا أو مدربًا، وليس لديه أى خبرات للعمل فى المنطقة من الأساس، ومن ثم فإن هناك أسبابا أخرى وراء التعاقد معه يجب أن يجيب عنها الخطيب المشرف على الكرة أو لجنة التخطيط التى يتولى طه إسماعيل رئاستها، بعيدًا عن محاولة استنساخ جوزيه لأنها إجابة غير مقنعة أو مجدية. المعايير من المؤكد أن أى نادٍ فى العالم قبل التعاقد مع مدير فنى جديد يضع معايير يجب أن تتوافر فى المدرب قبل بدء رحلة البحث عنه، بعدها يتم وضع قائمة من الأسماء التى تتوافر فيها المعايير المتفق عليها، ويتم تصفيتهم حتى ينتهى الأمر بالتعاقد مع المدرب المنشود الذى سيحقق الآمال للجماهير العريضة. ربما يكون ماجد سامى مالك أندية وادى دجلة ضرب مثالًا يحتذى فى كيفية البحث عن مدير فنى جيد يحقق له أهدافه، وهو اليونانى تاكياس جونياس الذى تعرض لحملة انتقادات واسعة فى بداية الموسم الماضى بسبب إصراره على اللعب بطريقة لعب خاصة جدا، لا يلعبها أى فريق آخر فى الدورى المصرى، وبالفعل نجح فى تطوير لاعبى الفريق. البحث عن التطوير؟ لماذا تنادى بعض جماهير الأهلى مع كل أزمة كروية أو تغيير للجهاز الفنى باسم مانويل جوزيه المدير الفنى البرتغالى السابق؟ لسبب بسيط أنها تعتقد أنه الملاذ الوحيد فهو آخر مدير فنى أجرى تطويرا حقيقيا فى أداء الفريق، وساعدته الظروف وقتها فى الوصول بالأهلى لمنصات التتويج عشرات المرات لأنه كان يمتلك أفضل لاعبين فى مصر وإفريقيا ومن ثم حصد بطولات عديدة مع الأهلى فقط، بينما اختلفت نتائجه فى تجاربه السابقة أو التالية. عقب رحيل جوزيه لم يأت من بعده مدرب طور أداء لاعبى الأهلى بشكل حقيقى مثلما حدث مع جوزيه ومن قبله الألمانى ديتريتش فايتسا الذى أدخل فى مصر طريقة (3-5-2) لأول مرة، وربما يكون الاستثناء الوحيد هو الإسبانى جاريدو الذى غير طريقة لعب الأهلى إلى (4-2-3-1)، وهى الفترة التى قدم فيها الأهلى كرة ممتعة لم يقدمها من قبل، لكن الظروف لم تساعد المدرب لأكثر من سبب أهمها أن النادى كان يمر بمرحلة تغيير دم بعد اعتزال الجيل الذهبى أبرزهم أبو تريكة، وبركات ووائل جمعة، وكبر سن البعض الآخر مثل عماد متعب وعدم وجود عناصر مميزة بعد فشل التعاقدات التى أبرمها علاء عبد الصادق مدير قطاع الكرة وقتها ليرحل جاريدو بعد أزمة تصريحاته والخروج من البطولة الإفريقية وتراجع نتائج الفريق فى الدورى. ثم جاء البرتغالى جوزيه بيسيرو المدير الفنى صاحب الخبرات الكبيرة، نجح فى الانسجام مع الفريق سريعًا وطور فى طريقة لعب الفريق، لكنه لم يتحمل الضغوط التى استقبلته بها بعض الجماهير بتحريض من عضو مجلس إدارة حالى للهجوم على المدرب، وانتقاده لتطفيشه من أجل عودة جوزيه الذى تربطه به علاقة وطيدة، ليرحل بيسيرو عن الأهلى بعد تلقيه عرضًا مغريًا من بورتو البرتغالى. ومن بعده تم التعاقد مع الهولندى مارتن يول الذى يعد واحدا من أهم المدربين، صحيح أنه جاء فى نهاية مسيرته التدريبية إلا أنه كان لديه مشروع عملاق لنقل الأهلى على كل المستويات، وما لا يعرفه الكثيرون أن تغيير غرف الملابس والتعاقد على أجهزة الجيمانيزم والاستشفاء الخاصة بفريق الكرة، كان مقترحه، حيث تم نقل غرف الملابس للمدرجات الجديدة التى تم تطويرها فى عهد المجلس السابق برئاسة محمود طاهر، وقام المجلس الحالى بافتتاح غرف الملابس بعد تسلم الأجهزة التى تم تأجيل التعاقد معها وقتها، وكالعادة رحل مارتن يول بعد واقعة اقتحام الألتراس مران الفريق فى مدينة نصر وتلقيه رسائل تهديد بالقتل إذا لم يترك الفريق. بعد رحيل مارتن يول لم يتعاقد الأهلى مع مدرب أجنبى يمتلك أى جديد يقدمه للنادى، وهو ما وضح جليا مع كارتيرون ثم لاسارتى.. إذن ما الجديد الذى سيقدمه فايلر؟ وهل الكرة السويسرية لها تجارب جادة تم خلالها تطوير الكرة فى أى تجربة، مرات قليلة تتعلق بالفوز ببعض البطولات، مثلما حدث مع كريستيان جروس عندما درب الزمالك أو أهلى جدة السعودى، والآن جيجر مع وفاق سطيف الجزائرى، ولوسيان فافر مدرب بروسيا دورتموند الألمانى ومراد ياكين مدرب بازل السابق، وهذه المجموعة هى الأشهر من المدربين. أحلام وردية بعد زيادة عدد المتابعين للسوشيال ميديا، وزيادة قدرتهم على التحليل وإطلاعهم على ما يحدث فى الدوريات الأوروبية وأمريكا اللاتينية، أصبح لديهم القدرة على إدراك المدرب الجيد من المدرب الفارغ، الذى لا يمتلك جديدا يقدمه للنادى، صحيح أن «السوشيال ميديا» تسببت فى فترات سابقة فى تطفيش مدربين كان لديهم مشروع حقيقى سيقدمونه للأهلى، لكنهم وقتها وقعوا ضحية عمليات غسيل مخ، ولجان إنقاذ وهمية، وفى النهاية وصل حال النادى الأهلى لما هو عليه الآن. يبقى أن الخطيب منذ توليه المسؤولية يصر على رفع سقف طموحات الجماهير بتسريب أسماء مدربين كبار مثل سباليتى وماميتش وروجر شميث وغيرهم، ممن لن تستطيع ميزانية النادى تحمل رواتبهم الضخمة المعروفة للجميع إلا إدارة الكرة بالأهلى، ومن ثم حدثت الصدمة بعدما استيقظت الجماهير من أحلامها الوردية على كابوس ثقيل الظل من عينة لاسارتى وكارتيرون.