هناك مشروعان في مياه الخليج، هما المشروع الأمريكي والمشروع الأوروبي، ويبدو أن دول أوروبا تميل لتكوين قوة أوروبية لا تخضع للقيادة الأمريكية في مياه الخليج. بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية في الآونة الأخيرة السعي لتشكيل تحالف لحماية الملاحة في مياه الخليج بعد التهديدات التى قامت بها إيران، وتبلورت خطة جديدة على الأجندة الأمريكية، ستوفر بموجبها سفن قيادة للتحالف العسكري من أجل حماية المياه الاستراتيجية في الخليج، خاصة قبالة سواحل إيران واليمن، وضمان حرية وحماية الملاحة البحرية. وبدأت الأزمة في مياه الخليج منذ مايو والمستمرة حتى الآن، عقب وقوع سلسلة من الهجمات وأعمال تخريب بسفن تجارية بالقرب من مضيق هرمز، حيث يمر ثلث النفط المنقول بحريا في العالم، ومنذ البداية وجهت واشنطن أصابع الاتهام إلى إيران. خاصة وأن هذه الهجمات جاءت بعد فترة وجيزة من فرض العقوبات الأمريكية على صادرات طهران النفطية، ولكن طهران دائما ما تنفي تورطها في الهجمات. وبعد أن احتجزت إيران ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني، أطلقت بريطانيا خطة لتشكيل مهمة بحرية بقيادة أوروبية لضمان أمن الملاحة عبر مضيق هرمز، وأيدت كل من فرنسا وإيطاليا خاصة وأن هذه الهجمات جاءت بعد فترة وجيزة من فرض العقوبات الأمريكية على صادرات طهران النفطية، ولكن طهران دائما ما تنفي تورطها في الهجمات. وبعد أن احتجزت إيران ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني، أطلقت بريطانيا خطة لتشكيل مهمة بحرية بقيادة أوروبية لضمان أمن الملاحة عبر مضيق هرمز، وأيدت كل من فرنسا وإيطاليا والدنمارك تلك الخطة من حيث المبدأ. كما أعلنت بريطانيا في الخامس من أغسطس الجاري المشاركة في "قوة الأمن البحرية الدولية" في مضيق هرمز إلى جانب الولاياتالمتحدة، لتكون بذلك الدولة الأولى، والوحيدة حتى الآن، التي توافق على الانضمام إلى "التحالف الدولي" الذي ترغب واشنطن في تشكيله لحماية ومرافقة السفن التجارية في هذه المنطقة الإستراتيجية في الخليج، وسط تصاعد التوتر مع إيران. ومن هنا أصبح هناك مشروعان في مياه الخليج، وليس مشروعًا واحدًا، هما المشروع الأمريكي والمشروع الأوروبي، ويبدو أن دول أوروبا تميل لتكوين قوة أوروبية لا تخضع للقيادة الأمريكية في مياه الخليج، ويعود السبب إلى خلفية الموقف الأوروبي من إيران، والخلافات بين ضفتي الأطلسي. فالدول الأوروبية التي ما زالت مستمرة في الاتفاق النووي الإيراني، تخشى أن تجر الولاياتالمتحدة دول أوروبا، إلى أي تصعيد محتمل في مياه الخليج ومضيق هرمز. ورغم أن واشنطن لم تتمكن حتى الآن من إنشاء تحالف دولي لمرافقة السفن التجارية في مياه الخليج بهدف حمايتها من التعرض لهجمات، بدأ القلق الإيراني يتصاعد من تلك الخطوة التي لم تكتمل حتى الآن، وبدأت طهران في إطلاق تحذيرات في كل الاتجاهات. فقد ناقشت لجنة برلمانية تنتمي للتيار المستقل في إيران، الأحد، في جلسة خاصة مع نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية عباس عراقجي، سياسات وزارته في مواجهة التحديات التي تفرضها الولاياتالمتحدة، حسب ما ذكرت وكالة أنباء الطلبة "إيسنا" شبه الرسمية. مهرداد لاهوتي المتحدث باسم التيار المستقل بالبرلمان قال "خلال الجلسة حدد نائب وزير الخارجية إجراءات وزارته لمنع تشكيل تحالف مركزه الولاياتالمتحدة ضد إيران". ونقل لاهوتي عن عراقجي تأكيده أن "وزارة الخارجية الإيرانية تبذل كل جهد ممكن لإحباط مؤامرات الولاياتالمتحدة في المنطقة، منها تشكيل تحالف بذريعة تأمين الملاحقة ومرافقة السفن في الخليج". أما عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، قاسم جاسمي، فقال إن بلاده تحذر السعودية والإمارات من الدخول في التحالف الذي تعتزم الولاياتالمتحدة تشكيله لحماية الملاحة البحرية في مضيق هرمز والخليج وبحر عمان، من الاستفزازات الإيرانية. كما هدد قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني، العميد علي رضا تنغسيري الدول المطلة على الضفة الخليجية من الخليج بأنها "ستموت من العطش إذا وقعت حادثة في المنطقة". وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قد زعم أن إسرائيل ستشارك في مهمة بحرية بقيادة الولاياتالمتحدة لتوفير أمن الملاحة في مضيق هرمز. إلا أنه سرعان ما ردت وزارة الخارجية الإيرانية على ذلك حيث أكدت أن مشاركة إسرائيل في أي تحالف بحري في الخليج هو تهديد لإيران التي تحتفظ بحق الرد ضمن سياساتها الدفاعية، وفقا ل"روسيا اليوم". ويبقى الجدل قائما حول إيجاد قوة بحرية في مياه الخليج، لحماية السفن وناقلات النفط في مضيق هرمز، وسط انقسام أوروبي أمريكي حول مشروع القوة البحرية، وتكهنات حول ماهية هذه القوة، وإن كانت لأغراض دفاعية أم هجومية، ويبقى التساؤل هل ستكون هناك قوة بحرية واحدة مشتركة تحت قيادة أمريكية، على غرار التحالف الدولي؟