كاتبة صحفية ضاع من جحا دينار في طريق مظلم فذهب يبحث عنه في طريق آخر مضيء ولم يخجل من الاعتراف بأنه يبحث في المكان الخطأ فقط لأنه مضيء. ضاع من جحا دينار في طريق مظلم فذهب يبحث عنه في طريق آخر مضيء ولم يخجل من الاعتراف بأنه يبحث في المكان الخطأ فقط لأنه مضيء. هذا ما فعلته الخطوط البريطانية عندما قررت فجأة تعليق رحلاتها مع القاهره لمدة أسبوع دون أي تواصل مع الجانب المصري سواء سلطات الطيران المصرية أو سلطات مطار القاهرة، الفارق الوحيد أن جحا اعترف بأنه يبحث في المكان الخطأ وأقر أن السبب أنه لا يستطيع البحث في الطريق المظلم، أما الشركة البريطانية وحكومتها من هذا ما فعلته الخطوط البريطانية عندما قررت فجأة تعليق رحلاتها مع القاهره لمدة أسبوع دون أي تواصل مع الجانب المصري سواء سلطات الطيران المصرية أو سلطات مطار القاهرة، الفارق الوحيد أن جحا اعترف بأنه يبحث في المكان الخطأ وأقر أن السبب أنه لا يستطيع البحث في الطريق المظلم، أما الشركة البريطانية وحكومتها من ورائها فلجأت للمناورة والتلاعب مستخدمة كلمات وعبارات مفتوحة تحمل الكثير من الإيحاءات السلبية وتضرب في مقتل عصب صناعة الطيران المدني ألا وهو السلامة والأمن. الشركة البريطانية ومطار هيثرو قبل أيّام من القرار الملون ضاع منهما دينار جحا في فضيحة كبرى بكل المقاييس فلم تعلق الرحلات ساعة واحدة بل فتح تحقيق لم تعرف حتى الآن نتيجته. واكتفت سلطات المطار ومسئولو شركة الخطوط البريطانية بعبارات منمقة عن التعاون من أجل أمن المطار وسلامة الركاب. الحكاية مباشرة وأرجو أن تدققوا معي الوقائع كما كشفها الإعلام الإنجليزي أن مراهقا عمره 12 عاما استطاع الأسبوع الماضي الوصول إلى داخل إحدى رحلات شركة بريتيش إيرويز المتجهة من لندن إلى لوس أنجلوس دون أن يكون معه أي أوراق رسمية جواز سفر ولا تذكرة طيران أو كارت صعود للطائرة! فقط عندما بدأ في التنقل من مقعد لآخر طلب منه طاقم الضيافة التذكرة لإرشاده لمكانه فاكتشفوا الكارثة، وتم إنزال كل ركاب الطائرة وحقائبهم بالكامل لإعادة الفحص والتحقق من أوراقهم. تخيلوا أن ذلك حدث في مطار هيثرو أكبر مطار في إنجلترا وواحد من أكبر مطارات العالم. المراهق الصغير تخطى كل إجراءات الأمن في مطار هيثرو وتخطى كل إجراءات التدقيق من موظفي شركة الطيران ليس بورق هوية مزور، بل بدون أية أوراق.. فهل نتحدث عن الأمن في هذا المطار وهل نتحدث عن التدقيق والفحص على رحلات هذه الشركة؟ ماذا يكون مستوى الأمن والتفتيش في واقعه مثل هذه وهل تأمن شركات الطيران الأخرى التي تشغل رحلاتها من وإلى مطار هيثرو هل تأمن إجراءات تأمين ركابها في مطار هيثرو؟ هل يأمن ركاب البرتيش إيرويز دقة الفحوصات التي تجريها الشركة على ركاب رحلاتها؟ انظروا معي ماذا قالت الشركة وماذا قال مطار هيثرو، الشركة البريطانية التي أساءت للمطارات المصرية بتعليق رحلاتها للقاهرة بعبارات غامضة مفتوحة قالت إن الطفل المراهق ربما أراد التحدي ليثبت لأي مدى سيصل داخل المطار، وربما وصل مع أسرته كراكب ترانزيت لأنه هولندي وليس إنجليزيا، وأكدت أن الأمن أولوية للشركة. أما مطار هيثرو فقدم اعتذارا آخر عن اضطراره لإعادة فحص كل ركاب الطائرة وتأخرهم أربع ساعات كاملة وعزف أيضا مقطوعة الأمن مؤكدا أنه سيظل يعمل مع شركائه من شركات الطيران للحفاظ على مستوى الأمن كأولوية قصوى. لم تعلق شركة الطيران البريطانية رحلاتها عبر مطار هيثرو بعد هذه الكارثة الأمنية في إجراءات تأمين الركاب لكنها بعد أيّام معدودة علقت رحلاتها مع القاهرة بالتزامن مع تفتيش أمني أجرته هيئة الطيران البريطانية بمطار القاهرة قبل القرار بيومين. الغريب لحد القرف أن يؤكد السفير البريطاني بالقاهرة خلال لقائه بوزير الطيران المدني الفريق يونس المصري يؤكد أن لا علاقة للقرار بالتدابير الأمنية في المطارات المصرية ولا يقدم أي تفسير أو علاقة للقرار بأي شيء آخر ولا ينكر معرفة الحكومة البريطانية بالقرار بل يعتذر فقط عن عدم إبلاغ السلطات المصرية به. وحتى وكيل الشركة الذي نفى أن يكون هناك أية ملحوظات للجنة التي زارت القاهرة قبل أيّام على الإجراءات الأمنية المتبعة في المطارات المصريه لم يقدم الوكيل أي تفسير لدوافع القرار الغامض اذا شئنا ان نسميه كذلك. المؤكد أن الإدارة البريطانية وأذرعها وعبر شركة الخطوط البريطانية لا تنفك توجه الرسائل السلبية للإدارة المصرية وللشعب المصري للتشكيك في سلامة مرافق الدولة الحيوية لصالح ملفات محدده تقف فيها الإدارة البريطانية موقفا غير صديق، ربما كان هز الاقتصاد المصري وتوجيه ضربات معنوية مؤثرة لأنشطته الرئيسية وبينها النقل الجوي ربما كان يتصدر اهتمام الإدارة البريطانية التي تتحدث فقط عن التعاون المثمر مع مصر لكن أفعالها لا تحمل تعاونا بل عداء متواصل. تارة تتذرع بحادث الطائرة الروسية لتسارع بإعلان نتائج للتحقيق وهي ليست طرفا فيه وقبل أن يتحدث المحقق المصري وتوقف رحلاتها إلى المدن السياحية لأجل غير مسمى. وتارة تتلبس دور جحا وتتجاهل الفضيحة في مطار هيثرو وتوجه التشكيك للقاهرة ومطاراتها ولا تقول لنا ماذا فعلت مع أمن مطار هيثرو وأمن موظفيها؟؟