وجبة بطيخ «ملوثة» أودت بحياة طفلين وتسببت في إصابة شقيقهما ووالدتهم بحالات تسمم.. النيابة العامة تتحفظ على الجثتين.. وعينات القيء والتشريح يُحددان أسباب الوفاة يأتي الصيف حاملًا معه أسبابا إضافية لحالات وفاة قد يكون من بين ضحاياها أطفال في عمر الزهور، وهو ما حدث في قرية «سنهوا» التابعة لدائرة مركز شرطة منيا القمح، بجنوب محافظة الشرقية؛ إذ دفع طفلان، أكبرهما بالكاد أتم ربيعه الخامس، والصغير عمره ثلاث سنوات، حياتهما ثمنًا لإهمال أدى إلى تناولهما وجبة «بطيخ» ملوثة، تسببت في نهايتهما وإصابة شقيقهما ووالدته بحالات قيء وارتفاع في درجات الحرارة وتسمم غذائي انتهى باحتجازهما في المستشفى لمحاولة إسعفاهما وإنقاذهما من مصير الصغيرين اللذين فارقا الحياة. مع الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي، وبينما تعلو الشمس كبد السماء في قرية «سنهوا» التابعة لمركز شرطة منيا القمح، كانت الأم «شيرين» تستعد لإعداد وجبة غداء لأطفالها الثلاثة، بعدما رسم القدر حياتهم في غياب الأب، والذي رحل قبل عدة أشهر للعمل في دولة إيطاليا بحثا عن رزق أطفاله. أعدت مع الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي، وبينما تعلو الشمس كبد السماء في قرية «سنهوا» التابعة لمركز شرطة منيا القمح، كانت الأم «شيرين» تستعد لإعداد وجبة غداء لأطفالها الثلاثة، بعدما رسم القدر حياتهم في غياب الأب، والذي رحل قبل عدة أشهر للعمل في دولة إيطاليا بحثا عن رزق أطفاله. أعدت الأم «بطيخة» اشترتها من أحد أسواق القرية، كعادة أي بيت يستعين بالوجبة التي باتت شبه لازمة للهرب من حرارة الصيف «جبنة وبطيخ»، لكن الأم تركت البطيخ وذهبت لجلب شيء ما، دون أن تنتبه إلى أن بجوار الطعام مُبيدا حشريا جلبته قبل فترة لإبادة الصراصير وحشرات المنزل، قبل أن تعود وتدعو أطفالها الثلاثة لمشاركتها الغداء. لكن ما هي إلا ساعات قليلة حتى بدأ الجميع نوبات قيء وإسهال وارتفاع في درجات الحرارة، كان النصيب الأكبر منها للطفلين الصغيرين بين أفراد العائلة، بينما كانت الأم بالكاد تسند نفسها، واعتقدت أن «ضربة شمس» أو نوبة «سخونية» ألمت بطفليها، فما كان منها إلا أن استعانت بأحد الأدوية «البدائية» من تلك التي اعتادت أن تُعطيها لأطفالها لخفض الحرارة. جرعات متفاوتة وألم متكرر على مدار يومين انتهت فجر اليوم بوصول حالة الصغيرين إلى ذروتها مع المرض، بينما كان شقيقهما الأكبر بالكاد يتحدث بصعوبة وهو هو الآخر يشكو من نفس الأعراض، ومعها ذهبت الأم بأطفالها الثلاثة إلى مستشفى «منيا القمح» المركزي، لكن الوصول كان متأخرًا؛ إذ فارق الصغيران الحياة. وأشارت المعاينة الأولية إلى إصابتهما بتسمم غذائي أودى بحياتهما، وجرى تشخيص حالة الأم وطفلها الثالث، ليتبين أن الجميع ضحية لوجبة البطيخ «الملوثة». البداية كانت بتلقي اللواء جرير مصطفى، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، يفيد ورود من مستشفى «منيا القمح» المركزي، بوصول كل من: «ياسين.أ.م» 5 سنوات، وشقيقه «محمد» 3 سنوات، جثتين هامدتين، وشقيقهما «عمر» 8 سنوات، ووالدتهم «شيرين.ل.ز» 40 عامًا، مصابين بحالة تسمم غذائي؛ إثر تناولهم وجبة بطيخ «فاسد»، وذلك داخل منزل الأسرة بقرية «سنهوا» التابعة لدائرة مركز شرطة منيا القمح. جرى التحفظ على الجثتين تحت تصرف النيابة العامة بمشرحة المستشفى، بينما جرى تحويل الأم وطفلها الثالث إلى مستشفى «الزقازيق» الجامعي، لمحاولة إسعافهم وتقديم الإسعافات اللازمة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 5852 إداري منيا القمح لسنة 2019. وكشفت مصادر أمنية بمديرية أمن الشرقية، عن التحريات الأولية حول أسباب وفاة الطفلين، حيث تبين وجود مبيد حشري «بودرة صراصير» بجوار الآثار المتبقية من وعاء وجبة «البطيخ»، ربما كانت هي السبب الرئيسي في وفاة الصغيرين وإصابة الأم وطفلها الثالث. وانتقل فريق من نيابة منيا القمح العامة، برئاسة المستشار محمد المراكبي، وإشراف المستشار محمد القاضي، المحامي العام لنيابات جنوبالشرقية، لمباشرة التحقيقات، حيث جرى التحفظ على عينات قيء في منزل الأسرة، وكذا الآثار المتبقية من الوجبة، وإرسالها إلى معامل وزارة الصحة لفحصها، بينما جرى التحفظ كذلك على جثتي الصغيرين لتشريحهما لبيان أسباب الوفاة.