يخصب اليورانيوم المستخدم في المفاعلات النووية بنسبة 4%، لكن في القنابل النووية يجب تخصيبه لنحو 90%، وبموجب الاتفاق النووي يُسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67% في 8 مايو الماضي، منحت إيران الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي المعروف باسم "خطة العمل المشتركة الشاملة"، مهلة 60 يوما للوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق، والوصول إلى طريقة للالتفاف حول العقوبات الأمريكية. واليوم، بعد انتهاء المهلة، أعلنت إيران عن خطط لتخصيب اليورانيوم بما يتجاوز المستويات المسموح بها بموجب شروط الاتفاق النووي الذي وُقع عام 2015. ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن بهروز كمالوندي، المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، قوله: "نعلن رفع معدل تخصيب اليورانيوم لأكثر من 3.6% ولما يصل إلى 5%"، ولكن كيف يتم تخصيب اليورانيوم؟ تقول صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن خام اليورانيوم بعد خروجه من المنجم مباشرة، يحتوي على نحو 1% من أكسيد اليورانيوم، وهي المادة الأولية التي تحتاج إلى بعض المعالجة. ويتعرض خام اليورانيوم للعديد من المواد الكيميائية، والأحماض القوية، لاستخراج أكسيد اليورانيوم، وصناعة "الكعكة الصفراء" وهو مسحوق غير تقول صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن خام اليورانيوم بعد خروجه من المنجم مباشرة، يحتوي على نحو 1% من أكسيد اليورانيوم، وهي المادة الأولية التي تحتاج إلى بعض المعالجة. ويتعرض خام اليورانيوم للعديد من المواد الكيميائية، والأحماض القوية، لاستخراج أكسيد اليورانيوم، وصناعة "الكعكة الصفراء" وهو مسحوق غير قابل للذوبان في الماء ويحتوي على نحو 80% من أكسيد اليورانيوم. وقبل استخدام اليورانيوم في المفاعلات النووية أو القنابل الذرية، يجب تخصيبه، وذلك لأن اليورانيوم الطبيعي يحتوي على كمية قليلة جدا من "اليورانيوم 235"، وهو أحد أشكال اليورانيوم التي يمكن تقسيمها بسهولة لتوليد الطاقة في العملية المعروفة باسم "الانشطار". ويحتوي اليورانيوم الطبيعي على 0.7% فقط من "اليورانيوم 235"، والباقي يتكون من "اليورانيوم 238"، ولتخصيب اليورانيوم يتم تحويل "الكعكة الصفراء" أولا إلى غاز يسمى "سداسي فلوريد اليورانيوم"، ويتم ضخه في أجهزة الطرد المركزي التي تدور بسرعة حتى تطرد الغاز الأثقل وهو "اليورانيوم 238" إلى الخارج، في حين أن الغاز الأخف وزنا، وهو "اليورانيوم 235"، يبقى في الأجهزة. وتشهد منشآت تخصيب اليورانيوم ربط الآلاف من أجهزة الطرد المركزي بعضها ببعض، حيث يسهم كل جهاز منها في تخصيب اليورانيوم بنسبة معينة، وينقله إلى جهاز الطرد التالي، لإكمال عملية التخصيب. إيران تدق المسمار الأخير في نعش الاتفاق النووي
وتنتج هذه العملية نوعين من الغاز، هما اليورانيوم المخصب، الذي يستخدم في النهاية في صنع الوقود أو القنابل النووية، والبقايا المعروفة باسم "اليورانيوم المنضب". ويتم تخصيب اليورانيوم المستخدم في المفاعلات النووية بنسبة 4%، لكن بالنسبة للقنابل النووية فيجب تخصيبه إلى نحو 90%، وبموجب الاتفاق النووي، يُسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67%، لكنها تنوي الآن تجاوز هذا الحد لتصل إلى نسبة 5%. وتشير الصحيفة البريطانية إلى أنه لا يوجد أي حاجز فني يمنع الإيرانيين من تخصيب اليورانيوم بنسب عالية، مضيفة أن المراحل المبكرة من التخصيب هي التي تستهلك أكبر قدر من الطاقة، وبعد ذلك تصبح العملية أسهل. ويؤكد عدد من خبراء تخصيب اليورانيوم أن أكثر من نصف الجهد اللازم لتخصيب اليورانيوم بنسبة 90% يتم استهلاكه في المرحلة التي يتم فيها تخصيب اليورانيوم من نسبة 0.7% إلى 4%. وعندما تصل نسبة التخصيب إلى 20%، وهو ما يوصف بأنه عتبة "اليورانيوم عالي التخصيب"، وهو مستوى وصلت إليه إيران في الماضي، فيُعد أنه تم إنجاز نحو 90% من العمل نحو إنتاج اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة. وتصبح العملية أسهل لأنه يجب نقل مواد أقل عند المستويات الأعلى من التخصيب، حيث تحتاج منشآت تخصيب اليورانيوم إلى 5 آلاف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم بنسبة 4%، وفي المقابل يستخدم 1500 جهاز فقط للوصول إلى التخصيب بنسبة 20%، وبعدها ستكون مئات من أجهزة الطرد المركزي كافية للوصول إلى نسبة تخصيب 90% اللازمة لبناء قنبلة نووية. رسميا.. إيران تعلن رفع مستوى تخصيب اليورانيوم وتقول "الجارديان" إنه كلما زادت نسبة تخصيب اليورانيوم، قلت الكمية اللازمة لإنتاج قنبلة نووية، فعند تخصيب اليورانيوم 235 بنسبة 20%، تبلغ الكتلة الحرجة نحو 400 كجم، ولكن عند التخصيب بنسبة 90%، تنخفض الكتلة إلى نحو 28 كجم. ويعتمد إنتاج القنبلة على الكميات المستخدمة من اليورانيوم ونسب تخصيبه، وسيكون ذلك هو الحاجز الأكبر أمام إيران إذا أرادت أن تصبح قوة نووية.