أخيرا .. تم توقيع الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي الأوروبي.. بعد أكثر من عقد كامل.. بين شد وجذب، وتهديد ووعيد. بين الجانبين، وصل في بعض الأحيان، لحافة الهاوية، والتهديد بالحرب، ولكن تم الاتفاق في النهاية، مقابل رفع بعض العقوبات بداية من العام القادم. وتعهدت إيران بالتفتيش علي منشآتها النووية التي جعلت العالم كله يضع يده علي قلبه، ينتظر حرباً إيرانية - أمريكية قد تطال دولا بالمنطقة نحن منها لاناقة لنا ولا جمل.. من ضمن هذه المنشآت تلك التي تقع في مدينة قم المقدسة عند رجال الدين الشيعة، في إيران.. هي محطة قم لتخصيب اليورانيوم، وبصورة أدق ما تسمي بمنشأة، فوردو. التي تقع تحت الأرض. وبالقرب من قم المقدسة.. وقد بدأ العمل فيها علي تخصيب اليورانيوم، في يناير منذ 3 سنوات واعترفت بها إيران. بعد ظهورها في صور لأقمار تجسس صناعية رصدتها منذ سنوات قليلة، ومنذ 4 سنوات، أبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنها ستبدأ تخصيب اليورانيوم. من هذه المنشأة، وكوقود لمفاعل أبحاثها في العاصمة طهران. أما موقع بارشن العسكري.. فيقع في جنوبطهران ويستخدم كما يقول تقرير للجارديان البريطانية، في تطوير الصواريخ والمتفجرات والسلاح، وقد حذرت منه وكالة الطاقة الذرية، من أنه قد يستخدم في تصنيع سلاح ما، قد يساعد في برامج إيران النووية، وبالفعل وبعد مخاوف عديدة، سمحت إيران لعدد من المفتشين التابعين للوكالة بزيارته، الذين أكدوا أن الموقع لم يحتو علي أية مواد نووية، ورغم ذلك مازالت شكوك مفتشي الوكالة قائمة. من هذا الموقع، وبخاصة بعد رفض إيران زيارتهم له، أكثر من مرة. وأخذ العينات المطلوبة، للتأكد من عدم مساهمته في أنشطتها النووية شبه السرية. وهناك منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.. وتعمل منذ 8 سنوات وكلها تقع تحت الأرض، ولديها القدرة علي تشغيل نحو 50 ألف جهاز طرد مركزي. كما تنتج اليورانيوم منخفض التخصيب. مما يمكنها من إنتاج وقود لمحطات الطاقة النووية، وإنتاج سلاح نووي، في المستقبل القريب، في حالة مضاعفة الطاقة، والإنتاج. وفي مدينة أصفهان التاريخية. تقع محطة أصفهان لمعالجة اليورانيوم. وقد بدأ العمل فيها منذ أكثر من 9 سنوات، داخل منشأة للأبحاث النووية بالمدينة.. وداخل المحطة كما رصد مفتشو الطاقة الذرية يتم إنتاج الغازات والأكاسيد، والمعادن المطلوبة لعمليات التخصيب وتزويد المفاعلات النووية بالوقود، بالإضافة لمعادن تستخدم في بعض أنواع الوقود. وتساعد في تصنيع قنبلة ذرية صغيرة. وهذه المحطة سمحت لبعض مفتشي وكالة الطاقة الذرية، بزيارتها منذ نحو عامين. وبالقرب من ميناء بندر عباس الإيراني الذي يقع علي الخليج العربي. يقع منجم جاشين لليورانيوم.. وكان الهدف من استغلاله. أن يكون أهم مصادر خام اليورانيوم. لاستخدامه في المستقبل في أي برنامج نووي إيراني.. وبالفعل أنتج المنجم ولأول مرة، مايعرف بالكعكة الصفراء أو مركزات اليورانيوم. وهو لازم لتوفير الوقود للمفاعلات التي يتم تخصيصها، والتي تعمل بالطاقة الكهربائية، وبعد أخذ ورد. لأكثر من 9 أعوام تم السماح لبعض مفتشي وكالة الطاقة الذرية، بزيارته، ويعتقد الغرب وأمريكا، أن إيران لديها مخزون من الكعكة الصفراء مكنها من افتتاح منجمي يورانيوم آخرين. أحدهما في بلدة ساجند في وسط البلاد، والثاني في إركان. وتعد محطة بوشهر النووية. من أشهر معالم النووي الإيراني، منذ بدايات العام 1974 وبمساعدة ألمانية، ووقتها تم الاتفاق علي بناء مفاعلين نووين تجربيين هناك، ولكن إيران أجلته بعد قيام الثورة الإسلامية عام 1979 ولكنها عادت لنفس المشروع ولكن بمساعدة روسية في تسعينيات القرن الماضي، وتأخر مرة ثانية لخلافات مع مجلس الأمن لاحتمال أن يستخدم في تصنيع القنابل النووية. قبل أن يستأنف منذ 8 سنوات إلي أن عمل بكامل طاقته منذ عامين، ويعاني المفاعل من الشكوك. حول سلامته خاصة لأنه يقع بالقرب من صخور مهددة بالتصدع ووقوع زلازل. أما أشهر مفاعلات إيران. فهو مفاعل آراك لإنتاج الماء الثقيل، في بلدة آراك، ويمكنه في النهاية تصنيع قنبلة نووية. باستغلال الوقود المستنفد من مفاعل الماء الثقيل، الذي يحتوي علي البلوتونيوم، وقد زاره عدة مفتشين من وكالة الطاقة الذرية، عدة مرات قبل أن يمنعوا منذ فترة من ذلك، واكتفوا بمراقبته عن طريق الأقمار الصناعية، وقبل الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي الغربي الأخير، كانت الدعاوي دائما بتفكيكه، وبعدم تزويده بالوقود، ولكن يبدو أنه مازال مستمرا في العمل، رغم التحذيرات من ذلك.