قبل سنوات سافر «عبد الحكيم وهدان» وزوجته إلى إحدى الدول العربية، كانت الزوجة رفيقة دربه تسانده دوما، لم تفرقهما الغربة قبل أن تنتهي حياتهما مقتولين بسكين قبل سنوات سافر «عبد الحكيم وهدان» وزوجته إلى إحدى الدول العربية، كانت الزوجة رفيقة دربه تسانده دوما، لم تفرقهما الغربة وتفرق شملهما الأيام، بعد سنين ليست بالقليلة حزم الرجل حقائبه عائدا للقاهرة بعد رحلة من العمل والكفاح والشقاء، استقر الرجل في شقة قام بشرائها في شارع إسماعيل بك دائرة قسم الزيتون، منذ أن وطئت قدم الرجل وزوجته المكان، حتى حصد حب واحترام الجميع، يدخل قلوب الناس بدون استئذان، طيلة أربعين عاما عاشها الرجل مرت كأيام حتى صار كبير المنطقة وشيخها وحكيمها. تفاصيل يوم الرجل المسن الذي تخطى الثمانين من عمره بعامين روتينية متكررة، يخرج في السابعة صباحا حاملا طلبات منزله ويعود برفقة زوجته التي تمتلك نفس خصاله وتقاسمه محبة الناس. ولكن دوام الحال من المحال، اعتادت «مروة» أن تمر على والديها لتطمئن عليهما بعد انتهاء مواعيد عملها وبعدها تغادر إلى تفاصيل يوم الرجل المسن الذي تخطى الثمانين من عمره بعامين روتينية متكررة، يخرج في السابعة صباحا حاملا طلبات منزله ويعود برفقة زوجته التي تمتلك نفس خصاله وتقاسمه محبة الناس. ولكن دوام الحال من المحال، اعتادت «مروة» أن تمر على والديها لتطمئن عليهما بعد انتهاء مواعيد عملها وبعدها تغادر إلى بيتها لمراعاة زوجها وأولادها، إلا أن يوم الثلاثاء الماضي كان يحمل في طياته الكثير من المفاجآت غير السارة، ففي الثامنة صباحا اتصلت الابنة على والدها رد عليها وطمأنها على صحته هو ووالدتها، وفي الواحدة ظهرا عادوت الاتصال عدة مرات دون رد على نحو غامض، مما دفعها للذهاب إلى شقة والدها، وصلت وفتحت الباب بمفاتيحها لتقع عيناها على مشهد مرعب، وعقدت الصدمة لسانها، حيث وجدت جثة والدها في الصالة وعلى بعد خطوات جثة الأم وغارقين في بحر الدم، وترصع جسديهما الطعنات. صرخات الابنة العنيفة قطعت صمت الشارع الذي لا يعرف سوى الهدوء، تجمع الجيران وسكان العمارة، وتحول المكان لثكنة عسكرية يجوب رجال المباحث في الشارع لجمع تحرياتهم، التي دلت على أن الرجل وزوجته يتمتعان بسيرة طيبة وليس لديهما عداوات مع أحد، تكثف الأجهزة الأمنية من جهودها لكشف ملابسات الجريمة البشعة لضبط الجاني. «التحرير» كان في موقع الحادث واقترب من العمارة رقم 15 لكشف كواليس ما جرى يوم الثلاثاء الدامي على لسان شهود العيان وجيران المجني عليهم، حيث يخيم الحزن على الأهالي، وتسود كواليس حلم مرعب لا يستطيع الجيران أن يفيقوا منه. «أنا أعرفه من سنين راجل كويس جدا ومحترم كان بيشتغل في الكويت ورجع اشترى شقة هنا وعاش معانا في العمارة اللي كان بيشرف على كل حاجة فيها، كان متعاونا ومحبوبا لأبعد الحدود، إحنا في حالة ذهول من اللي حصل».. بهذه الكلمات بدأ الأستاذ «عمر» صديق المجني عليه ويسكن في الشقة المقابلة لشقة القتيل حديثه. وأضاف غاضبا: «كان بيقعد معايا يحكيلي عن ذكرياته في الكويت وإنه كان دايما يعمل ندوات هناك، ومثقف جدا عنده كتب كتير في بيته ومكتبة.. الحاج عبد الحكيم عنده بنتين من زوجة تقريبا توفيت، وبنته مروة من زوجته اللي توفيت كانت بتيجي دايما تطمن عليهم، ويوم التلات اتصلت بوالدها الصبح وحوالي الساعة واحدة اتصلت تاني ماحدش رد عليها قلقت عليهم، ولما وصلت هنا العمارة وفتحت الباب شافت المنظر وفضلت تصرخ خرجت أشوف فيه إيه لقيت الراجل مرمي على وشه في الأرض ومراته قريبة منه والدم حواليهم». واستطرد: «الجثث كان فيها عدد كبير من الطعنات، وواضح إن الجاني مش محترف وكان مذعور وهو بيموتهم، وحاجة غريبة جدا أنا ساكن قصاده وماسمعتش أي صوت، حتى جارتنا اللي في الشقة اللي جنبنا ماسمعتش حاجة، ابنته كانت بتصرخ في هيستيريا، وتقولي أنا فتحت الشقة لقيتهم مقتولين، اتصلت بالشرطة وحضرت في الحال ربنا ينتقم من اللي عمل كده». يصمت الجار قبل أن يسترجع ذاكرته: «سمعت إن فيه فلوس ودهب اتسرقوا، وناس تقول مافيش حاجة اتسرقت، ولسه مش عارفين بس ربنا هيظهر الحق، واللي عمل كده يتحاسب، هو طول عمره في حاله، كان ملاك من السما ومافيش أعداء له، وده اللي محيرنا، ماحدش كان متوقع اللي حصل ده أبدا». «محمد» أحد سكان العمارة وجار المجني عليهم قال: «الحاج عبد الحكيم كان ينزل كل يوم الصبح حوالي الساعة 7 هو ومراته يشتري طلبات البيت ويرجع، ماكنش بيروح مكان من غيرها ويطلع شقته في التالت ماحدش يسمع لهم صوت، وكل يوم جمعة يعمل اجتماع مع السكان قدام مدخل العمارة، يشوف لو فيه مشكلة يحلها، كان راجل طيب وفي حاله». واستطرد: «ابنته كانت متعودة تكلمهم وهي في الشغل تطمن عليهم، ويوم الواقعة فتحت الباب شافت المنظر البشع ده قدامها، فضلت تصرخ وتصوت طلعنا نجري نشوف اللي حصل وبعدها الشرطة حضرت على طول، سمعت إن الموبايلات بتاعتهم اتسرقت حتى السكين اللي الجاني نفذ جريمته بيها مش موجودة، نهايتهم غريبة جدا». وأضاف: «ابنته حالتها متدمرة من يوم اللي حصل وفي حالة ذهول، لما رحت العزا سلمت عليها ماكانتش دارية بنفسها، ربنا يكون في عونها واللي عمل كده منه لله». قاطعه «الحاج علي» أحد سكان العمارة: «إحنا في كارثة وحزن 40 سنة والراجل عايش معانا عمره صوته ما كان عالي على حد، وفي حاله، وطيب، حسبي الله ونعم الوكيل». تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي اللواء أشرف الجندي، مدير مباحث العاصمة، إخطارًا من العميد حسام عبد العزيز، رئيس مباحث قطاع شمال، يفيد بالعثور على جثتين لرجل وزوجته مقتولين داخل شقتهما. انتقل المقدم محمد أبو الوفا، رئيس مباحث قسم شرطة الزيتون، ومعاونه الرائد أحمد صبرى، وتم العثور على الجثتين، وبهما طعنات متفرقة. تم التحفظ على كاميرات المراقبة القريبة من العقار، وناقش فريق المباحث شهود العيان، فيما تكثف الأجهزة الأمنية من جهودها للوقوف على ملابسات الحادث، لمعرفة سبب الوفاة. تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التحقيق التي كلفت فريقا للتحقيق في الواقعة البشعة.