منذ عام 2012 على الأقل، وضعت الولاياتالمتحدة خططا للسيطرة على أنظمة التحكم في الشبكة الكهربائية الروسية، وفقا لمسؤولين حاليين وسابقين في الإدارة الأمريكية على مدار التاريخ لم تدخل الولاياتالمتحدةوروسيا في صراع مباشر، واكتفت كل منهما بحروب الوكالة والحرب الباردة، والآن نقلت واشنطن وموسكو الحرب إلى الفضاء الإلكتروني، إذ قال مسؤولون حكوميون أمريكيون حاليون وسابقون إن بلادهم تكثف عمليات التوغل الرقمي في شبكة الطاقة الكهربائية الروسية، في تحذير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واستعراضا لقدرات الإدارة الأمريكية على استخدام الأدوات الإلكترونية بصورة أكثر عدوانية. وأضافوا أن هذه الخطط السرية تأتي بالتوازي مع العمليات التي استهدفت وحدات التضليل والتسلل الروسية خلال انتخابات التجديد النصفى للكونجرس 2018. وقال المدافعون عن هذه الإستراتيجية الأكثر عدوانية إنها تأخرت كثيرا، بعد سنوات من التحذيرات العلنية بأن روسيا استخدمت برمجيات ضارة قد تخرب محطات الطاقة الأمريكية أو خطوط أنابيب النفط والغاز أو إمدادات المياه في أي صراع مستقبلي مع الولاياتالمتحدة. إلا أن بعضهم أكد أنها تنطوي أيضا على مخاطر كبيرة لتصعيد وقال المدافعون عن هذه الإستراتيجية الأكثر عدوانية إنها تأخرت كثيرا، بعد سنوات من التحذيرات العلنية بأن روسيا استخدمت برمجيات ضارة قد تخرب محطات الطاقة الأمريكية أو خطوط أنابيب النفط والغاز أو إمدادات المياه في أي صراع مستقبلي مع الولاياتالمتحدة. إلا أن بعضهم أكد أنها تنطوي أيضا على مخاطر كبيرة لتصعيد الحرب الرقمية الباردة بين واشنطن وموسكو. وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن الإدارة الأمريكية رفضت كشف تفاصيل هذه الإجراءات التي اتخذتها في ظل السلطات الجديدة، التي منحها البيت الأبيض والكونجرس لقيادة الحرب الإلكترونية الأمريكية العام الماضي، والتي تعد ذراع البنتاجون التي تدير العمليات العسكرية الهجومية والدفاعية على الإنترنت. وكانت شبكات الطاقة ساحة معركة إلكترونية بين روسياوأمريكا لسنوات، إذ يقول المسؤولون الأمريكيون الحاليون والسابقون إن الولاياتالمتحدة وضعت برمجيات مراقبة في أنظمة التحكم في الشبكة الكهربائية الروسية منذ 2012 على الأقل. ولكن الآن تحولت الإستراتيجية الأمريكية أكثر نحو الهجوم، بعد وضع البرمجيات الخبيثة التي يمكن أن تشل النظام الروسي بعمق وبعدوان لم يسبق له مثيل من قبل، بغرض التحذير، والاستعداد لهجمات إلكترونية في حالة نشوب صراع كبير بين واشنطن وموسكو. وكان قائد قيادة الحرب الإلكترونية الأمريكية الجنرال بول ناكاسوني، قد أكد أن البلاد في حاجة إلى "تطوير خطوط الدفاع" بعمق في شبكات الخصوم لإثبات أن الولاياتالمتحدة سترد على الهجمات التي تستهدفها على الإنترنت. وقال أحد كبار مسؤولي الاستخبارات، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "لقد أصبحنا أكثر عدوانية كثيرا خلال العام الماضي"، وأضاف: "نحن نقوم بأشياء لم نفكر فيها قبل بضع سنوات". وتطرح الصحيفة الأمريكية سؤالا قالت إنه من المستحيل معرفة إجابته دون الوصول إلى التفاصيل السرية للعملية، وهو "ما مدى عمق تسلل أمريكا في الشبكة الروسية؟" وعند الإجابة عن هذا السؤال سيكون من الممكن معرفة ما إذا كان من الممكن إغراق روسيا في الظلام أو شل جيشها، وهو سؤال قد لا تكون له إجابة حتى يتم تفعيل هذه البرمجيات. دولة جديدة في الجنوب.. كيف تحاول روسيا تفكيك أمريكا؟ وقال اثنان من مسؤولي الإدارة إنهما يعتقدان أنه لم يتم إطلاع ترامب على أي تفاصيل حول خطوات زرع البرمجيات الخبيثة داخل الشبكة الروسية. ويرجع ذلك إلى قلق المسؤولين من رد فعل ترامب، واحتمال أن يرفضها، أو يناقشها مع مسؤولين أجانب، كما فعل في عام 2017 عندما ذكر تفاصيل سرية حول سوريا مع وزير الخارجية الروسي. وحتى الآن، لا يوجد دليل على أن الولاياتالمتحدة قد قطعت الكهرباء فعليا عن روسيا، ضمن ما يعرف باسم جهود "إثبات الوجود" داخل الشبكات الروسية، وهو ما لم يقم به الروس أيضا داخل الشبكات الأمريكية، لكن وضع برمجيات ضارة داخل كلا النظامين يحيي مسألة ما إذا كانت شبكات الطاقة أو البنى التحتية الأخرى التي تعمل على تشغيل المنازل والمصانع والمستشفيات، تشكل هدفا مشروعا للهجوم عبر الإنترنت. الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن مثل هذه الخطط كانت قد ظهرت بالفعل، ففي وقت سابق، أفاد الجنرال ناكاسوني أن الولاياتالمتحدة صممت عملية تسمى "نيترو زيوس" لقطع الكهرباء عن إيران إذا دخلت مع الولاياتالمتحدة في حرب مباشرة. وكانت الهجمات الروسية على البنية التحتية الأمريكية هي بداية المعركة الإلكترونية بين القوتين العظميين لأكثر من عقد من الزمان، إذ دفع اختراق روسيا لشبكات الاتصالات السرية في البنتاجون عام 2008 إلى إنشاء ما أصبح الآن قيادة الحرب الإلكترونية الأمريكية، وفي عهد الرئيس السابق باراك أوباما، تسارعت الهجمات، لكنه تردد في الرد على هذا العدوان، خوفا من أن تكون البنية التحتية للولايات المتحدة أضعف من نظيرتها الروسية. الاتحاد الأوروبي: روسيا متورطة بالتدخل في الانتخابات في نهاية فترة ولاية أوباما الأولى، تم اكتشاف مجموعة اختراق روسية معروفة باسم "الدب النشيط" أو "اليعسوب"، إلا أن الإدارة الأمريكية اعتقدت أن هذه المجموعة ستكتفي بالمراقبة لكن هذا لم يكن صحيحا، ففي 2014، قامت هذه المجموعة بتعطيل تحديثات البرامج التي وصلت إلى مئات الأجهزة التي يمكنها الوصول إلى أنظمة الطاقة. وفي 2015، قطعت وحدة استخبارات روسية الكهرباء عن مئات الآلاف من الأشخاص في غرب أوكرانيا، وتم إرسال فريق من الخبراء الأمريكيين لفحص الأضرار، وخلص إلى أن واحدة من نفس وحدات الاستخبارات الروسية التي شاركت في عملية أوكرانيا قد قطعت شوطا كبيرا في قرصنة شبكة الطاقة الأمريكية. وفي أواخر العام نفسه، بدأت وحدة اختراق روسية أخرى في استهداف البنية التحتية الأمريكية الحيوية، بما في ذلك شبكة الكهرباء ومحطات الطاقة النووية، وبحلول عام 2016، تمكن المتسللون من الوصول لأنظمة الطاقة في هذه المحطات. في المقابل طلب أوباما القيام بعمليات مماثلة داخل شبكة الطاقة الروسية، والتي لم يكشف عن تفاصيلها حتى الآن، وليس من الواضح ما إذا كان قد تم إنجاز الكثير من عدمه. وتقول "نيويورك تايمز" إنه بعد تنصيب ترامب، استمر المتسللون الروس في تصعيد الهجمات، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي إلى مواجهة الهجمات الروسية بشكل علني، ففي أوائل 2018، اتهمت روسيا بالوقوف وراء "الهجوم الإلكتروني الأكثر تدميرا في تاريخ البشرية"، الذي أصاب معظم أوكرانيا وأثر فى شركات أمريكية بما في ذلك "ميرك" و"فيدكس". عندما تولى الجنرال ناكاسوني رئاسة قيادة الحرب الإلكترونية الأمريكية قبل عام، كان فريقه يقيم عمليات القرصنة الروسية على أهداف من بينها شركة "وولف كريك"، التي تدير محطة للطاقة النووية في أمريكا، فضلا عن محاولات لم يتم الإبلاغ عنها سابقا للتسلل إلى محطة "كوبر" النووية بمقاطعة نبراسكا، حيث تمكن المتسللون من الوصول لشبكات الاتصالات، لكن لم يسيطروا على أنظمة التحكم. يُبرئ ترامب.. ماذا كشف تحقيق روبرت مولر؟ في أغسطس الماضي، استخدم ناكاسوني السلطة الجديدة الممنوحة لقيادته لتعقب وكالة أبحاث الإنترنت الروسية، التي شاركت في القرصنة على انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016. وقال بعض المسؤولين إنه مع اقتراب موعد انتخابات عام 2020، نظرت قيادة الحرب الإلكترونية في احتمال أن تحاول روسيا قطع التيار الكهربائي في الولايات الرئيسية.