عام ونصف، لم تنطفئ خلالها نار الانتقام داخل "ويلا"، يستيقظ كل صباح لتقع عيناه على عاهة تذكره بذلك اليوم المشؤوم حتى قرر إخماد لهيبها بجريمة قتل هزت منطقة السلام لم يدرك "أحمد" أنه لا مكان لأصحاب القلوب الرحيمة في عصر فرض فيه خفافيش الظلام سطوتهم، لا يعرفون سوى لغة الدم والسلاح، لم يتركوا مدينة السلام تنعم باسمها، وباتت لا تعرف إلا الحزن ولا تسمع سوى نعيق الغربان، كان يظن -وليس كل الظن إثما- أن الدنيا ليست بتلك القسوة، لم يغب عن يقينه أن عدالة السماء تقف بالمرصاد في وجه كل ظالم وتنصف ضعيفا قليل الحيلة، فعاش كما ظن واعتقد، واقفا يدافع عن مظلوم لا يقوى على الدفاع عن نفسه وحق ضائع على يد الأشرار الذين لم يتركوه وشأنه، قتلوه بدم بارد ليدفع حياته ثمنا غاليا بعدما طالته أيادي "ولاد الدم والظلام". ضربة إزازة "أحمد" شاب تخطى العشرين من عمره، يعيش مع والده ووالدته وشقيقه الأصغر في منطقة أطلس بمدينة السلام، يحظى بحب جيرانه لما عُرف عنه من شهامة. قبل عام ونصف شاهد شابا له سجل إجرامي ويدعى "أحمد ويلا" يضرب سيدة قعيدة تجلس على كرسي متحرك أمام منزلها، ويركلها بقدمه، لم يتوان في الدفاع عنها "حرام ضربة إزازة "أحمد" شاب تخطى العشرين من عمره، يعيش مع والده ووالدته وشقيقه الأصغر في منطقة أطلس بمدينة السلام، يحظى بحب جيرانه لما عُرف عنه من شهامة. قبل عام ونصف شاهد شابا له سجل إجرامي ويدعى "أحمد ويلا" يضرب سيدة قعيدة تجلس على كرسي متحرك أمام منزلها، ويركلها بقدمه، لم يتوان في الدفاع عنها "حرام عليك دي ست كبيرة وقعيدة" لم تلق كلماته قبولا عند "ويلا" الذي أخرج "مطواه" لإرهابه وتخويفه إلا أنه ضرب "أحمد ويلا" بزجاجة مكسورة تركت أثرا في وجهه. تدخل بعض الأهالي للصلح بينهما بعد تحرر محضر في القسم، لكن لم ينس "أحمد" الضربة طيلة تلك المدة، وعندما حانت اللحظة نفذ في حقه أبشع جريمة قتل هزت مدينة السلام. ليلة ساخنة الأحد الماضي كانت عقارب الساعة تشير إلي الحادية عشرة والنصف مساء، يجلس "أحمد" بجوار مسجد في المنطقة يتحدث مع خطيبته في الهاتف بينما يراقبه "ويلا" وشقيقه "عبد الرحمن" من شباك شقتهما بالدور الثالث في عقار مواجه للمسجد، ترجلا إلى الشارع يحملان "كزلك" وبدأت وصلة الضرب بينما سيدة من جيرانهم تشاهد الموقف من شرفة شقتها، وتنادي على «ويلا وشقيقه» بالكف عن ضربه وتتعالى صرخاتها التي تجمع على أثرها الأهالي. ألقت السيدات زجاجات فارغة حتى يترك الشقيقان الشاب الجدع، لكن انتهى الأمر في لحظات بعد غرق "أحمد" في بحر من الدم، وفاضت روحه إلى بارئها في مشهد مأساوي أصاب الجميع بالرعب والفزع في ليلة أبكت أهالي مدينة السلام. المفرمة والبريء "التحرير" انتقلت إلى مسرح الجريمة، إذ يخيم الحزن على الجميع؛ للوقوف على كواليس الليلة الأخيرة في حياة الشاب أحمد. "من حوالي سنة ونص كان في ست كبيرة اسمها (خضرة) بتقعد على كرسي متحرك حصلت مشكلة بينها وبين أحمد ويلا، راح ضربها برجله وقعها على الأرض، وأحمد المجني عليه زي أي حد شهم شاف الموقف ماسكتش، راح ويلا فتح عليه المطوة، واضطر أحمد إلى إنه يدافع عن نفسه وعوره بإزازة مكسورة". يقول "حماده" إن الطرفين حررا محضرا في قسم الشرطة، وانتهى الخلاف بجلسة صلح في حضور عقلاء المنطقة. يتذكر الجار ما حدث قبل الواقعة بثلاثة أيام قائلا "ويلا كان دايما بيشرب مخدرات وبتاع مشاكل ومفتري، يوم الأحد الساعة 11 ونص أحمد كان قاعد عند الجامع بيكلم خطيبته نزل عليه هو وأخوه كل واحد ماسك في إيده كزلك وقطعوا جسمه كأنهم جزارين فصلوا رجليه عن جسمه الناس كانت بتحدف عليهم أزايز فاضية من الشباك علشان يسيبوه وبعد ما خلصوا عليه وقف فوق جثته يقول أنا اللي قتلته". واستطرد "ويلا كان بيقول لما باصحى كل يوم الصبح وأبص في المراية وأشوف التعويرة اللي في وشي بافتكر أحمد.. بعد ما الناس اتلمت ركب موتوسيكل وأخوه وهربوا"، قاطعه صديقه وهو يحكي بنبرة لم تخلُ من الحزن واصفا المشهد "كان منظرا بشعا، الدم طرطش على الحيطة بتاعت الجامع، وغرق الأرض ولسه موجود الكوتشي بتاعه والتيشيرت اللي كان لابسه كانوا غرقانين دم، الستات كان بيغمى عليها من المنظر.. خلصوا عليه في 3 دقايق". يضيف "كانوا بيضربوا فيه ضرب خوف ماكانوش عايزينه يقف قصادهم، عارفين إنه لو مامتش هيقوم ياخد حقه، لأنه كان الحق في وش الباطل كانوا بيشفوه زي الدبيحة.. أحمد ده غلبان ومالوش غير أخ صغير" يشير شاهد العيان إلى أنها ليست الجريمة الأولى التي تشهدها المنطقة "بس دي أبشع جريمة شوفتها في حياتي.. المباحث لما جات الستات كانت بتقولهم إحنا خايفين على ولادنا مش عايزينهم يموتوا كده وقبضوا على الواد وأخوه في نفس اليوم". "أم وحيد" جارة المتهمين قالت "أحمد ويلا وأخوه الإعدام قليل عليهم كانوا بيقطعوا في أحمد كأنه مش بني آدم، إحنا أهل المنطقة ومش من قرايبه بس عايزين حقه يرجع علشان مالوش حد غير ربنا، هو كان قاعد بيكلم خطيبته في التليفون نزل ضرب فيه وقاله أنا ناويلك من سنة ونص، ولما أحمد قاله طيب سيبني أقوم لك قطعله رجله وفصلها عن جسمه وقطع إيديه كان غرقان في دمه ويصعب على الكافر". وتوضح الجارة في حديثها "ويلا طول عمره مفتري، مرة علشان موبايل رمى عيل صغير من شباك العربية وضرب شابا بمطواة كان بين الحياة والموت في المستشفى" لافتة إلى أنه بعد دفن "أحمد" حضرت والدة خطيبته وصعدت برفقة الجيران إلى شقة المتهمين، وألقوا المنقولات المنزلية في الشارع مؤكدة "كانت عايزة تولع في شقة ويلا وأخوه من القهر على خطيب بنتها اللي فرحه كان بعد شهر". تلتقط سيدة طرف الحديث واصفة حال الحضور آنذاك "كنت باصرخ وأقوله سيبه حرام عليك، قالي مش هسيبه غير لما يموت.. حسبي الله ونعم الوكيل إحنا مش عايزين غير القصاص" ليؤكد نفس الرواية سائق يدعى "عميرة" الذي كان شاهدا على الواقعة "ماقدرناش نحوش عن أحمد، ويلا كان بيقولنا اللي هيقرب هيموت، كانوا متربصين له وسرقوا منه تليفونه بعد ما قتلوه و4 آلاف جنيه كان هيشتري بيهم الأنتريه علشان يجهز شقته".