التمثال عمره 3000 عام ومنحوت من حجر كوارتزيت وثمنه 4 ملايين جنيه إسترليني.. والآثار: سنوقف المزاد ونطالب باسترداده.. والبرلمان: نثق بالوزارة فى ال4 من يوليو المقبل سيكون المصريون على موعد مع مزاد جديد لبيع جزء من الآثار أو التاريخ المصري الذى يعاني من السرقات وتهريب مقتنيات غاية في الأهمية إلى خارج البلاد، آخر حلقات بيع الاثار المصرية فى الخارج تمثل فى عرض تمثال رأس الملك الفرعوني الصغير «توت عنخ آمون» للبيع فى معرض «كريستيز» للمزادات بلندن، مقابل 4 ملايين جنيه إسترليني أى ما يعادل 5 ملايين دولار، ما لم تنجح الحكومة المصرية فى وقف المزاد وإعادة رأس التمثال إلى مصر، من خلال التحرك فى جميع الاتجاهات قبل أن تتم عملية البيع. "آمون" ليس الأول ولن يكون الأخير ويأتى هذا بعد أيام معدودة من عرض مخطوط قرآني «مصحف» نادر يعود للعصر المملوكي منذ أكثر من 500 عام، للبيع فى معرض «كريستيز» بلندن، في الثاني من شهر مايو الماضي بنفس المعرض، وكان يتراوح سعر المخطوط ما بين 500 إلى 800 ألف جنيه إسترلينى، وحمل "آمون" ليس الأول ولن يكون الأخير ويأتى هذا بعد أيام معدودة من عرض مخطوط قرآني «مصحف» نادر يعود للعصر المملوكي منذ أكثر من 500 عام، للبيع فى معرض «كريستيز» بلندن، في الثاني من شهر مايو الماضي بنفس المعرض، وكان يتراوح سعر المخطوط ما بين 500 إلى 800 ألف جنيه إسترلينى، وحمل المخطوط المعروض للبيع توقيع "الملك الأشرف"، أو "السلطان قايتباى". ومع استمرار مسلسل بيع الآثار المصرية فى الخارج وبعد تعدد حالات البيع يبقى السؤال الأهم فى هذا التوقيت، من يقف وراء سرقة الآثار المصرية؟ ولماذا لا تقوم الدولة بإعادة مثل هذه القطع الأثرية التى تشكل تاريخ مصر؟.. وكيف خرجت من الأساس؟.. وهل تعلم وزارة الثقافة بعرض المخطوط للبيع فى لندن من الأساس أم لا؟ مواصفات التمثال بعد الضجة التي أثيرت مؤخرا حول التمثال خرجت دار «كريستيز» لتؤكد على أن التمثال يعود تاريخه إلى أكثر من 3000 عام ومنحوت من حجر كوارتزيت، وأنه موجود فى السوق منذ عام 1985، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها تمثال رأس الملك «توت عنخ آمون» للبيع. الدار أعلنت عن خط سير القطعة الأثرية حتى وصلت إليها، حيث أكدت على أنها حصلت عليها رفقة تابوت فرعوني خشبي وتمثال لقطة مصرية قديمة، من تاجر الآثار الألماني هاينز هيرزر عام 1985، بعد أن كانت مملوكة في السابق لتاجر الآثار النمساوي جوزيف ميسينا، الذي حصل عليها بدوره من الأمير فيلهلم فون ثور أوند تاكسي بين عامي 1973 و1974، والذى حصل عليها في ستينيات القرن الماضي. الآثار تنتفض ومن جانبها أعلنت وزارة الآثار تحركها من أجل وقف إجراءات بيع رأس تمثال الملك توت عنخ آمون بصالة مزادات كريستيز، بالإضافة إلى مخاطبة "منظمة اليونسكو عملية البيع، وطلب الحصول على المستندات الخاصة بملكيتها، فضلا عن المطالبة بأحقية مصر في القطعة في ظل القوانين المصرية، مشددة على أنه إذا ثبت أن أي قطعة قد تم نقلها بشكل غير قانوني إلى خارج البلاد، فسنتخذ إجراءات قانونية مع الإنتربول. وبدورها طالبت السفارة المصرية بلندن نظيرتها الخارجية البريطانية وصالة المزادات بوقف بيع رأس التمثال، البالغ ارتفاعه 28.5 سنتيمترا والتحفظ على رأس التمثال تمهيدا لاسترداده، بالإضافة إلى مطالبة الجانب البريطاني بوقف بيع باقي القطع المصرية المزمع بيعها بصالة كريستيز يومي 3- 4، والتأكيد على أهمية الحصول على كافة مستندات الملكية الخاصة بها. كيف خرج التمثال من مصر؟ الدكتور مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، قال إن تمثال «توت عنخ آمون» المعروض فى بريطانيا من الممكن أن يكون قد خرج من معبد الكرنك وأرسلنا إلى جميع المخازن للاستفسار عن الأمر، ولكن ما لا شك فيه، أنها قطعة آثار مصرية، مضيفًا: سنوقف المزاد ونطالب باسترداده فورًا. وأضاف وزيري، خلال تصريحات تليفزيونية، أرسلنا بالاتفاق مع وزارة الخارجية، وسفارة مصر في لندن، طلبًا بوقف المزاد، نظرًا لأن التمثال خرج من البلاد بطريقة غير قانونية على الإطلاق، وطالبنا بالمستندات التي تثبت أنه خرج من مصر بطريقة شرعية. وأوضح وزيري، مصر استردت عددا كبيرا من القطع الأثرية خلال السنوات الماضية بنفس الطريقة، حيث تم استرداد 27 ألف قطعة أثرية مصرية من بينها عملات خلال شهر رمضان الماضي، كان قد تم تهريبها إلى إيطاليا، بالإضافة إلى استرداد 3 آلاف قطعة أثرية مصرية تم تهريبها بطريقة غير شرعية خلال العام الماضي. البرلمان: نثق فى الآثار جليلة عثمان، وكيل لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، أكدت على ثقتها التامة فى وزارة الآثار وجميع المسئولين فى اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل استعادة الآثار المصرية المنهوبة والمهربة إلى الخارج، وعدم التفريط فى أى جزء من التاريخ المصري، ووقف بيعها فى المزادات العلنية، مضيفة، إذا كانت رأس توت عنخ آمون مسجلة لدى وزارة الآثار وتم حصرها من قبل سوف نتمكن من استرجاعها. وقالت عثمان فى تصريحات خاصة ل"التحرير": "لدينا مشكلة قديمة ومازالت تؤرقنا ألا وهى سرقة الآثار وتهريبها للخارج، على الرغم من وجود قوانين تجرم وتعاقب بالحبس والغرامة من يقوم بتهريبها، إلا أننا نكتشف بين الحين والآخر أن الآثار المصرية تنهب فى الخارج، لأن هناك فترة زمنية كان مسموحا فيها للمصريين باقتناء الآثار وبيعها للخارج وهو ما تسبب فى فقد مصر كثيرا من آثارها. وتابعت عثمان: وزير الآثار الدكتور خالد العناني أكد داخل البرلمان فى وقت سابق أن عدد القطع الأثرية المهربة إلى الخارج بلغت 34 ألف قطة أثرية ومن الطبيعى أن نشاهد مثل هذه القطع معروضة فى الخارج، مشيرة إلى ضرورة معرفة الطريقة التى خرجت بها هذه القطعة وفى أى وقت خرجت. فرص استعادة رأس "آمون" محمد الكحلاوي رئيس جمعية الأثريين العرب، قال إن رأس الملك توت عنخ آمون خرجت من مصر مثلما خرجت آلاف القطع من مصر خلسة، فهناك 23 ألف قطعة خرجت إلى إيطاليا، وغيرها من القطع الآثرية التى خرجت عن طريق عصابات ومافيا تهريب الآثار من مصر، مدربة على أعلى مستوى وتعمل على تجنيد أفراد على مستوى الجمهورية، مضيفًا: لا يجب أن نلقي اللوم على الغير لأن العيب موجود لدينا فى المقام الأول. وأوضح الكحلاوي فى تصريحات خاصة ل"التحرير" أن "وزارة الآثار وجميع الأجهزة فى مصر تعجز عن الإجابة عن الكيفية التى تخرج بها هذه القطع من مصر، مردفًا: وإذا لم تكن هذه القطع مسجلة لدى وزارة الآثار ولم تستطع إثبات أنها مصرية فلن تتمكن من استردادها، لأن القانون الدولى ينص على عدم الاحقية بالمطالبة باسترجاع أثر غير مسجل. وشدد الكحلاوي، على ضرورة أن تعيد الحكومة النظر فى الطريقة التى يتم تسجيل الآثار بها، واستحداث وسائل جديدة للتسجيل من خلال وضع أرقام سرية لها وتغليظ العقوبات على من يساهم فى تهريب الآثار واستخدام وسائل حديثة وأشخاص مدربين على المنافذ الجمركية، وتشديد الرقابة على البعثات الدبلوماسية التى تكون سبببا فى تهريب الآثار فى أحيان كثيرة.