اليابان تهدف إلى استخدام علاقاتها الجيدة مع إيران للعب دور الوسيط بينها وبين أمريكا، إضافة إلى العلاقات القوية التي تربط بين آبي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع تصاعد التوتر بين واشنطنوطهران، دخلت اليابان على خط الأزمة بإعلانها عن زيارة لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي المقررة إلى إيران الأربعاء المقبل في زيارة تعد الأولى من نوعها خلال العقود الأربعة الماضية، في محاولة لخفض التوتر القائم بين إيرانوالولاياتالمتحدةالأمريكية. قبل الإعلان عن تلك الزيارة كانت اليابان الخط الأكثر سخونة في تبادل الرسائل بين طهرانوواشنطن إلى جانب محاولات من جنيف ومسقط وبغداد، وسط ترحيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية الشهر الماضي بمساهمة آبي في التعامل مع قضية إيران. وجاء التدخل الياباني في الوقت الذي انقسمت فيه مواقف كل من المرشد علي خامنئي، والرئيس الإيراني حسن روحاني، حيال المفاوضات مع الولاياتالمتحدة، خلال إلقائهما خطبتين عقب صلاة عيد الفطر الأربعاء الماضي. وبينما شدد خامنئي على "التمسك بالمقاومة ورفض الاستسلام"، أكد روحاني أن إيران تعتمد "الصبر الاستراتيجي"، وجاء التدخل الياباني في الوقت الذي انقسمت فيه مواقف كل من المرشد علي خامنئي، والرئيس الإيراني حسن روحاني، حيال المفاوضات مع الولاياتالمتحدة، خلال إلقائهما خطبتين عقب صلاة عيد الفطر الأربعاء الماضي. وبينما شدد خامنئي على "التمسك بالمقاومة ورفض الاستسلام"، أكد روحاني أن إيران تعتمد "الصبر الاستراتيجي"، وتنتظر ظروفا أفضل للمفاوضات. ضمانات الوساطة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حدد أمس، شروط نجاح زيارة رئيس الوزراء الياباني، حيث أشار إلى أن طهران تريد ضمانات لقبول وساطة آبي، وقال المتحدث باسم المجلس كيوان خسروي، أمس، إن "عودة الولاياتالمتحدة إلى الاتفاق النووي وتعويض خسائر إيران ورفع العقوبات الدولية التي فرضتها واشنطن من الممكن أن تضمن النجاح" لزيارة رئيس الوزراء الياباني. ولم يعلق خسروي على تقارير أشارت إلى تلقي اليابان مؤشرات إيجابية من طهران بشأن جهود الوساطة التي تبذلها طوكيو. مصادر دبلوماسية يابانية قالت إن أفضل ما يمكن أن يفعله "آبي" هو أن يقترح على المرشد الإيراني علي خامنئي الجلوس مع الرئيس الأمريكي دون أي شروط مسبقة. وقال دبلوماسي ياباني سابق "ربما يكون آبي يخاطر، لكنني لا أعتقد أن إيران ستسيء معاملة رئيس الوزراء الياباني .. لا أعتقد أن إيران ستترك آبي يعود خالي الوفاض"، وفقا ل"رويترز". آمال وترحيب مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أعرب عن أمله في أن تخفض زيارة رئيس وزراء اليابان من حدة التوتر في المنطقة. وفي مقابلة أجراها عراقجي مع قناة "إن إتش كي" اليابانية، قال "قد تتمكن اليابان من أن تجعل الأمريكيين يدركون الظروف الراهنة"، معربا عن أمله في أن تؤدي زيارة شينزو آبي إلى طهران من حدة التوتر في المنطقة، بحسب وكالة "تسنيم". وأشارت القناة اليابانية إلى تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني الذي قال فيها إن "إيران لم تكن ترغب في أن يتدخل طرف ثالث كوسيط بين إيرانوأمريكا"، واعتبرت أقوال عراقجي بخصوص زيارة رئيس الوزراء الياباني بمثابة ترحيب إيران بالوساطة اليابانية بين طهرانوواشنطن. رسائل نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، استبق زيارة آبي، بإجراء اتصال هاتفي بنظيره الياباني، تحدث خلاله عن "عدوان إيراني" على منطقة الشرق الأوسط، قبل أن يسرب بعض التفاصيل على حسابه عبر "تويتر". وطلب نتنياهو خلال الاتصال الهاتفي من نظيره الياباني، ضرورة مواصلة الضغوط على النظام الإيراني من أجل مواجهة محاولاته فرض نفوذه على منطقة الشرق الأوسط. وزارة الخارجية اليابانية نشرت بيانًا، جاء فيه أن نتنياهو وآبي تحدثا عبر الهاتف لمدة 30 دقيقة، إلا أن طوكيو حرصت على عدم تسليط الضوء على رسائل نتنياهو بشأن إيران، والتي وردت بالمحادثة، حيث من المحتمل أن تتسبب في إظهار شينزو آبي وكأنه يحمل موقفًا منحازًا بشكل مسبق ضد طهران، ومن ثم قد يتسبب في إفشال جهود الوساطة أو إيجاد أرضية مشتركة للحوار. ويرى محللون أن اليابان تهدف إلى استخدام علاقاتها الجيدة مع إيران للعب دور الوسيط بينها وبين أمريكا، هذا بخلاف العلاقات القوية التي تربط بين آبي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي التقى به في اليابان في نهاية مايو الماضي، وفقا ل"إرم نيوز". وتعد زيارة شينزو آبي التي يلتقي خلالها المرشد الإيراني علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، ثاني زيارة يقوم بها رئيس وزراء ياباني إلى إيران منذ عام 1978 أي قبل الثورة الإيرانية التي جاءت بالنظام الحالي في إيران إلى الحكم.