رغم كل التعب إللى أنا فيه من شغل اليوم كله بس بحس إن مشتغلتش خالص.. خصوصا فى رمضان بنلعب للصبح عشان الشارع بيكون منور كأنه شمس ونهار.. وبحب محمد صلاح وبقلد كل حركاته "ممعيش فلوس أدخل النادي، والأمن مبيدخلش أي حد ممعهوش تذكرة، ونفسي أبقى لاعب عالمي، وماتشات محمد صلاح مبفوتهاش".. بهذه الكلمات تحدث الطفل آدم البالغ من العمر 10 أعوام من فوق أحد المباني تحت الإنشاء بنادي مركز شباب البساتين في القاهرة، مخاطرًا بحياته بالسقوط في أى لحظة، لأن المبنى الذى يشاهد من فوقه "ماتشات" الدورة الرمضانية يقع في الطابق الثاني دون أسوار. آدم طفل يعمل مع والده فى مجال جمع القمامة في المنطقة التي يوجد فيها مركز الشباب في البساتين بالقاهرة. وبعد كل إفطار رمضاني يذهب هو وأصدقاؤه إلى الاختباء من أفراد أمن النادي وموظفيه علّهم يجدون فرصة للتخفي منهم ومحاولة الوصول إلى أرضية الملعب المخصصة لمشاهدى الدورة الرمضانية دون دفع تذاكر الدخول. "التحرير" تحدثت مع الطفل آدم، لمعرفة دوافعه التي من أجلها يخاطر بحياته كل يوم ويشاهد الساحرة المستديرة، ويتابع وبعد كل إفطار رمضاني يذهب هو وأصدقاؤه إلى الاختباء من أفراد أمن النادي وموظفيه علّهم يجدون فرصة للتخفي منهم ومحاولة الوصول إلى أرضية الملعب المخصصة لمشاهدى الدورة الرمضانية دون دفع تذاكر الدخول. "التحرير" تحدثت مع الطفل آدم، لمعرفة دوافعه التي من أجلها يخاطر بحياته كل يوم ويشاهد الساحرة المستديرة، ويتابع الدورات الرمضانية. كرة شراب لا تفارقني أبدًا كلماته "جدع يا آدم".. يقول الطفل الصغير، مضيفًا "مع انتهاء عملي مع والدي في جمع القمامة، لا أنتظر طعاما أو شرابا أو راحة جسد، بل أذهب إلى أصدقائي ونلعب في الشارع، وهنا يبدأ يومي الحقيقي. وتابع آدم: "رغم كل التعب إللى أنا فيه من شغل اليوم كله بس بحس إن مشتغلتش خالص، خصوصا فى رمضان بنلعب للصبح عشان الشارع بيكون منور كأنه شمس ونهار، وأبويا بيقوللي جدع يا آدم إلعب شوية وريّح شوية عشان إنت صغير وجسمك ميحتملش الشغل بالنهار واللعب طول الليل". لا أخشى السقوط وقال آدم إنه بعد الدخول للنادي يبحث عن مكان يجد فيه الهدوء والأمان للمشاهدة، وحينما لا يجد يصعد إلى أعلى أحد الأبنيه الملحقة بالنادي ويتسلق جدرانه الصعبة ويتابع من الأعلى، مضيفا "مبخفشي من الوقوف فوق عشان أشوف الماتش وأتابع نتيجته، أنا متعود على الشغل والوقفة دي بس الشغل تعب والكرة متعة ودا الفرق، وعلى فكرة أحلى حاجة إنك تكون لوحدك مع حاجة بتحبها وأنا بأمسك في الحديد بتاع السقف اللي بقف عليه وبانفعل مع كل هجمة وبطير في الهوا لما بشوف جون يعجبني". ماتشات صلاح.. مبفوتهاش بشوفه في التليفزيون ونفسي أبقى زيه، وأنا شغال مع والدي كنت أحب الأماكن اللي فيها قهاوى وكافيهات وأجمع من هناك القمامة، يقول آدم، متابعا "دي حِجة أنا بروح هناك عشان أشوف صلاح أحفظ حركاته وبعد كدا أقلدها في الشارع مع العيال، بس الكرة البلاتسيك والشراب مبتساعدنيش أقلد حركته صح". متلعبش كرة تاني وتابع آدم: فى يوم كان عندي كرة ثقيلة بنسميها كرة "كَفَر" ألعب بيها مع صحابي وفجأة الكرة صدمت السيارة الواقفة فى الجراج فانكسر فانوسها وبقيت في أزمة، مضيفا بلغة يغلب عليها الحزن: "أبويا زعّق فيا وأصحابي فرّوا وأمى قالتلي مفيش لعب تاني، وعشان كدة فكّرت ألعب بالبلاستيك وساعات ألعب بكرة الشراب، مبتسما: "حلناها ومبطلناش لعب". انتهي اليوم الرمضاني المخصص للعب وفاز من فاز في هذه الدورة، وذهب آدم مع الشلة الصغيرة التي تسكن بجواره لاستكمال يومه فى الشارع وسط الحارة وبعلب الكانز يحددون خطوط حراسة المرمى، لتبدأ متعته الوحيدة في الحياة. وقال المهندس مجدي حلمي عبدالرءوف، رئيس مجلس إدارة مركز شباب البساتين ونائب رئيس مجلس الإدارة، إن الدورات الرمضانية جزء من ثقافة هذا الشهر الكريم. وأضاف "عبدالرءوف" في تصريح ل"التحرير"، أن النادى يدفع بكل قوة نحو تنمية المواهب الصغيرة وجذب الكثير من الشباب والأطفال وكبار السن والشيوخ المشتركين في النادى إلى الرياضة وممارستها عبر برنامج الدورات الرمضانية وغيرها على مدار العام.