"أم مصطفى" تحرص كل عام على صناعة الكعك داخل منزلها رفقة أسرتها، حيث يُسهم في صناعته الكبير والصغير، رافضين عمله لدى "الحلواني" أو شراءه والتخلي عن تلك العادة الأصيلة "يا كحك العيد يا إحنا.. يا بسكويت يا إحنا.. يا شرباتات يا إحنا.. في الكوبايات يا إحنا"، "قال إيه وإيه الكحك إيه.. نقش البنات سكر عليه.. الفرن غاوي الدندنة.. دندن وقال المدخنة وأنتم بخير كل سنة.. نفس الكلام يا للعجب قولته أنا"، أغنيتان شعبيتان مرتبطتان بالكعك والبسكويت، تتجمع حولهما أسرة "عم صابر" في نفس التوقيت من كل عام يرددن كلمات تلك الأغنية ويلتففن حول صينية كبيرة، عليها "عجين الكحك" يقمن بتشكيله ثم نقشه داخل منزلهن البسيط وسط أقاربهن وجيرانهن، ابتهاجًا بقدوم عيد الفطر المبارك. "عم صابر أو أبو البنات" كما يلقبه أهالي حارته، حيث إنه أب لأربع بنات، ورغم التطور والتكنولوجيا واستسهال ربات البيوت شراء كعك العيد الجاهز من محال الحلويات، أو الاتفاق مع حلواني على أخذ مكونات الكعك منهن وخبزه لديه مقابل 7 جنيهات على الكيلو الواحد وأحيانًا تصل إلى 15 جنيهًا في المناطق الراقية، فإن زوجة "عم صابر أو أبو البنات" كما يلقبه أهالي حارته، حيث إنه أب لأربع بنات، ورغم التطور والتكنولوجيا واستسهال ربات البيوت شراء كعك العيد الجاهز من محال الحلويات، أو الاتفاق مع حلواني على أخذ مكونات الكعك منهن وخبزه لديه مقابل 7 جنيهات على الكيلو الواحد وأحيانًا تصل إلى 15 جنيهًا في المناطق الراقية، فإن زوجة عم صابر وشقيقاته يحرصن على صناعته في منزلهن برفقة أحفادهن ليتعلمن طرق صناعته. وقال عم صابر إن زوجته تستعد في النصف الثاني من شهر رمضان لصناعة الكعك، وتطلب منه شراء مكونات الكعك والبسكويت من العطار، وتشمل الدقيق والزيت والسمن والسكر وروائح الكعك والفانيليا، وتبدأ الاتصال بقريباتها ليتفقن على اليوم الذي يصنعن فيه "كعك العيد"، كما تتصل ببناتها المتزوجات ليحضرن أبناءهن ويأتون إلى المنزل في ذلك اليوم. وأشار إلى أنّه يُفضل الخروج من المنزل في ذلك اليوم عقب الإفطار، ويذهب إلى المسجد لصلاة العشاء والتراويح، ثم يجلس على المقهى رفقة زملائه حتى تنتهي زوجته من صناعة الكعك والبسكويت وتتصل به ليأتي إلى المنزل، كي لا يكون عبئًا عليهن في المنزل، وكي تكون كل سيدة على طبيعتها. والتقطت أم مصطفى، زوجة شقيق عم صابر، طرف الحديث قائلةَ إنّها تبدأ عقب الإفطار عجين الكعك بفرك السمنة الساخنة مع الدقيق بأطراف أصابعها كي تتوزع السمنة بشكل جيد، ثم تُضيف "حوايج الكحك" وهي الروائح المختلفة والفانيليا، ثم تترك السمسم، ثم تتركها حتى تبرد السمنة، وبعد ذلك تخلط الخميرة الفورية والسكر في الماء الدافئ ونتركها لمدة ربع ساعة، ثم تضيفها إلى خليط الدقيق والسمنة وتبدأ العجن حتى تحصل على العجينة المضبوطة وتتركها لتخمر. وتضيف أنها تتجمع مع أقاربها حول صينية كبرى ويقمن بعمل العجين على شكل كرة ويضعن داخلها حشو الملبن أو العجوة ثم يشكلنها وأخيرًا يقمن بنقش الكعك بملقاط مخصص للكعك، ويرصصنه في "صاج" ويتركنه حتى يخمر، وبعد ذلك يقمن بتسويته داخل الفرن، ثم يتركنه يبرد ويزينه بالسكر المطحون. وكشفت أنّ البسكويت له أسرار بخلاف الكعك، كي يكون هشا وجيد الطعم، حيث يعشقه أبناؤها ويتناولونه مع الشاي خصوصًا صباح يوم عيد الفطر، وأوضحت أنها تصنع البسكويت عن طريق خلط الزبدة والسكر وخفقهما جيدًا حتى يصبح فاتح اللون، ثم تبدأ إضافة البيض الواحدة تلو الأخرى، وتستمر في الخفق، بعد ذلك يأتي دور الفانيليا مع استمرار الخفق، ثم النشادر، والحليب. وأكملت أنه بعد ذلك تضيف الدقيق والملح والباكينج بودر وتخفق جيدًا حتى تمتزج المكونات، وبعد ذلك تسخن الفرن وتبدأ وضع العجين في ماكينة البسكويت، وتقوم إحدى الفتيات بلف يد الماكينة فيما تقوم الأخرى بتقطيع أصابع البسكويت ورصها في صينية مدهونة بالزيت كي لا يلتصق بها، ويدخل الفرن لمدة لا تزيد على ربع الساعة. وشددت على أن عائلتها حريصة على الحفاظ على هذا التراث الذي ورثوه عن أمهاتهن وجداتهن عبر عمل الكعك والبسكويت في المنزل وعدم شرائه من الخارج أو عمله لدى حلواني. وأكدت أنّ عمله في المنزل له فرحة كبيرة تتمثل في تجمع العائلة بالكامل في منزل واحد لصناعته، بالإضافة إلى فرحة الأحفاد بعمل الكعك حتى وإن كانوا يُدمرون جزءا كبيرا من العجين بلعبهم، مؤكدةً أنهم دائما يجمعن بناتهن المتزوجات حديثًا ليصنعن معهن الكعك في البيت ويغرسن فيهن حب تلك العادة والحفاظ عليها، ومنع اندثارها. وختمت حديثها قائلة إنّ "البلدي يوكل والكحك اللي بنجيبه من برا عمره ما بيكون حلو ولا نضيف زي بتاع البيت، ويا ريت كل الستات ترجع تعمله في البيت زي زمان".