المائدة ضمت ألف طاولة طعام، كل طاولة جمعت 12 من المشاركين، واقتصر التنظيم وإعداد الوجبات وتكلفتها على عدد من رجال الأعمال والعمل المجتمعي بالمدينة «مش بتاعة حد وكلنا واحد».. شعار رفعه عامة الناس بمدينة العاشر من رمضان، بمحافظة الشرقية، قبل ساعات من أذان مغرب اليوم الخميس، سعيًا منهم لإنجاح الحدث الأهم والأكبر في تاريخ المدينة، وربما مصر والشرق الأوسط، إذ التف الجميع حول مائدة إفطار واحدة جمعت بين صفوفها الغني والفقير، أعالي الناس وأبسطهم حالا، لتوثق لحظةً وشعارًا قلما يتجسدَّ بالفعل على أرض الواقع دون مبالغةً أو إفراط، وتبرهن على أن «الكل في واحد» ولا فرق بين دين أو عرق أو جماعة، فالكل مصري وينتمي لأرض هذا البلد، وهو ما سعى إليه القائمون على تنفيذ فكرة «المائدة». المائدة جرى تنظيمها بطول يتخطى الأربعة آلاف متر (4 كيلومترات)، على رصيف الطريق العام المُمتد من مبنى شركة موكيت «ماك» بمدخل المدينة ناحية طريق «بلبيس» الصحراوي، إذ ضمت ألف «طاولة» كل واحدة بطول ثلاثة أمتار وعرض 70 سنتيمتر، بها اثنا عشر مكانًا، فيما قُدرت المساحة الفاصلة المائدة جرى تنظيمها بطول يتخطى الأربعة آلاف متر (4 كيلومترات)، على رصيف الطريق العام المُمتد من مبنى شركة موكيت «ماك» بمدخل المدينة ناحية طريق «بلبيس» الصحراوي، إذ ضمت ألف «طاولة» كل واحدة بطول ثلاثة أمتار وعرض 70 سنتيمتر، بها اثنا عشر مكانًا، فيما قُدرت المساحة الفاصلة بين كل طاولة بنحو متر وربع، وسط تأكيدات أن الهدف من ذلك جمع الطبقات من أهالي المدينة على مائدة واحدة تضم جميع المستويات والفئات باختلاف الدرجات، وذلك لإضفاء البسمة على وجوه الناس من أهالي المدينة وخارجها، دلالةً على التعبير عن الأسرة المصرية بشكل عام. وامتدادًا للشعار، حرصت عدد من الأسر القاطنة بالمجاورات القريبة من «المائدة» على النزول والمشاركة في الحدث، كما لو كان الأمر بمثابة «الاستفتاء» على دستور جديد، لكن قواعده ومواده تقتصر على أمر واحد فقط لا غير، وهو أن الكل على قلب رجلٍ واحد، ولا فرق بين غني وفقير طالما جمعت بينهم مائدة وطاولة طعام واحدة، فيما شهد الحدث مناوشات أرجعها البعض ل«ثقافة الناس». «فكرة حلوة أوي».. عبارة خرجت موجزة على لسان «أم عمر» السيدة السبعينية، التي حضرت إلى المائدة عن قناعة تامة بضرورة المشاركة فيها والتفاف الجميع حول طاولة طعام واحدة، موضحةً ل«التحرير» أنها جاءت لتأييد الفكرة والمشاركة في الإفطار، قبل أن تشير إلى اصطحاب أبنائها وأحفادها للمشاركة في الحدث. «مينفعش ماننزلش».. قالتها آية، الطالبة بالمرحلة الثانوية ل«التحرير»، منوهةً بأن نزولها للمشاركة جاء في صورة أقرب ما يكون إلى الاحتفال: «عجبتني الفكرة ولما قولت لبابا رحب بيها جدًا ونزل معايا كمان»، فيما شددت على أن المشاركة امتدت لإقناع صديقاتها بأهمية الحدث ومشاركتهن ك«جروب» في عملية التنظيم. من جهته، يقول أحد أهالي المنطقة، الذي فضل عدم ذكر اسمه ل«التحرير»، أن الفكرة جيدة إلى حدٍ كبير، إذ تجمع جميع الأطياف على مائدة واحدة دون استثناء لأحد، موضحًا أنه ترك منزله ونزل للإفطار على «المائدة» ومشاركة الجميع في الحدث، كونه مهما جدًا ويحدث للمرة الأولى في تاريخ المدينة. في ذات السياق، عبرَّ أيمن فرج، صاحب الفكرة والمنسق العام للفاعلية، عن سعادته بتجميع تلك الأعداد التي حضرت، التي قُدرت بنحو تسعة آلاف مواطن، على مائدة واحدة، مشددًا على أن الفكرة كانت لتقتصر على خواطره فقط، لولا أن وجد ترحيبًا بالمشاركة من جانب عدد من رجال الأعمال بالمدينة، وهو ما ساهم في التنظيم وإنجاح الأمر. حفل الإفطار شهد كذلك حضور قيادات المدينة، وعلى رأسهم المهندس خالد شاهين، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، والدكتور سمير عارف، رئيس مجلس أمناء المدينة وجمعية «المستثمرين»، فيما ضمت قائمة المشاركين والمتبرعين للمائدة عددا من رجال الأعمال بالمدينة، إلا أن الجميع أكد أن نجاح الفكرة للفكرة وللناس فقط، وأن الحدث يخص أهل المدينة، ونجاحه يعود إليهم وعلى المدينة. يُشار إلى أن مدينة الإسكندرية نظمت مائدة إفطار بطول أربعة آلاف وثلاثمائة متر، وذلك يوم الجمعة 26 يونيو سنة 2015، في المنطقة المُمتدة من منطقة «سيدي جابر» وحتى «سيدي بشر»، وهو الرقم القياسي الذي أعلنته وقتها ممثلة عن موسوعة «جينيس» العالمية للأرقام القياسية، سيدا سوباشي، بأن «عروس البحر المتوسط» دخلت الموسوعة بأطول مائدة في العالم للمواصفات القياسية للموسوعة، وهي عدم وجود فراغات بين الطاولات وألا يقل حجم الطاولة عن 50 سنتيمتر في جميع الاتجاهات، حيث بلغ عدد الطاولات التي جهزت بها المائدة ثلاثة آلاف ومائة وستة طاولات طعام.