بدا من الواضح أن الأزمات السياسية التي تمر بها العلاقات الأمريكيةالإيرانية، قد تلقي بظلالها على التحالف الأوروبي مع واشنطن، الذي تأثر بانسحاب ترامب من الاتفاق النووي لا شك أن الصدام السياسي بين الولاياتالمتحدةوإيران في الوقت الحالي، الذي قد يتحول إلى مواجهة عسكرية في المستقبل القريب، قد يكون له توابعه وانعكاساته الخاصة على العديد من الأطراف المعنية بالأزمة، وبالأخص الاتحاد الأوروبي. الأوروبيون لطالما حلموا بقدر أكبر من الاستقلالية السياسية، إلا أنهم يصدمون مع كل أزمة كبيرة بضرورة الاختيار بين السير على نهج البيت الأبيض أو خسارة حليفها الرئيسي وشريكها الأساسي في تكوين حلف شمال الأطلسي "الناتو"، حائط أوروبا الدفاعي الأول. وبعد أسابيع من التوترات المتصاعدة بين إيرانوالولاياتالمتحدة، أشارت زيارة مستشار الأمن القومي جون بولتون إلى أبو ظبي هذا الأسبوع إلى أنه لا توجد طريقة سهلة لحل النزاع بين الجانبين، وذلك حسب تحليل صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. إيران تضع خططا عسكرية لإنقاذ الحوثيين من الانهيار.. و«الأمير» وبعد أسابيع من التوترات المتصاعدة بين إيرانوالولاياتالمتحدة، أشارت زيارة مستشار الأمن القومي جون بولتون إلى أبو ظبي هذا الأسبوع إلى أنه لا توجد طريقة سهلة لحل النزاع بين الجانبين، وذلك حسب تحليل صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. إيران تضع خططا عسكرية لإنقاذ الحوثيين من الانهيار.. و«الأمير» كلمة السر وقال بولتون إن إيران ضالعة وراء عدة هجمات على ناقلات النفط بالقرب من الخليج العربي في منتصف الشهر الجاري، وعلى الرغم من أن إيران رفضت هذه الاتهامات، فإن تلك الحوادث أثارت في السابق مخاوف من مواجهة مباشرة بين القوات الأمريكية ونظيراتها الإيرانية في المنطقة. وبينما يناقش ترامب إستراتيجية بلاده حول إيران، صعدت الولاياتالمتحدة الضغط على جبهة سياسية مختلفة خلال الأيام القليلة الماضية، وهي أوروبا. وحسب الصحيفة الأمريكية، من المتوقع أن يصل وزير الخارجية مايك بومبيو إلى أوروبا، اليوم الخميس، لزيارة سويسرا وهولندا وألمانيا وبريطانيا. ومن المرجح أن تكون المناقشات حول إيران على جدول الأعمال كقضية تدفع الولاياتالمتحدة وأوروبا إلى مزيد من الفرقة السياسية، لا سيما أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا قاوموا ضغوط الولاياتالمتحدة لاتباع نهجها العام الماضي بالانسحاب من الاتفاق النووي. وفي أوائل شهر مايو الجاري، تم إلغاء رحلة بومبيو التي كان قد خُطط لها إلى برلين، حيث سارع إلى العراق لمعالجة التوترات الجارية مع إيران في زيارة مفاجئة، واعتبرت هذه الخطوة بمثابة إهانة لبرلين وعواصم أوروبية أخرى. إيران تهدد من يمس حصتها بسوق النفط.. وترامب يلجأ للسعودية وبعد أيام، خاض بومبيو اجتماعًا لوزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل، بهدف إقناعهم بالتخلي عن مواقفهم، إلا أن الزيارة المفاجئة لم تسفر عن نتائج محددة. ورغم أن البيت الأبيض يتهم أوروبا بمساعدة إيران من خلال التمسك بالاتفاقية النووية لعام 2015 ومنع التفاوض على اتفاق مختلف، فإن إيران تصر على أن أوروبا لا تفعل ما يكفي لإنقاذ الاتفاقية، حيث حدد الرئيس الإيراني حسن روحاني مهلة 60 يومًا للتخفيف من العقوبات الأمريكية المفروضة وهدد باستئناف إيران تخصيب اليورانيوم إلى مستوى أعلى مما هو مسموح به الآن. الاتحاد الأوروبي لا يستبعد تفكيك جوجل إلى شركات صغيرة ورأت الصحيفة أن الخطوة الإيرانية كانت موجهة في الغالب نحو الأوروبيين، الذين نظروا في خيارات متعددة للالتفاف على العقوبات الأمريكية. وتركزت هذه الجهود الأوروبية على إنشاء وسيلة تعامل مالي مع إيران، وهي من الناحية النظرية قد تسمح للشركات الأوروبية بمواصلة التداول مع البلاد على الرغم من العقوبات الأمريكية. الاتحاد الأوروبي ينقلب على تركيا.. وقبرص تصفع أردوغان وبطبيعة الحال، لم ترض إدارة ترامب عن تلك التوجهات الأوروبية، وبالأخص الاقتصادية منها، والتي يراها الرئيس الأمريكي تُبدد ضغوطه وجهوده المبذولة من أجل إعادة طهران لطاولة المفاوضات مجددًا، وهو الأمر الذي يحدث مزيدا من الفرقة السياسية بين واشنطنوبروكسل.