جهود كثيرة تبذلها الحكومة لاستعادة السياحة المصرية موقعها الذي كانت تتبوأه في فترة ما قبل 2011.. فهل تنجح؟ وما المشكلات التي تواجه القطاع ليستعيد قوته من جديد؟ ارتفع الجنيه المصري مسجلا أعلى مستوى في عامين مخالفا بذلك الاتجاه النزولي السائد بين عملات الأسواق الناشئة بدعم من التدفقات إلى قطاعي الطاقة والسياحة، بعد أن زادت إيرادات السياحة وتحويلات المصريين العاملين في الخارج بشدة، وحولت اكتشافات غاز طبيعي كبيرة قبالة ساحل البلاد المطل على البحر المتوسط، مصر، من مستورد صاف للغاز إلى مصدر صاف. فهل انتعش قطاع السياحة حقًا؟ وما الأسباب التي أدت إلى الانتعاش؟ وكم بلغت نسبة هذه الانتعاشة؟ وما حجم العائدات من السياحة؟ وما مستقبل القطاع السياحي خلال الفترة المقبلة؟ البنك المركزي: 36.4% ارتفاعًا في إيرادات مصر من السياحة ارتفعت إيرادات مصر من السياحة خلال النصف الأول من العام المالي الجارى «2018-2019» بنسبة 36.4% مقارنة بنفس الفترة العام المالي الماضي، حسب بيانات للبنك المركزى، موضحة أن متحصلات مصر من السفر بلغت نحو 6.8 مليار دولار البنك المركزي: 36.4% ارتفاعًا في إيرادات مصر من السياحة ارتفعت إيرادات مصر من السياحة خلال النصف الأول من العام المالي الجارى «2018-2019» بنسبة 36.4% مقارنة بنفس الفترة العام المالي الماضي، حسب بيانات للبنك المركزى، موضحة أن متحصلات مصر من السفر بلغت نحو 6.8 مليار دولار خلال النصف الأول من العام المالي الجاري مقابل 4.9 مليار دولار خلال النصف الأول من العام المالى الماضى. كما ارتفع الفائض من ميزان السفر إلى نحو 5.4 مليار دولار خلال النصف الأول من العام، مقابل 3.8 مليار دولار خلال نفس الفترة العام الماضى. وحسب بيانات للمجلس العالمى للسياحة والسفر أظهرها الشهر الماضي فإن السياحة في مصر شهدت طفرة وانتعاشة هائلة خلال العام الماضى، مقدرًا قيمة ما صرفه السياح فى مصر خلال العام الماضى 12.2 مليار دولار. وتوقع التقرير أن يصل عدد السياح القادمين لمصر خلال العام الجارى 11.7 مليون سائح. انتعاش.. ولكن قال ناجي العريان، الخبير السياحي وعضو اتحاد الغرف السياحية، إن قطاع السياحة يشهد حالة جيدة من الصعود خلال الفترة الماضية، كما أن الأسعار في صعود وإن كان صعودا نسبيا، مضيفًا أن انتعاش القطاع السياحي أحد الأسباب التي دفعت الجنيه للارتفاع أمام الدولار، بجانب ارتفاع تحويلات المصريين في الخارج والسندات والشهادات الدولارية، مع ضخ مزيد من الاستثمارات. وعما يحتاجه قطاع السياحة ليزداد انتعاشًا، أوضح العريان ل«التحرير»: «نحتاج تفهما أكثر من الحكومة لطبيعة السياحة، حيث إن زيادة الأسعار بشكل كبير يؤثر علينا كثيرًا "الكهرباء، الوقود"، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على القطاع، لا يمنحنا فترة لتحديد أسعار مناسبة». أوضح مجدى صادق، عضو غرف شركات السياحة، أن الاستقرار والأمن سبب عودة السياحة المصرية إلى وضعها الطبيعي، مثنيًا على المجهودات التي تقوم بها وزيرة السياحة لإنعاش القطاع. قال الخبير السياحي، على يوسف كامل، صاحب شركة سياحة، إن هناك طلبا جيدا على مصر من ألمانيا في الآونة الأخيرة واستمرارا في ازدياد الطلب على مصر بعد أن ارتفعت الإشغالات الفندقية بصورة قوية، مما جعلهم يحولون الطلب من تركيا إلى مصر، مضيفًا أن شركات ألمانية رفعت عدد الطائرات خلال الصيف المقبل بنسبة 25-30% إلى مصر بعد التأكد من زيادة نسبة الحجوزات عن العام الماضي بنفس التوقيت. مشاكل كبيرة تنتظر الحل في المقابل طالب الخبير السياحي عاطف بكر عجلان، عضو غرفة شركات السياحة، بضرورة وضع رؤية واضحة لتسويق مصر سياحيا في العالم من خلال وزارة السياحة، واتحاد الغرف السياحية، وعقد ندوات لجميع المسئولين عن السياحة في مصر والخبراء والمتخصصين للخروج بتصور واضح لتسويق مصر ومقاصدها السياحية خارجيا ويشترك فيه الجميع. وأضاف "عجلان" في تصريح له، أن جميع ما تم من تطوير في السياحة مؤخرا عائد إلى جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي وجولاته الخارجية التي تنشط السياحة إلى مصر، وكذلك جهود الدولة المصرية في عودة الأمن والاستقرار إلى الأراضي المصرية بشكل كبير جدا شجع على عودة السياحة إلى مصر، وكذلك جهود وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط وما تقوم به من تواصل خارجي. وأكد أن شركات السياحة تعاني من مشاكل كبيرة حاليا ويجب الالتفات إليها والعمل على حلها في أسرع وقت من خلال الحوار والتواصل المباشر، مؤكدا أن أنشطة السياحة المتمثلة في السياحة الداخلية ضاعت من شركات السياحة واتجهت إلى شركات الخدمات والمصانع والنقابات والاتحادات لتتعاقد مباشرة مع الفنادق، ولم يعد هناك حاجة لشركات السياحة في هذا المجال. وتابع: «وموسم العمرة ضاع مع التأشيرة الأون لاين والليموزين السياحي شبه اختفى، في ظل وجود شركات مثل أوبر وكريم، وفرض ضرائب كبيرة على الليموزين السياحي، أما السياحة الخارجية فيسيطر عليها منظمو رحلات خارجيون وهم المستفيدون الأكبر من السياحة الوافدة لمصر». حيث أكد هاني بيتر أن الخطر القادم هو التسويق عبر صفحات فيسبوك والإنترنت والسوشيال ميديا فى السوقين الهندية والإندونيسية والفلبينية جنوب شرق آسيا، لافتا إلى أن التسويق عبر السوشيال ميديا والمرشدين السياحيين خطر يهدد أسواق جنوب شرق آسيا.