"جعفر" و"جدو" و"عمران" نجوم ولدوا من رحم دورة كمال الشاذلي الرمضانية بمركز شباب الباجور.. الدورة رعاها الوزير الراحل كمال الشاذلي ودعمها جمال مبارك وصفوت الشريف باتت الدورات الرمضانية أشبه بضيف دائم على شهر رمضان الكريم، فلم تعد مجرد حدث عابر، بل أصبح يعتبرها الكثير بمثابة جزء من التراث والعادات والطقوس الرمضانية التي ارتبط وجودها بذلك الشهر، فتحولت إلى عادة ثابتة يصعب التخلي عنها، مثل تعليق الزينة والفوانيس. فما يلبث أن يحل شهر رمضان الكريم، حتى يبدأ الشباب من مختلف الأعمار، والمقيمون في مناطق وأحياء مختلفة، في تجميع أنفسهم وتشكيل فرق للمشاركة في دورات رمضانية، والتنافس فيما بينهم داخل محيط المنطقة أو الحي نفسه في مساحات فضاء أو في الملاعب الشعبية وكذلك صالات الأندية الرياضية. من داخل مركز شباب الباجور بالمنوفية، تنقل «التحرير» بين جنبات وأروقة المركز، لتسلط الضوء عن قرب على نموذج حي من الدورات الرمضانية التي يقيمها المركز سنويا. توظيف سياسي كان المقصد في البداية من وراء إنشاء دورة رمضانية بالمركز بشكل سنوي، هو استغلال النشاط الرياضي كنوع من التوظيف السياسي، حينما من داخل مركز شباب الباجور بالمنوفية، تنقل «التحرير» بين جنبات وأروقة المركز، لتسلط الضوء عن قرب على نموذج حي من الدورات الرمضانية التي يقيمها المركز سنويا. توظيف سياسي كان المقصد في البداية من وراء إنشاء دورة رمضانية بالمركز بشكل سنوي، هو استغلال النشاط الرياضي كنوع من التوظيف السياسي، حينما أراد الوزير والبرلماني الراحل كمال الشاذلي في 2005 تدشين فعالية تضم جميع أبناء المراكز والقرى المجاورة في حدث واحد ودعم المركز والفرق المشاركة بكل ما تحتاجه من جوائز وزي رياضي ونفقات لجان التحكيم واللجنة المنظمة، ونجحت الدورة الرمضانية في تحقيق ذلك الهدف المنشود حتى وفاته، ليأتي من بعده نجله النائب البرلماني "معتز"، ليكمل مشواره ويسير على دربه داخل المركز منذ عام 2011 حتى اللحظة الراهنة. وطوال السنوات الماضية نجح المركز في استقطاب العديد من أبناء المراكز المجاورة لمزاولة النشاط الرياضي، حتى ذاع صيت دورة "كمال الشاذلي الرمضانية" بين أهالي القرى والمراكز، التي استمرت على اسمه وتحت رعايته حتى الوقت الراهن، ونجحت في تجميع شباب من فئات عمرية مختلفة، وكانت تحظى بدعم واهتمام من شخصيات عامة ووزراء ومسئولين في أثناء فترة تولي الراحل كمال الشاذلي، أمثال جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق ووزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف الذين حضروا عام 2005 لتسليم الجوائز للفائزين في الدورة الرمضانية، كما حضر كمال درويش رئيس نادي الزمالك الأسبق وكابتن حسام حسن وإبراهيم حسن وأشرف قاسم وكابتن مجدي عبد الغني الذين حضروا في 2010 لتسليم الجوائز للفرق الفائزة. أحمد جعفر وناجي جدو اكتسب المركز شهرة واسعة بالمقارنة بالمراكز المجاورة في السنوات الماضية، وأصبح وسيلة جذب للمشاركة في الدورة الرمضانية السنوية، بسبب إخراجه عددا من النجوم على مدى السنوات الماضية، الذين احترفوا اللعب في الدوري الممتاز والأندية الكبرى، مثل نجم الزمالك السابق أحمد جعفر، وإسلام بيومي لاعب فريق جمهورية شبين السابق، ومحمد ناجي جدو "الصغير" لاعب فريق الاتحاد، ورجب عمران لاعب نادي مصر للمقاصة. 14 عاما داخل مركز شباب الباجور "أشارك في الدورة الرمضانية منذ 14 عاما، وبالتحديد منذ أن كنت لاعبا حتى أصبحت مدربا ومديرا فنيا لأحد الفرق بالمركز"، يحكي كابتن إبراهيم حلمي. يكمل الرجل الأربعيني: "كنت أعتبر مركز شباب الباجور بيتي الثاني واعتدت منذ الصغر على المشاركة في بطولات ومنافسات داخل المركز.. ولعبت مع لاعبين أصبحوا نجوما كبارا حاليا في أنديتهم". اعتاد "إبراهيم" التحضير والتجهيز للمباريات، قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان الكريم، حيث تبدأ الفرق في مختلف المراكز في تجهيز وتجميع نفسها للمشاركة في البطولة، بعد إرسال مركز الشباب خطابات رسمية للمراكز الأخرى سواء عبر البريد أو الهاتف أو مندوبي مركز الشباب أنفسهم، لإخبارهم بالموعد المحدد لانطلاق البطولة وتوزيع الجدول عليهم لتجهيز أنفسهم للمشاركة ومعرفة مواعيد المباريات التي سيخوضها كل فريق، والتي عادة ما تبدأ مع بداية في شهر رمضان الكريم وتختتم في نهايته. ويضم الفريق الواحد في البطولة 16 لاعبا، ما بين 11 لاعبا و5 بدلاء، بالإضافة إلى إداري ومدير فني، وتقام المنافسة على استاد 11 داخل المركز وليس خماسيا، وفي حضور بعض أبناء القرى والمراكز لتحفيز وتشجيع اللاعبين، وعادة ما يقام في اليوم الواحد 3 مباريات. لم يخف "حلمي" إعجابه بعدد من اللاعبين الهواة، الذين يشاركون سنويا في الدورة الرمضانية، وهو ما يعطي قوة وسخونة للمنافسة وأصبح لديهم شعبية واسعة بين أبناء القرى والمراكز، مثل كابتن محمد كيتو لاعب نادي طنطا، الذي كان له دور رئيسي في صعود نادي طنطا للممتاز وتم بيعه ب15 ألف جنيه، وكذلك أحمد ريشة لاعب نادي سرس الليان، وكابتن أحمد سعيد الذي يلعب في ناشئي طلائع الجيش حاليا، بالإضافة إلى محمد مأمون، الذي يشارك حاليا في الفريق الأول لمركز شباب الباجور، إلى جانب رامي سامي حارس مرمى مدينة ميت خيقان. تغيرات عديدة طرأت على المنافسة طوال ال14سنة، التي شارك خلالها "حلمي" في البطولة، حيث تضاعفت أعداد المشاركين وأصبحت الدورة الرمضانية تحظى باهتمام كبير من قبل جمهور المراكز والمدن المجاورة، حيث تسعى كل فئة لتشجيع لاعبيها من أجل اقتناص البطولة، منوها بأن موعد المباراة لا يسغرق 3 ساعات تبدأ بعد صلاة التراويح في تمام الساعة ال10 مساء وتنتهي في 12.30 مساء. الأجواء الرمضانية يهوى "حلمي" طرق التدريب لعدد من مدربي الكرة داخل مصر وخارجها مثل الكابتن حلمي طولان وطلعت يوسف وطارق العشري وحسام البدري، وكذلك المدرب الأجنبي مانويل جوزيه، كما يعشق النادي الأهلي. لم ينكر الرجل الأربعيني، ضيقه من ابتعاده عن الأجواء الدينية في شهر رمضان الكريم، بسبب ارتباطه بالدورة الرمضانية السنوية، إلا أنه يؤكد في نفس الوقت أن الدورة لم تؤثر من قريب أو بعيد على حياته الخاصة في المنزل. ويعتبر الكثير من أبناء مركز شباب الباجور إبراهيم حلمي أحد الأسباب الرئيسية في نجاح مركز شباب الباجور في الحصول على البطولة 6 مرات، حيث حصل عليها لمدة 4 سنوات متواصلة في نادي الباجور ومرتين في مركز شباب الباجور، ويفاضل حاليا بين عروض عديدة من بعض أندية المنوفية. "يضم مركز شباب الباجور بالمنوفية 39 مركز شباب وناديين، أي ما يوازي 41 هيئة رياضية حكومية يتم التواصل مع شبابها كل عام من أجل تجميع الفرق المشاركة، ويتم توزيع الفرق المشاركة على 8 مجموعات، بحيث يكون على رأس كل مجموعة من فاز في الدورات السابقة ويتم توزيع باقي الفرق على باقي المجموعات بعد إجراء القرعة، ويتم دعوة معظم الشخصيات على مستوى المحافظة بأكملها في الختام"، وفقا ل"تامر عمار" المنسق والمشرف العام على الدورة الرمضانية بمركز شباب الباجور بمحافظة المنوفية. ويصل عدد الفرق المشاركة في الدورة الرمضانية سنويا يصل لنحو 54 فريقا من مختلف القرى والمراكز بما يعادل 1000 شاب في البطولة، ويُشرف عليها لجنة منظمة، وحكام معتمدون من دوري الدرجة الأولى والممتاز، ويتم توزيع الجوائز على المراكز الأولى التي تصل للنهائيات. تكلفة البطولة وتبلغ تكلفة الدورة الرمضانية المقامة سنويا ما يقرب من 65 ألف جنيه، يتحملها بأكملها معتز الشاذلي نجل البرلماني الراحل، وتتوزع ما بين 11 ألف جنيه للمراكز الأولى، و8 آلاف جنيه تكلفة التحكيم، و10 آلاف جنيه للجنة المنظمة و5 آلاف جنيه للختام، و30 ألف جنيه للزي الرياضي. تواصلنا أيضا خلال زيارتنا مع نجل الوزير الراحل كمال الشاذلي والنائب البرلماني عن مدينة الباجور معتز الشاذلي، الذي أكد أن هناك العديد من النجوم الذين خرجوا من رحم الدورة الرمضانية. وتجرى الدورة الرمضانية في مركز شباب الباجور بلا أي مقابل مادي باستثناء جوائز الفائزين التي تتنوع ما بين أوسمة وميداليات وكؤوس ويتحملها الرعاة للبطولة، حتى أصبح يشرف عليها لجنة منظمة، يتم اختيارها من مجلس إدارة مركز الشباب ويتم مخاطبة الاتحاد بها.