تطور جديد في الأزمة الأمريكية- الإيرانية يرفع من احتمالات نشوب صراع بين البلدين، بعد أن هدد ترامب بالقضاء على إيران في حالة اندلاع حرب بينهما "إذا كانت إيران تريد القتال فستكون هذه هي النهاية الرسمية لها"، هكذا أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحذير صارم للنظام الإيراني، وأضاف في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الأحد الماضي: "لا تهددوا الولاياتالمتحدة مرة أخرى"، وكانت الولاياتالمتحدة قد نشرت سفنًا وطائرات حربية في منطقة الخليج العربي خلال الأيام الأخيرة، لكن تغريدة ترامب تشير إلى تحول في موقفه بعد المحاولات الأخيرة له للتقليل من احتمال نشوب صراع عسكري بين البلدين. ففي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، يوم الأحد، تعهد الرئيس الأمريكي بأنه لن يسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية، لكنه قال إنه لا يريد صراعا. وقال: "لست شخصا يريد الدخول في الحرب، لأن الحرب تؤذي الاقتصاد، وبالإضافة لذلك، الحرب تتسبب في قتل الناس، وهو السبب الأكثر أهمية". من جانبها، تحركت إيران أيضا ففي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، يوم الأحد، تعهد الرئيس الأمريكي بأنه لن يسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية، لكنه قال إنه لا يريد صراعا. وقال: "لست شخصا يريد الدخول في الحرب، لأن الحرب تؤذي الاقتصاد، وبالإضافة لذلك، الحرب تتسبب في قتل الناس، وهو السبب الأكثر أهمية". من جانبها، تحركت إيران أيضا لتقليل المخاوف بشأن التوترات المتصاعدة، حيث أصر وزير خارجيتها يوم السبت الماضي على عدم وجود رغبة في الحرب. وقال محمد جواد ظريف لوكالة أنباء "إيرنا" الإيرانية الرسمية: "لن تكون هناك حرب لأننا لا نريد حربا، ولا أحد لديه القدرة على مواجهة إيران في المنطقة". وأوردت وكالة "فارس" الإيرانية، يوم الأحد، أن قائد قوات الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، أكد أن إيران لا تسعى إلى صراع، لكنه أضاف أن الولاياتالمتحدة "تخشى الحرب وليست لديها الإرادة للقيام بذلك". وفي هذا السياق، يرى جوناثان ماركوس، المحلل في شؤون الدفاع بهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن ترامب غير موقفه بعد أن بدا وكأنه ينادي بتهدئة التوترات مع إيران، إذ أصبح يهدد الآن بالعواقب الوخيمة إذا وقع أي هجوم على المصالح أو المنشآت الأمريكية. وهو ما يبرز النهج غير المستقر الذي اتبعه الرئيس الأمريكي تجاه الشؤون العالمية، والذي يقوم على ضبط النفس تارة، والهجوم تارة أخرى. ويقول ماركوس إن مثل هذا النهج يزعزع الاستقرار بشكل كبير، كما أنه يمكن أن يسهم في سوء تقدير طهران للنيات الأمريكية. ترامب: إذا أرادت إيران الحرب فستكون نهايتها التحرير وأضاف أن كل مكونات اندلاع مواجهة بين طهرانوواشنطن موجودة، بدايةً من عدم وضوح النهج الأمريكي، مرورًا بالرغبة المحتملة من قبل إيران في دفع الأمور إلى حافة الهاوية، وصولا إلى سلسلة الحوادث التي شهدتها المنطقة مؤخرا، حيث تعرض عدد من ناقلات النفط في الخليج العربي، ومنشآت نفطية في السعودية للتخريب، بالإضافة إلى الهجوم الصاروخي بالقرب من المجمع الأمريكي في بغداد، وهو ما يدل على أن هناك عناصر على الأرض حريصة على تأجيج التوترات واختبار تصميم الإدارة الأمريكية، وفقا لما يراه ماركوس. ما السبب في هذه التوترات؟ تأتي الاحتكاكات الأخيرة بعد أن علقت إيران التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الدولي لعام 2015، وهددت باستئناف إنتاج اليورانيوم المخصب الذي يستخدم في صنع وقود المفاعلات والأسلحة النووية. وكان الاتفاق يهدف إلى رفع العقوبات المفروضة على إيران مقابل إنهاء برنامجها النووي، لكن الولاياتالمتحدة انسحبت من الاتفاقية العام الماضي، ووصف ترامب الاتفاق بأنه "فاشل"، وأعاد فرض العقوبات على طهران. في الوقت نفسه، هناك عدد من المزاعم أن طهران بدأت في تحميل الصواريخ على قواربها الحربية في الخليج، ويعتقد المحققون الأمريكيون أن إيران تقف وراء تخريب أربع ناقلات قبالة ساحل الإمارات، وهو ما تنفيه إيران. تفاصيل خلافات ترامب ومستشاريه حول ضرب إيران ما أحدث التطورات في المنطقة؟ قال الجيش العراقي، يوم الأحد، إن صاروخا أطلق على المنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد، والتي تضم مباني حكومية وسفارات أجنبية. ويقال إنه ضرب مبنى مهجورا بالقرب من السفارة الأمريكيةببغداد، إلا أنه لم تقع إصابات، ولم يتضح بعد من الذي يقف وراء الهجوم. ومع ذلك، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة ستحمل إيران المسؤولية "إذا كانت أي من الميليشيات التابعة لها هي التي تقف وراء هذه الهجمات". وجاءت تهديدات ترامب عبر تويتر بعد ساعات من التقارير الأولى عن الهجوم الصاروخي. أضف إلى ذلك أن الولاياتالمتحدة نشرت في الأيام الأخيرة حاملة طائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" في المنطقة، كما أرسلت أربع قاذفات نووية إستراتيجية إلى قاعدة "العديد" الجوية في قطر، وقيل إنها وضعت خططا لإرسال 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط. وصدرت أوامر إلى الموظفين الدبلوماسيين الأمريكيين بمغادرة العراق، ورفع الجيش الأمريكي مستوى التهديد في المنطقة بسبب المعلومات الاستخباراتية المزعومة عن تهديدات القوات المدعومة من إيران، وهو ما يتناقض مع تصريحات جنرال بريطاني قال إنه "لا توجد تهديدات متزايدة من هذه الميليشيات". في الوقت نفسه، أعلنت كل من هولندا وألمانيا سحب قواتها من العراق، وتعليق برامجها التدريبية العسكرية في البلاد. «هل تحارب أمريكاإيران؟».. إجابة غامضة من ترامب وبشكل منفصل، اتهمت السعودية، طهران بشن هجوم بطائرات بدون طيار على خط أنابيب يوم الجمعة، وزعمت أن المتمردين الحوثيين في اليمن قاموا بالهجوم بناءً على أوامر إيران، وهو ما تنفيه طهران. هل تندلع الحرب بين أمريكاوإيران؟ تقول "بي بي سي" إن هناك روايتين حول هذه القضية، الأولى، وهي التي تفضلها إدارة ترامب، أن إيران دولة مارقة، وتستعد لشن هجوم محتمل على أهداف أمريكية، رغم أنه لم يتم الكشف عن الكثير من التفاصيل حول هذا الأمر. ويعد نشر الولاياتالمتحدة تعزيزات عسكرية في المنطقة، ونقل موظفيها الدبلوماسيين من العراق، بالإضافة إلى التقارير حول وضعها خططا للحرب، بمنزلة رسالة واضحة لطهران، وهي أن أي هجوم على هدف أمريكي من أي مصدر، سواء كان إيران أو أحد وكلائها أو حلفائها في المنطقة، سيواجه برد عسكري كبير. الرواية الثانية تلقي باللوم في هذه الأزمة على واشنطن، وتتبنى إيران هذه الرواية، وهو أمر غير مستغرب، ولكن كذلك الكثير من السياسيين الأمريكيين المنتقدين لنهج إدارة ترامب، كما يتقاسم العديد من حلفاء ترامب الأوروبيين بعض هذه المخاوف بدرجات متفاوتة. ووفقا لهذه الرواية، فإن "صقور إيران" في إدارة ترامب -مثل مستشار الأمن القومي جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو- هم من يغذون هذا النهج. ويبقى هدفهم، كما يقول أصحاب هذا الرأي، هو تغيير النظام في طهران، وإذا لم ينجح الضغط الاقتصادي، فهم يعتقدون أن العمل العسكري لا يستبعد في الظروف المناسبة.